قدّمت المملكة العربية السعودية، عبر الصندوق السعودي للتنمية ، تبرعًا سخيًا بقيمة 12,000,000 دولار أميركي، لصالح مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين "الأونروا" في غزة.
وسيخصص مبلغ 9,780,210 دولار أميركي لتنفيذ أعمال إعادة الإعمار، الترميم والإضافات في عدد من مدارس "الأونروا" في قطاع غزة، بينما سيخصص مبلغ 2,219,790 دولار أميركي لتجهيز وتأثيث هذه المدارس.
وأوضحت "الأونروا"، في بيان وصل " العرب اليوم " نسخة عنه، أنَّ "هذا التبرع ستستفيد منه ثماني مدارس، تستوعب آلاف الطلبة من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأبرز رئيس برنامج البنية التحتية وتطوير المخيمات التابع لـ"الأونروا" المهندس رفيق عابد "إننا نشعر بعميق الامتنان للمملكة العربية السعودية والصندوق السعودي للتنمية لدعمهم السخي والمستمر للأونروا وللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف "يبقى التعليم على رأس أولويات الأونروا والتي تستمر في سعيها لتوفير أفضل بيئة تعليمية لضمان تقديم تعليم نوعي لأطفال اللاجئين الفلسطينيين."
وأردف "ستتيح أعمال إعادة الإعمار، والترميم والإضافات في هذه المدارس زيادة أعداد الصفوف الدراسية، مختبرات الحاسوب والعلوم، المكتبات، الغرف متعددة الأغراض، ومراكز التعليم المساند، إضافة إلى ضمان توفير رعاية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر تركيب المصاعد ودورات المياه والممرات التي تناسب وتلبي احتياجاتهم".
وشرعت "الأونروا"، أخيرًا، في طرح العطاءات لهذه المشاريع لاستكمال العمل فيها في أسرع وقت ممكن.
يذكر أنَّ وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة، أكّدت أنَّ الحرب التي شنّها الاحتلال على قطاع غزة، في السابع من تموز/ يوليو الماضي، أدت إلى تضرر 244 مدرسة في القطاع، منها 70 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، و174 مدرسة حكومية، إذ تسببت الصواريخ "الإسرائيلية" بتدمير 26 مدرسة منها بصورة شبه كلية.
وفي سياق متصل، دعا الطلاب غزة قادة العالم إلى النظر لمعاناتهم، جراء تأخر إعمار ما دمره الاحتلال أثناء الحرب الأخيرة على غزة، وذلك في وقفة احتجاجيّة نظمتها الكتلة الإسلامية، أمام مقر وكالة الغوث وسط مدينة غزة.
ووقف الطالب الغزي صالح الجعفراوي، الذي أصيب أثناء العدوان، داخل منزله، ما أدى إلى تشوّه في قدمه، قرب بوابة وكالة الغوث، متكئًا على عكازة، باديًا على وجهه التعب، الشديد ليوصل صوته، كباقي رفاقه، إلى قادة العالم أن "تحركوا لإنقاذ قطاع غزة عبر فك الحصار وإعادة الإعمار".
وأوضح الطالب الجعفراوي (16 عامًا)، بصوت منهك، "العالم كله يشارك في الجريمة الكبرى التي شنت ولا تزال على قطاع غزة، لصمتهم غير المبرر على الجرائم التي ارتكبت في حق آلاف الغزيين"، وأضاف متسائلاً "ما الجرم الذي ارتكبه أطفال فلسطين حتى يعاقبوا بهذه الوحشية؟!"، معقبًا كلامه "نحن سنقف في وجه مانعي بناء مدارسنا ببراءتنا الثائرة".
وطلب عاصم كريم (13 عامًا)، من شرق مدينة غزة، وبالتحديد حي الشجاعية، من الجهات الرسمية المسؤولة عن إعادة إعمار قطاع غزة، النظر باهتمام إلى المدارس كافة التي استهدفتها آلة الدمار الإسرائيلية، ومنح طلبة قطاع غزة حقّهم الكامل في التعلّم داخل بيئة مناسبة، مشيرًا إلى أنَّ "الهواء البارد ومياه الأمطار التي تتسلل عبر قطع النايلون، التي تغطي الشبابيك المهشّمة، كفيلة بتعطيل دراستنا، فنحن نشعر بالبرد طوال اليوم، وهذا الأمر يشتتنا ذهنيًا".
من ناحيته، شدّد الناشط أدهم أبو سلمية، على ضرورة إسراع المجتمع الدولي، والدول المانحة، ودول مؤتمر إعمار غزة، بالتدخل، إعمار المدارس المتضررة جراء الحرب الأخيرة، لاسيّما مع بدء فصل الشتاء.
وأبرز أبو سلمية أنَّ "هناك مشكلة حقيقية تواجه العملية التعليمية نتيجة عدم إدخال مواد البناء والإعمار، حيث إن الطلبة يعانون نتيجة تدمير بيوتهم، كما يعانون من سوء أوضاع مدارسهم المتضررة نتيجة العدوان"، مناشدًّا الرئيس محمود عباس، وحكومة التوافق الوطني، لبذل المزيد من الجهد لحث الدول المانحة على دفع ما تعهدت به أثناء مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة.
واعتبر أبو سلمية "إن أهمية إعادة الإعمار تحتم علينا أن نقف وقفات أساسية، ومن أولى هذه الوقفات ضرورة توفير ضمانات دولية بعدم تكرار الاحتلال الإسرائيلي تدمير قطاع غزة أو أية منطقة فلسطينية".
أرسل تعليقك