حركة النهضة والقرضاوي والدور المشبوه لتخريب التعليم في تونس
آخر تحديث GMT08:59:36
 عمان اليوم -

تلقَّت السّلطات بلاغات عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"

حركة "النهضة" والقرضاوي و"الدور المشبوه" لتخريب التعليم في تونس

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - حركة "النهضة" والقرضاوي و"الدور المشبوه" لتخريب التعليم في تونس

حركة "النهضة"
تونس -عمان اليوم

 

يُوسِّع فرع ما يُسمَّى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" لمؤسسه الإخواني يوسف القرضاوي، نشاطه في تونس تحت غطاء التكوين والتعليم، مما يعتبره عدد من الأكاديميين وسيلة لضرب الجامعات التونسية ونظم التدريس في البلاد، وغطاء لأنشطة خفية تهدف لاستقطاب الشباب والزج بهم في بؤر التوتر.
الجدل حول النشاط السري المشبوه لفرع اتحاد القرضاوي لم يغب يوما عن الساحة في تونس، ويعود ليطفو على السطح مجددا مع بدء كل سنة دراسية وجامعية، حيث يجدد الفرع نشر إعلاناته الموجهة لاستقطاب رواد جدد لدورات تكوينية يقول إنها في "العلوم الشرعية".
وتتوزع دروس هذه الدورات على مجموعات تتكون من ثلاثة أفراد، وتدوم ثلاث سنوات، لا يسدد خلالها المستفيدون إلا مبلغا رمزيا للتسجيل، بينما تكون الدروس مجانية، مما يطرح تساؤلات عدة حول مصادر تمويل هذه المؤسسة.
وينشط فرع "اتحاد علماء المسلمين" في تونس تحت غطاء الجمعيات، ويحتل مقرا قريبا من مقر حركة النهضة بمنطقة مونبليزير بالعاصمة، وسبق وأشرف على إدارته وتسييره أعضاء من "مجلس شورى حركة النهضة"، في خرق صريح للقانون التونسي الذي يمنع الجمع بين تسيير الجمعيات والنشاط الحزبي.
ووقع عدد من الجامعيين في وقت سابق على عريضة ضد نشاط هذه المؤسسة،  وقالوا إنه يتعارض مع القانون المدني للبلاد ومع مبادئ الدستور، ووصفوها بـ"المؤسسة الطائفية" التي ساهمت في التغرير بالشباب وإرسالهم للقتال في بؤر التوتر، فضلا عن الإحراج الذي تسببه للدبلوماسية التونسية بالنظر إلى تصنيف اتحاد القرضاوي منظمة إرهابية في عدد من الدول.

مخاطر التسلل
وقالت أستاذة الحضارة الإسلامية بالجامعات التونسية نايلة السليني، إنهم "نبهوا إلى خطورة نشاط اتحاد القرضاوي في تونس منذ عام 2013، غير أنه تسلل بهدوء إلى البلاد، واعتمد التخفي في البداية، ثم أصبح له مقر وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد إعلان التوافق السياسي مع حركة النهضة في سنة 2014".
وأضافت السليني أن "ما يقدمه يشكل خطرا على جامعة الزيتونة وبرامج التعليم العالي في تونس، كما أن منتمين لحركة النهضة يدرسون في هذا الاتحاد، ويقدمون وعودا بتشغيل المنتسبين داخل مؤسسات وزارة الشؤون الدينية، في محاولة لإيجاد غطاء حكومي لأنشطتهم المشبوهة"، ونبهت إلى "محتوى الدروس التي بينت تحقيقات استقصائية أنها تخلط الدعوي بالسياسي وتوظف رسائل سياسية ضد الدولة المدنية وحقوق النساء وتعمل على تكوين مشاريع انتحاريين بالفكر داخل المجتمع".
وشددت أستاذة الحضارة الإسلامية على أن "وزارتي التربية والتعليم العالي هما الجهتان الوحيدتان المسؤولتان عن كل نشاط معرفي في البلاد، وعلى الحكومة أن تتدخل حتى لا تتشتت الصلاحيات ولا يقع استقطاب الشباب لبث أفكار المتطرفين"، كما دعت السليني للكشف عن حقيقة تعاون فرع تونس مع بقية فروع الاتحاد العالمي وارتباطه بشبكة إقليمية لا يمكن مواجهة مداها في غياب إرادة سياسية.

أجندة خفية
واعتبر الباحث في الإسلام السياسي والحركات المتشددة، عبيد الخليفي، في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، أن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، "لم يكن كما يقدم نفسه مؤسسة علمية فقهية دينية بالقدر الذي يخفي فيه أجندة سياسية ترتبط بالإسلام السياسي ورموزه في المنطقة العربية الإسلامية".
وأضاف أن الاتحاد "يحاول عبر المشروعية الدينية البحث عن مشروعية سياسية لحلف سياسي بين أنظمة تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، وتابع: "لعل نشاط الاتحاد في تونس وغيرها يعطي ملامح هذا التوظيف والتسخير للعلوم الدينية لبناء تعليم مواز، في محاولة لإحياء التعليم الديني وتثبيته موقفا شرعيا تجاه مكتسبات الدولة المدنية".
وأضاف الخليفي أن "فرع الاتحاد في تونس قام باستقطاب ودمج أغلب أساتذة كليات الشريعة والتعليم الزيتوني في مشروع توطين للتعليم الديني مواز للتعليم الجامعي، وكل الخطورة تكمن في المادة العلمية والدينية التي يبثها وينشرها، فأغلبهم لا يؤمنون بالاختلاف أو بالتعدد الديني أو المذهبي، ويسكتون عن تطوير الخطاب الديني للحسم في مسائل المساواة والحريات الفردية".

تناقض مع المبادئ
واعتبرت الدكتورة رجاء بن سلامة، مديرة دار الكتب الوطنية، أن "منشورات اتحاد علماء المسلمين، فرع تونس، تتناقض مع مبادئ الديمقراطية وتخدم الفاشة الدينية، كما لم يعرف عنه أي موقف فيه اجتهاد ديني"، وأضافت: "حتى أطروحات مؤسسه القرضاوي معروفة بالعنف ومعاداة المساواة وحقوق الإنسان"، ودعت سلامة إلى منع نشاط الاتحاد في تونس، واعتبرته "خطيرا على التعايش السلمي وتهديدا للانتقال الديمقراطي الناشئ".
وحسب المراقبون، فإن حركة النهضة، ورغم محاولة بعض منتسبيها إعلان تخليهم عن عضوية الاتحاد بعد تصنيفه في قوائم سوداء، وتأكيدهم أن النهضة حركة وطنية محلية لا ترتبط بأي شبكة دولية للإخوان؛ فإن واقع الحال يشير بوضوح إلى علاقة النهضة باتحاد القرضاوي، حتى أنها تتورط في عرقلة كل محاولات الكشف عن حقيقة مجال نشاطه في تونس وطرق تمويله.
وسبق أن كشفت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، عبير موسي، في ندوة صحافية، عن وثائق تثبت حصول النهضة على تمويلات من "اتحاد علماء المسلمين" الذي يترأسه القرضاوي، عن طريق فرع تونس، كما أثبتت انتماء الناشطين عبد الحميد النجار ومحمد بوزغيبية إلى الفرع، وأحدهما هو مرشح النهضة لعضوية المحكمة الدستورية.
يذكر أن السلطات في تونس تلقت بلاغات عن نشاط مشبوه لاتحاد القرضاوي في البلاد، كما تصاعدت دعوات للكشف عن مصادر تمويله وعلاقته بالحياة السياسية في تونس.

 

قد يهمك ايضًا:

 

محمد عبو يُعلن عن شُبهات فساد في وسائل إعلام تابعة إلى "النهضة"

 

الغنوشي حان الوقت لتغيير النظام الانتخابي في تونس

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حركة النهضة والقرضاوي والدور المشبوه لتخريب التعليم في تونس حركة النهضة والقرضاوي والدور المشبوه لتخريب التعليم في تونس



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 عمان اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 20:21 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 عمان اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 23:49 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab