أجانب من دول مختلفة يتعلّمون اللغة العربية الفصحى في سورية ويكشفون الكواليس
آخر تحديث GMT22:39:50
 عمان اليوم -

تجاوز عدد طلاب المعهد 14500 طالب وطالبة منذ أن تأسس عام 2001

أجانب من دول مختلفة يتعلّمون اللغة العربية الفصحى في سورية ويكشفون الكواليس

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أجانب من دول مختلفة يتعلّمون اللغة العربية الفصحى في سورية ويكشفون الكواليس

أجانب من دول مختلفة يتعلّمون اللغة العربية الفصحى في سورية
دمشق-عمان اليوم

تتطلع آداما إلى تعلم اللغة العربية بسرعة لإنهاء ما تواجهه من معاناة في التفاعل مع الأصدقاء الجدد لابنها الصغير في دمشق.انتقلت "آداما زونغرانا" مؤخرا من بلدها جنوب أفريقيا للعيش في دمشق مع زوجها السوري وابنهما كريم، إلا أنها لا زالت تعاني عقبة اللغة في التواصل مع حياتها الجديدة وخاصة حين ترافق ابنها إلى مراكز الترفيه حيث حظي بالكثير من الأصدقاء الجدد.

 "آداما زونغرانا" هي اليوم طالبة في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والذي استأنف نشاطه مجددًا في العاصمة السورية دمشق بعد توقف لشهرين بسبب كورونا."آداما" تتطلع إلى تفاعل أعمق مع اللغة العربية، وقالت "التحقت بهذا المعهد لكي أتعلم اللغة العربية ودراسة الأدب العربي والثقافة والحضارة العربية في سورية".

 السيدة رونجلين أنغريسو من الفلبين، هي أيضا متزوجة من مواطن سوري ولديها طفل صغير، وتتطلع إلى تعلم اللغة العربية جيدا للتواصل مع مجتمعها الجديد.

 عبرت أنغريسو عن سعادتها الكبيرة ليس فقط بتعلم اللغة العربية وإنما أيضا لوجودها مع "أصدقائي وأساتذتي في هذا المعهد الرائع"وأعرب طلاب آخرون من روسيا والصين والبرازيل وفنزويلا عن سعادتهم بوجودهم في سورية والتعلم فيها.جميع طلاب دورة الأجانب في المعهد أصروا أن يتحدثوا باللغة العربية الفصحى، فعبروا عن محبتهم لسورية وسعادتهم بفرصة التعرف فيها على أصدقاء من دول عديدة حول العالم داخل المعهدوالاطلاع على ثقافاتها وعادات شعوبها فضلًا عن تعلم اللغة العربية.

 "أتكاترينا باغينسكايا" من روسيا الاتحادية قالت: "أنا طالبة جديدة أعيش مع عائلتي في سورية التي أحبها وأنا مسرورة جدًا لتعلم اللغة العربية، ومن خلال دراستي هنا في المعهد أصبح لدي أصدقاء من البرازيل والصين والفلبين وفنزويلا".بدوره قال الطالب "ياوفينغ ما" من الصين: "أنا طالب في الصف السادس، وتعلمت الكثير عن سورية وآثارها مثل مدن بصرى وتدمر وإيبلا".
 
دايانا الشوفي، وهي مواطنة فنزيلية من أصل سوري، كشفت عن ولعها بالشعر العربي الذي تعرفت عليه حديثا، وقالت: "أنا من فنزويلا ومتحدرة من أصل سوري، التحقت بهذا المعهد منذ سنتين وأنا الآن في الصف السادس، ودرسنا الأدب في العصر الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي والأندلسي، وتعرفنا على كثير من الشعراء أمثال امرؤ القيس وجميل بثينة وزهير بن أبي سلمى وعمر بن أبي ربيعة شاعر الحب والغزل وشاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري الذي كتب رسالة الغفران عن الجنة والنار، كما درسنا البلاغة والاستعارات والتشابيه في علم البيان والبديع والقواعد التي تصحح لغتي وتجعلها سليمة من الأخطاء".

 من جهتها قالت ليليان أبو عراج: "أنا من البرازيل وبلدي الأم سورية، وأدرس اللغة العربية في المعهد، وأنا مسرورة جدًا هنا في سورية"وكان معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها قد اسـتأنف عمله في دمشق بعد توقف لأكثر شهرين بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا المستجد في سورية إلى أن صدرت توجيهات حكومية باستئناف الدورات التعليمية مع التشديد على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة لسلامة الطلاب والكوادر التدريسية والإدارية.

 والتحق بالمعهد منذ بدء الدوام مطلع يونيو/حزيران الجاري مجموعة من الطلاب الأجانب والسوريين المغتربين الذين جاؤوا من روسيا والصين والبرازيل وفنزويلا والفلبين وجنوب أفريقيا لتعلم اللغة العربية، وبذلك تجاوز عدد طلاب المعهد 14500 طالب وطالبة من جنسيات متعددة منذ أن تأسس عام 2001 وحتى يومنا هذا.
 6 مستويات تعليمية

وأوضحت مديرة المعهد نجود عطا الله أنه "بتوجيهات من رئاسة مجلس الوزراء توقف الدوام في المعهد بسبب انتشار فيروس كورونا لكنه استأنف العمل منذ 31 مايو/أيار الماضي، وبدأ بإقامة الدورات التعليمية للأجانب والعرب المغتربين بعد أن تم أخذ الاحتياطات والتدابير والإجراءات الاحترازية من خلال التعقيم والتنظيف اليومي لمرافق بناء المعهد ومنع التجمع والازدحام في سيارات النقل وداخل الغرف الصفية".

وأضافت عطا الله: "معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أحدث بالقانون رقم 15 لعام 2001 وهو استمرار لمدرسة تعليم الأجانب اللغة العربية التي أحدثت بالمرسوم التشريعي رقم 72 لعام 1973، ويختص بتدريس اللغة العربية الفصحى للأجانب والمغتربين العرب الذين لم تمكنهم ظروفهم من تعلم اللغة العربية، وهناك ستة مستويات للطلاب بدءًا من الصف الأول وصولًا إلى الصف السادس، وهو يعتمد نظام الدورات مدة كل دورة ثلاثة أشهر ونصف، وهناك دورة صيفية مدتها ثلاثة أشهر تقام لمن يرغب بالقدوم إلى سورية من الأجانب، ويمنح المعهد شهادة تخرج متوسطة إذا التحق الطالب بالمستويين الثالث والرابع وشهادة عليا موقعة من وزير التربية إذا التحق بالصفين الخامس والسادس".

 وأضافت: "بلغ عدد طلاب المعهد منذ إحداثه وحتى الآن /14500/ طالب وطالبة من /52/ جنسية أجنبية، وفي الدورة  المقامة حاليًا هناك طلاب من الصين وروسيا وأوزبكستان والبرازيل وفنزويلا وجنوب أفريقيا، وتقام دورات خاصة للدبلوماسيين الذين لا يستطيعون الالتحاق بالدوام الصباحي للمعهد".
 
وعن الأنشطة الأخرى التي يقيمها المعهد للطلاب قالت عطا الله: "يقيم المعهد عددًا من النشاطات الترفيهية والزيارات الاطلاعية لمواقع أثرية وتاريخية وثقافية في مدينة دمشق وإلى الأماكن التي يرغب الطلاب بزيارتها، وبعد انتهاء كل دورة يقيم المعهد حفلات يشارك فيها الطلاب بارتداء أزياء تراثية من بلدانهم ويقدمون مجموعة من العروض الفلكورية والأفلام التوثيقية عن بلادهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم كما يقومون بتحضير مأكولاتهم الشعبية، وفي هذا الجانب قدمت سفارات الطلاب أزياء تراثية وآلات موسيقية خاصة ببلدانهم".

 مناهج تواصلية تركز على الفصحى

وتحدثت المدرّسة ريم عطا الله معاونة مديرة المعهد عن المناهج التي تدرس في المعهد فأوضحت أن "المناهج التي تدرس في المعهد تعتمد على الطريقة التواصلية التي تتيح تفاعل الطلاب باللغة العربية الفصحى مع المجتمع الخارجي ودائمًا هناك أنشطة مرئية ومكتوبة يحضرها المدرّس أو الطالب لتقديم معلومات عن شاعر أو أديب أو شيء مميز في أحد بلدان الطلاب".

 وتابعت: "نركز كثيرًا على دروس المحادثة لكي نرفع من سوية الطلاب ومقدرتهم على الحديث باللغة العربية الفصحى، ونركز أيضًا على أنشطة أخرى قد تكون داخل المعهد أو خارجه عبر زيارات لأماكن معالم مشهورة في مدينة دمشق، كما يمكن أن يقوم الطلاب بإعداد مسرحيات وإلقاء الشعر من داخل  مناهجهم".

 كذلك بينت أستاذة الصف السادس رائدة قاسم لـ"سبوتنيك" أن الطالب يدرس الأدب بأنواعه الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي والأندلسي كي يطلع على شعراء تلك العصور ويصبح محبًا للشعر ويفتخر بما يحتويه من فن الكتابة والبلاغة وعلم البديع والبيان والاستعارات والتشابيه فاللغة العربية مليئة بالصور والخيال وبالإبداع والتفكير كما يتلقى الطلاب قواعد اللغة العربية  من نحو وصرف وإملاء إضافة إلى مادة الجريدة والاستماع إلى بعض الأغاني الفصيحة من الشعر الحديث".

 وقالت أستاذة الصف الأول المدرّسة رجاء سليمان لـ"سبوتنيك": "نركز في المعهد على المحادثة بطريقة تفاعلية في المطعم أو في الحديقة أو عند البائع بحيث تكون المفردات عن الفواكه والخضروات والمهن والأعمال، وأيضًا نركز على بعض التدريبات في القواعد اللغوية وطريقة استخدامها في الحياة اليومية، وأكثر ما نركز على جمل ومفردات يستفيد منها الطلاب في حياتهم اليومية".
 
وتجدر الإشارة إلى أن معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يهدف إلى تمكين الراغبين بتعلم اللغة العربية الفصحى من الأجانب والعرب المغتربين وفق أساليب حديثة ومناهج خاصة لتزويدهم بالمهارات الأساسية للغة من استماع ومحادثة وقراءة وكتابة وحثهم على متابعة الاطلاع على القضايا العربية والتراث الحضاري العربي وتعزيز الروابط الإنسانية بين أبناء اللغات الأخرى وبين الناطقين بالعربية تحقيقًا للالتقاء الثقافي بينهم.

 ويضم المعهد نخبة من الإداريين والمدرسين المميزين في وزارة التربية ويحمل معظمهم شهادات علمية عليا، كما يضم المعهد مكتبة تضم كتبًا قديمة وحديثة ومعاجم متنوعة وقاعة عرض سينمائية لعرض أفلام تعليمية وثقافية متنوعة.

 وأحدث عام 1963 أول معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في سورية بالمرسوم رقم 65.

 ويتحدث اللغة العربية اليوم نحو 467 مليون نسمة وتحتل المركز الرابع أو الخامس من بين اللغات الأكثر انتشارًا في العالم.

 قد يهمك أيضا: 

حواجز لفصل بين الطلاب بمدرسة في جنوب أفريقيا لمنع انتقال "كورونا"

البيت الأبيض يعلن تعليق دخول فئة من الباحثين والطلاب الصينيين إلى الولايات المتحدة

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجانب من دول مختلفة يتعلّمون اللغة العربية الفصحى في سورية ويكشفون الكواليس أجانب من دول مختلفة يتعلّمون اللغة العربية الفصحى في سورية ويكشفون الكواليس



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:33 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
 عمان اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab