صورة أرشيفية لتلاميذ غزة داخل الفصل الدراسي
صورة أرشيفية لتلاميذ غزة داخل الفصل الدراسي
غزة ـ محمد حبيب
لم تسلم مدارس قطاع غزة من صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي دُمرت عدد منها بشكل كامل، وألحقت أضرارًا بالغة بالكثير منها، وذلك خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. مدارس بأكملها باتت مدمرة وبحاجة إلى إعادة بناء من جديد ما دفع وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة
في غزة إلى اتخاذ قرارات بمحاولة توفير أماكن للطلبة حتى يتسنى لهم مواصلة دراستهم.
وأوضح مدير عام التعليم العام، محمود مطر، أن حجم الدمار الذي لحق بالمدارس لا يقل عن الدمار الذي أحدثته الحرب الماضية أواخر العام 2008 مطلع 2009، مبينًا أن 52 مدرسة في غزة، أصابتها أضرار متوسطة وكبيرة من خلال تدمير جدرانها والأبواب والشبابيك وتدمير فصول بأكملها.
وقال مطر :" أربعة ملايين دولار هي حجم الخسائر الذي خلفته الأضرار بالمدارس"، مشيرًا أن بعض المدارس مستهدفة بشكل مقصود بصواريخ طائرات الاحتلال وأنها ليست مجرد تأثر بقصف أماكن أخرى مبينًا أن بعضها تضر جراء استهداف مناطق مجاورة للقصف.
وأوضح مطر أن وزارة التربية والتعليم قامت بنقل الطلبة التي أصبحت مدارسهم غير صالحة للدراسة إلى مدارس أخرى أقل تعرض للضرر للدراسة في الفترة المسائية إلى حين إعادة تعمير مدارسهم.وبين أن الوزارة ومدراء المدارس قاموا بإبلاغ الطلبة بأماكن الدراسة الجديدة حتى يواصلون تعليمهم ويقهرون الاحتلال الذي يحاول تدمير ومنع التعليم في غزة.
هذا واستأنف مئات آلاف التلاميذ الأسبوع الماضي في قطاع غزة الدراسة، بعد أن تعطلت لمدة 10 أيام بسبب الحرب الإسرائيلية، التي اوقعت أضرارًا جسيمة في اكثر من 100 مدرسة، وسقط خلالها عشرات التلاميذ بين قتيل وجريح.
وتوجه أكثر من 460 الف تلميذ إلى مدارسهم الحكومية، وتلك التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في مناطق القطاع المختلفة
ونظم عشرات التلاميذ صباحًا وقفة تضامنية مع خمسة أشقاء من زملائهم، هم أبناء محمد الدلو، الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في حي النصر، شمال غرب غزة، الأحد الماضي. ووقف عدد من التلاميذ، وقد بدا على وجوههم الحزن والخوف، فوق ركام منزل عائلة الدلو، حيث لا تزال خيمة العزاء قائمة، ورفعوا صور زملائهم القتلى وكتب على إحداها ندين المجزرة بحق زملائنا الشهداء من عائلة الدلو.
وردد التلاميذ هتافات "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" أمام جد زملائهم الشهداء، جمال الدلو. وفوجئ الكثير من التلاميذ لدى وصولهم إلى مدارسهم بحجم الدمار الذي أصابها جراء الغارات التي شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية على مواقع قريبة في القطاع. وبدا القلق على وجوههم وهم يدخلون الصفوف الدراسية.
وقال مسؤولون في وكالة "أونروا" ووزارة التربية والتعليم في حكومة حماس أنه تم تخصيص أيام بعد الحرب للدراسة غير المنهجية لهدف "تفريغ الطاقة السلبية للتلاميذ نتيجة للخوف من الحرب".
من جهته أكد وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة المقالة في غزة، أسامة المزيني، أن "50 مدرسة أصيبت بأضرار ما بين جسيمة ومتوسطة خلال العدوان الإسرائيلي" على القطاع، وأوضح أن خسائر قطاع التعليم الحكومي في غزة بلغت نحو أربعة ملايين دولار كتقديرات أولية.
واضاف المزيني أن "معظم شهداء الحرب كانوا من التلاميذ، خصوصًا من المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال"، موضحًا أن "خمسة موظفين من قطاع التعليم استشهدوا وأصيب اكثر من 300 آخرين من طلبة ومعلمين خلال العدوان".
ومن جانبه، أكد الناطق باسم وكالة الغوث الدولية (أونروا)، عدنان أبوحسنة أن "90 % من تلاميذ المدارس التابعة لـ"أونروا" قد انتظموا في الدراسة.
كما ألحقت العملية العسكرية أضرارًا جسيمة في عدد من المدارس الخاصة مثل المدرسة الأميركية وراهبات الوردية في تل الهوى، غرب مدينة غزة، وعباد الرحمن وابن الأرقم في شمال المدينة.
يشار إلى أن قطاع غزة (وهو شريط ضيق يبلغ عدد سكانه نحو 1.750 مليون نسمة)، يضم 688 مدرسة، بينها 245 تديرها الأمم المتحدة.
ويبلغ عدد تلاميذ قطاع غزة 460 ألفًا و191، بينهم 225 ألف تلميذ في المدارس التابعة لـ"أونروا".
أرسل تعليقك