سيكولوجيّة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تثير الجدل المجتمعيّ
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

المرأة وجدت ميدانًا تطلق عبره الطاقات سعيًا إلى إثبات الذات

سيكولوجيّة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تثير الجدل المجتمعيّ

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - سيكولوجيّة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تثير الجدل المجتمعيّ

الإناث الأكثر نشاطًا على مواقع التواصل الاجتماعي
الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري

تطرح الشعبيّة التي تحظى بها الإناث على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما "تويتر"، علالمات استفهام عدّة بشأن سيكولوجية النشطاء، حيث تأتي الفتيات في أعلى المراتب على مستوى المتابعة، حتى لو كانت مشاركتهن غير فعالة، وتغريداتهن غير ذات فائدة عامة كبيرة، فيما يجد المستخدمون الذكور عدد متابعين إجمالاً أقل بكثير، على الرغم من تشابه الطرح أحياناً، وحتى لو تفوق الذكور أحياناً أخرى في مضامين التغريدات.
وتوضح اختصاصية علم النفس منى اليوسف أنَّ "الفرق الواضح بين المتابعين للإناث والذكور في العدد، لاسيما عند تشابه نوع الطرح، أو حتى تفوّق الذكور في نوعية التغريدة، يعود لأنَّ للأنثى تقديراً ومعنى خاصاً في النفس البشرية عموماً، لاسيما في مجتمعاتنا العربية، وعادة يكون هناك تعاطف واندفاع في متابعتها"، مشيرة إلى أنَّ "شريحة كبيرة من المتابعين يكون مبعثه السعي إلى التعارف".
وبيّنت الاختصاصيّة النفسيّة في عيادات "ميدي كير" منيرة بن بحار أنَّ "من الأسباب التي تجعل الحسابات الأنثوية تتفوق على نظيراتها الذكورية في مواقع التواصل الاجتماعي أنَّ المرأة وجدت لنفسها ميدانياً تطلق عبره الطاقات التي داخلها، سعيًا إلى إثبات الذات، فما كان من بنات حواء سوى التفرّغ التام، والتركيز على العالم الافتراضي، بغية كسب المعركة على كل الصعد، في عالم التواصل الاجتماعي".
ولفتت إلى أنَّ "المرأة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف مختلفة، وهو ما يزيد من نسبة حضورها، إذ تعمل كثيرات من سيدات الأعمال على تأسيس مكانة لهنَّ في عالم التجارة عبر هذه الوسائل، كما أنَّ هناك عدداً كبيراً من النساء يشبعن ثقافتهن النفسية عبر الشبكات، لأنَّ المناخ أصبح تنافسياً لدرجة كبيرة".
وأبرزت أنَّ "الأنماط الاجتماعيّة تؤثر في اختيار الأشخاص والجنس الذي سيتابعونه، فذلك لا يأتي اعتباطاً أو بالمصادفة، إذ أنَّ الاختيار قائم على أسس متعددة، فنجد كثيرين يميلون للجنس الأخر، لأريحية الاختلاف، فضلاً عن الميل الطبيعي بين المرأة والرجل، فالمساحة تتسم بالكم الهائل من الحذر، والإيجابية، وتقبّل النقد، والإعجاب الفطري في حال حدوث التوافق الفكري".
وأكّدت أنَّ "الدوافع التي تدعم هذه التصرفات لها تبرير نفسي، يتمثل في الكبت، والإهمال، والثقة الزائدة، وضعف الوازع الديني"، لافتة إلى أنَّه "لشبكات التواصل الاجتماعي سلبيات أيضاً، ويأتي على قمتها العلاقات، والتعارف خارج إطار شرعي، فالعوامل النفسية تلعب دورها، والتصحر العاطفي، الذي يجعل كلا الطرفين يتهوّران، ويدخلان في علاقة غير محسوبة العواقب، حتى وإن كانت في صورة إعجاب عذري"، مرجعة ذلك إلى أنَّ "العوامل الاجتماعيّة، والحصانة الذاتية النابعة من الخلفية الدينية، تلعب دوراً كبيراً في الوقوف عند حد الإعجاب العذري، إذ تحث بعضهم ليحافظ على صورته الاجتماعية، فتجده أو تجدها حريصين في انتقاء جنس المتابع".
وتضيف الاختصاصية منيرة بن بحار "أنا مع الوسطية والاتزان، بغضِّ النظر عن جنس الكاتب، فالرقي لزام على الجميع، والرفق وعدم الاندفاع في التعاطي مع التقنية يحصنان ضد الإدمان، وكمعالِجَة نفسية ومن منظور إسلامي أيضاً واتجاه ينبع من العادات والقيم، لا أرى أنَّ المسألة طبيعية مطلقاً، ولا مَرَضيّة فالسباحة في عالم التعارف لا حدود لها، لاسيما مع غياب الرقيب".
وتابعت "الأنثى تستحق المتابعة من طرف أفراد أسرتها، وأروقة عملها، ولا مانع من أن تتسع الدائرة، فتعطي العالم الافتراضي جزءاً من الاهتمام في الطرح وتقديم الفائدة".
وأردفت "منذ خلقت حواء وهي مميّزة، كأم وزوجة وشقيقة، وتستطيع تحريك العالم بيمينها، وهز المهد بشمالها، ولكن انشغالها بالعالم الافتراضي يجعلها مقصرة في حق منزلها، وأبنائها، وعملها، وميادين الحياة"، موضحة أنَّ "انغماس المرأة في شبكات التواصل الاجتماعي يؤثر سلباً في أبنائها وعلاقاتها الأسريّة".
وترى اختصاصية علم الاجتماع في جامعة "الملك سعود" وفاء الجدعان أنَّ "المرأة لديها اهتمامات متعدّدة، ودقة أكثر من الرجل، كما أنَّ بعضهن متفوقات علمياً، ولديهنَّ اطّلاع وإبداع في المجالات كافة، ما يجعلهن رائدات في مجال المتابعة"، مشيرة إلى أنَّ "غالبية شرائح المجتمع تحاول التعرّف على تطلعات الجنس الآخر، ولديها رغبة في اكتشاف مطالبه، بغية الشعور بالكمال، فالمرأة تثق بعقلية وحكمة الرجل، والرجل كذلك يستفيد من مشاعر المرأة وأحاسيسها".
وأكّدت أنَّ "الناس من الجنسين لديهما عقول متطلعة في أرض الواقع، بعيداً عن طبيعة المجتمع، سواء كانت منغلقة أم على النقيض من ذلك، فهم يحبون متابعة الأحداث"، مبرزة أنّ "المجتمع أصبح متفتحاً جداً، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبات فيه الكثير من الأفكار، والرغبة في الإبداع، على عكس الجيل القديم، الذي لم يمتلك مثل هذه الوسائل".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيكولوجيّة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تثير الجدل المجتمعيّ سيكولوجيّة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تثير الجدل المجتمعيّ



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab