أعلنت لجنة حماية الصحافيين الدولية المعنية بحماية حرية الصحافة حول العالم، أنَّ سورية لا تزال المنطقة الأخطر على حياة الصحافيين، موضحة أنَّه رغم هذه المخاطر إلا أنَّها تبقى الوجهة الأولى للإعلاميين الذين يندفعون لتغطية الأحداث من باب الفضول والشغف.
وأكدت اللجنة في تقرير لها، أنَّ 69 صحافيًا على الأقل قتلوا نتيجة مباشرة لتغطية الصراع السوري منذ أن بدأ في عام 2011، موضحة أنَّ معظم هؤلاء لقوا حتفهم في تبادل لإطلاق النار أو نتيجة تفجيرات، غير أنَّ ستة منهم على الأقل تأكد مقتلهم بصورة متعمدة.
وأوضحت رئيس اللجنة ساندرا ميمس، أنَّ "القتل الوحشي للصحفي الأميركي جيمس فولي، أصاب جميع الأشخاص أصحاب الفطرة السليمة بالاشمئزاز"، مشيرة إلى أنَّه من شبه المؤكد أن مقتل 69 صحافيًا في سورية أقل من الواقع، حيث أنَّ أكثر من 80 صحافيًا اختطفوا منذ عام 2011، وهناك نحو 20 ما زالوا مفقودين.
وأشار تقرير اللجنة إلى أنَّ الغالبية العظمى، 88 في المائة، من الصحافيين والمراسلين الذين قتلوا في سورية في الأعوام الأخيرة كانوا مواطنين من المناطق القريبة من هذا البلد.
وتكشف مطالعة عابرة لسجل اللجنة للصحافيين القتلى في سورية النقاب عن حالة محمد الخال على سبيل المثال، حيث كان يعمل صحافيًا تلفزيونيًا، ونجح في توثيق الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية والجيش السوري الحر في مدينة دير الزور شرق البلاد، مؤكدة أنَّ محمد قتل في قصف حكومي في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012.
وضحية أخرى، فيصل الجميلي، وهو مصور حر قتل في مدينة إدلب السورية في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر عام 2013، وفي آخر اتصال له عبر "فيسبوك"، أبلغ الجميلي أحد زملائه بأنه اختطف من قبل مسلحي "داعش"، بحسب لجنة حماية الصحفيين.
وأبرزت اللجنة أنَّ نصف الصحافيين الذين قتلوا في سورية كانوا يعملون بصورة حرة، أي يعملون بالقطعة لدى أكثر من مؤسسة ولا يحصلون على رواتب ثابتة، فيما كان بعضهم من المتطوعين أو النشطاء الذين يشتغلون بـ"صحافة المواطن".
فيما يحظى الصحافيون الذين يعملون لدى مؤسسات صحافية عالمية كبرى بمميزات في مقابل زملائهم الذين يعملون بصورة حرة، إذ أنَّ هذه المؤسسات تمنح صحافييها ملابس واقية على سبيل المثال، وبعضهم يخضع لتدريبات للتعامل مع "البيئة المعادية" من بينها الإسعافات الأولية.
وعلى نحو متزايد، تعتمد منظمات إعلامية رائدة كبرى في سورية بالفعل على الصحافيين الذين يعملون بشكل حر لأنها ترى أنَّ هذا البلد يمثل خطورة كبيرة جدًا على "موظفيها".
وذكرت لجنة حماية الصحفيين، أنَّ 30 صحافيًا قتلوا حتى الآن خلال العام 2014 على مستوى العالم وأخطر دولة في العالم على الصحافيين هذا العام هي سورية التي شهدت مقتل خمسة صحافيين، بينما قتل أربعة آخرين في كل من أوكرانيا والعراق وغزة.
ولم ينجُ صحافيو المؤسسات الإعلامية السورية من القتل، حيث قتلت المراسلة الصحافية يارا عباس مراسلة القناة "الإخبارية" السورية، أثناء تغطيتها للأحداث في حمص، بالإضافة إلى عدد من المراسلين والمصورين الذين كانوا موجودين أثناء الاشتباكات أو تمت تصفيتهم بعد خطفهم .
وتعرضت المؤسسات الإعلامية السورية كذلك لاعتداءات مختلفة، حيث تعرض مبنى الإذاعة والتلفزيون الواقع في منطقة دمشق إلى تفجير، كما استهدف أكثر من مرة بقذائف الهاون واستهدف كذلك مبنى الوكالة العربية السورية للأنباء أكثر من مرة ما أدى لمقتل خمسة من العاملين فيها.
ورغم كل هذه المخاطر إلا أنّه لا يمكن إنكار أنَّ سورية تعد الدولة الأكثر إغراءً للعمل الصحافي بسبب التحولات الكبيرة في الأحداث ووجود الآلاف من القصص التي يمكن أن تكون سبقًا صحافيًا.
أرسل تعليقك