الرئيس السوري بشار الأسد
هاتين وسيلتي الإعلام التركيتين، وهما قناة "أولصال"، وصحيفة "أيدنليك"، وتوجه إلى الشارع التركي ليسأل عنهما، فكتب الموقع "لا أعرفها أهي قناة تركيا؟" هكذا أجاب الجامعي التركي أونور أونال، عندما سألناه عن رأيه في قناة "أولصال" التي كانت بالشراكة مع جريدة "أيدنليك" في الأسبوع الماضي، الأشهر في القنوات العالمية، حيث تناوبت الشبكات العالمية على اقتباس لقطات من مقابلة القناة مع بشار الأسد.
وأضاف الموقع السوري المعارض، "لكن السؤال المُحيّر، كيف لقناة وصحيفة ليس لهما تواجد في الساحة الإعلامية التركية المحلية، أي تواجد أو أثر، أن تجريا مقابلة مع الأسد؟، وعند البحث عن توجهات الوسيلتين الإعلاميتين نجد أن قناة (الأولصال) (تعني بالتركية الوطني) هي قناة محلية تأسست عام 1994 في مدينة إسطنبول، وارتبط اسمها في قضية إرغينكون (نسبة لجبل قديم لجأ له الأتراك هربًا من المغول) والتي تم فتح ملفها للمرة الأولى من قبل قناة (الشو تي في) التركية من خلال برنامج (40 دقيقة) عام 1997، و(إرغينكون) هي منظمة سرية أهدافها المحافظة على تركيا كدولة علمانية وعسكرية وقوية، كما كانت في عهد مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، واتهمت هذه المنظمة بتنظيم الانقلابات العسكرية ضد الحكومة، وتضم المنظمة شخصيات ذات حضور مجتمعي قوي من سياسيين وقضاة وصحافيين وقادة عسكريين، ويشبّهها البعض بالحركة الماسونية، ويعود ارتباطها بقناة (الأولصال) إلى عام 2008، حسب مجلة (أيدنليك) في عددها الصادر 16 آب/أغسطس عام 2009، حيث نشرت خبر اعتقال كل من رئيس تحرير القناة فريد ألسيفر ومنسق غرفة الأخبار وممثل القناة في مدينة أزمير ومراسل القناة في أنقرة، لتهمة الانضمام لهذه المنظمة، ويذكر أن ألسفير هو أحد مؤسسي الحزب "الاشتراكي" التركي في العام 1988، والذي تم حله عام 1992 بقرار من المحكمة الدستورية التركية، لينشئ بعد ذلك حزبًا جديدًا بديلاً تحت اسم حزب (العمال) في 1992 والذي لم يحصل في أي انتخابات دخلها على أي مقعد في البرلمان التركي، أما عن صحيفة (أيدينليك) فهي الناطق الرسمي باسم حزب (العمال)، وتأسست في العام 1921 كمجلة، لكن في 2011 تم تحويلها إلى صحيفة يومية، وتعد هذه الصحيفة اليسارية الشيوعية (أتاتوركية التوجه)، وتم إغلاقها أكثر من مرة".
وتعتبر "أيدينليك" و"أولصال"، وجهان لعملة حزب "العمال" التركي، وحسب الموقع العام لقياس نسب المشاهدة، لا يحظى أي برنامج في القناة بنسب مشاهدة عالية في ظل السوق الإعلامي العالي المستوى في تركيا، وبذلك نجد بعد هذا العرض أن الأسد أجرى حوارًا مع ذاته ومع مؤيديه في تركيا، لتوصيل رسائل خاصة إلى الشعب التركي، بأن استقرار سورية من استقراركم، فاحذروا أردوغان وتوجهاته، ويمكن لمن يراقب صفحات "فيسبوك" التركية، أن يلاحظ تحول الصحافيين التركيين اللذين أجريا المقابلة مع الأسد، إلى مادة دسمة للسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، بسبب أسألتهم التي لا تنم عن ذكاء صحافي، بل عن مجاملة ومسرحية تم إخراجها في القصر الجمهوري على يد مخرج تركي، وكأن المقابلة، حسب وصف المواطنين الأتراك، مسروقة من أحد المسلسلات التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية!..
ومن التغريدات التي كتبها أحد المواطنين الأتراك على "تويتر"، معلّقًا على السؤال الأول في المقابلة "هل مازلت على قيد الحياة"، "لا أنا لم أزل على قيد الحياة قُتلت من الضحك على سؤالك
أرسل تعليقك