الصحافي باتريك كوبرن يشبه أحداث فلسطين بصراع شمال إيرلندا
آخر تحديث GMT10:57:09
 عمان اليوم -

الصحافي باتريك كوبرن يشبه أحداث فلسطين بصراع شمال إيرلندا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الصحافي باتريك كوبرن يشبه أحداث فلسطين بصراع شمال إيرلندا

رؤية للأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية
لندن -عمان اليوم

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقال رأي تناول رؤية للأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية حاليا، انطلاقا مما جرى في السبعينيات في إيرلندا الشمالية.
ويرى الكاتب باتريك كوبرن أن أن الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي يذكر بالصراع بين الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية.
وينطلق الكاتب من حادثة إطلاق النار من قبل السلطات البريطانية على 10 من الكاثوليك في باليمورفي، غربي بلفاست (عاصمة إيرلندا الشمالية)، ما أدى إلى مقتلهم، بين 9 و11 آب/ أغسطس 1971، وهي الحادثة التي أصحت تعرف بـ"مذبحة باليمورفي".

ويربط الكاتب بين إعلان التحقيق في الحادثة قبل أيام؛ بتفجر المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية. ويضيف: "في اليوم نفسه الذي تفجرت فيه المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية (..) كان تحقيق في بلفاست يتحدث عن مقتلة جماعية على يد الجيش البريطاني في إيرلندا قبل نصف قرن".
ولفت كوبرن إلى أن الحكومة البريطانية ادعت على مدى سنوات أن الضحايا هم من مسلحي الجيش الجمهوري الإيرلندي أو إنهم كانوا يلقون قنابل حارقة، لكن التحقيق أكد أن جميع القتلى كانوا من المدنيين الأبرياء وأن سلوك الجيش لم يكن مبررا.
وبناء على نتائج التحقيق، اضطر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تقديم اعتذار بلا تحفظ.
ويتطرق الكاتب إلى أوجه التشابه اللافتة بين أحداث إيرلندا الشمالية آنذاك وما يجري اليوم بين الاحتلال وغزة، ويقول: "في الحالتين كانت، ولا تزال، القوة العسكرية المفرطة للغاية تستخدم لحل المشاكل السياسية ولم تنجح إلا في تعميقها".
ورأى أن حادثة باليمورفي التي وقعت في فترة حملات الاعتقالات دون محاكمة، أكسبت الحكومة البريطانية فقط نزع الشرعية عن نفسها، ونشر الكراهية ضدها، وساهمت في زيادة التجنيد في الجيش الجمهوري الإيرلندي.
وفي المقابل، تكرر الأجهزة الإسرائيلية الإشادة بانتصاراتها وتصفية قادة الأعداء، "كما لو أن القادة المحليين من القوات شبه العسكرية لحركة حماس والجهاد الإسلامي هم من الفنيين العسكريين الذين لا يمكن تعويضهم"، بحسب الكاتب.
ويتجاوز التشابه بين الحالتين الاستخدام المبالغ فيه وغير المنتج للتفوق العسكري لحل مشكلة سياسية.. أساسا، "تضم كل من المنطقتين مجتمعين معاديين متساويين في الحجم تقريبا يعيشان متشابكين في مكان محدود".
ففي إيرلندا الشمالية يبلغ عدد الكاثوليك والبروتستانت نحو مليون شخص، "بينما يعيش في المنطقة الأكثر انقساما سياسيا بين نهر الأردن والبحر الأبيض  المتوسط (فلسطين التاريخية) 14 مليون نسمة؛ سبعة ملايين منهم إسرائيليون يهود وسبعة ملايين آخرون من الفلسطينيين. قد يتم تقسيم المنطقة من خلال جدران وحدود محصنة، لكنها في الأساس وحدة سياسية واحدة، وهو ما أظهره انتشار العنف من القدس إلى غزة إلى إسرائيل والضفة الغربية في الأيام القليلة الماضية"، كما يقول الكاتب.
وكما أن الحكومة البريطانية "ارتكبت خطأ فادحا في إيرلندا الشمالية عام 1971 باستخدام الجيش البريطاني لدعم ما كان يطلق عليه أحيانا الدولة البرتقالية، ما يعني أن الكاثوليك كان يجب أن يقبلوا وضعا من الدرجة الثانية في دولة يديرها البروتستانت، وهو أمر لن يفعله الكاثوليك" مهما اختلت موازين القوى، فإنه "سيكون من الجيد التفكير في أن العملية نفسها قد تحدث يوما ما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والفلسطينيين".
فقد تطلبت التسوية في إيرلندا الشمالية توازنا معينا للقوى بين المجتمعين (الكاثوليك والبروتستانت) واعترافا من جميع القوى، وخصوصا الحكومة البريطانية والجمهوريين الإيرلنديين، بأن أيا من الجانبين لن يحصل على نصر تام، وهذا ما أثمر في التوصل إلى اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998.
وفي المقابل، فإن ما يحول دون التوصل لحل وسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو أن "ميزان القوة يميل بفارق كبير لصالح الإسرائيليين، فهم لا يشعرون بالحاجة للتنازل لأن لديهم تفوقا عسكريا كبيرا ودعما من الولايات المتحدة والدول الكبرى".
لكن أيضا هناك نقاط ضعف فلسطينية، وبعضها ذاتية، ومنها ضعف القيادة والتنظيم السياسي".
ويقول الكاتب: "تستطيع حماس إطلاق كثير من الصواريخ على إسرائيل في تحد للقوة، لكن هذا يأتي بنتائج عكسية من الناحية السياسية لأنه يمنح إسرائيل القدرة على تصوير أفعالها باعتبارها دفاعية وفي إطار الحرب على الإرهاب". كما أن "السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله لم تُجر انتخابات منذ 15 عاما"، مشيرا إلى إعلان تأجيل الانتخابات التي سبق الإعلان عن إجرائها.
ويرى الكاتب أن على الفلسطينيين "أن تكون استراتيجيتهم المفضلة هي استخدام أعدادهم الكبيرة في حملة جماهيرية سلمية للمطالبة بحقوقهم المدنية ووضع حد للقيود التمييزية ضدهم"، كما يقول.

قد يهمك ايضًا:

غارات إسرائيلية عنيفة على غزة تدمّر البرج السادس والقسّام يرد بعنف بقصف تل أبيب

 

بايدن يتكلم مع عباس للمرة الاولى ويهاتف ناتنياهو واسرائيل تهدّد وحماس تتوعّد بالرد

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافي باتريك كوبرن يشبه أحداث فلسطين بصراع شمال إيرلندا الصحافي باتريك كوبرن يشبه أحداث فلسطين بصراع شمال إيرلندا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:33 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 عمان اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 عمان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 عمان اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 عمان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 00:00 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab