فتيات صغيرات يخضعن لنظام غذائي شعبي قاسً من أجل أجساد بدينة
آخر تحديث GMT20:14:13
 عمان اليوم -

"التسمين"سر الجمال في المجتمع الصحراوي المغربي

فتيات صغيرات يخضعن لنظام غذائي شعبي قاسً من أجل أجساد بدينة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - فتيات صغيرات يخضعن لنظام غذائي شعبي قاسً من أجل أجساد بدينة

صحراويات بأجساد سمينة

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار تنفق الملايين عبر العالم من أجل عيون "النحافة"، وتفتح أبواب كبريات العيادات والمصحات والأندية الرياضية والدكاكين الشعبية الخاصة بالأعشاب لنساء العالم والغاية قوام رشيق وممشوق، وتُسلم آلاف النسوة أجسادهن لـ"مشارط" الأطباء عسى أن يظفرن بـ"كارت" الإلتحاق بنوادي الرشيقات ولو دفع بهن الأمل إلى الموت.
لكن هناك نساء أخريات يسلمن أجسادهن إلى الموت نظير معاكسة التيار، فهن جميلات ورشيقات، ومطيعات إلى درجة تقديم فروض الطاعة والولاء لأعراف "التسمين"، فلا تكاد القبيلة تنظر بعيون الرضى إلا لذوات الأرداف الممتلئة، والبطون المترهلة، والأخاديد المنفوخة، وعليهن اتباع طرق شعبية مثيرة لبلوغ جسد "سمين" جدا..ظاهرة يطلق عليها في صحراء المغرب بـ"التبلاح"، وهي الدفع بالمرأة الشابة إلى أن تتحول إلى كتلة لحم وشحم تعجز معها عن الحركة. الظاهرة مازالت في انتشار واسع.
"النساء عمائم الأجواد ونعال الأنذال" مثل شعبي شهير في المجتمع الصحراوي المغربي، يعكس التقدير الذي تحظى به المرأة في أوساط لم تجردها مباهج الحياة وأكراهاتها من مواصلة التشبث بالتقاليد والعادات، فالمرأة على عكس ما يمكن تصوره تعيش  مدللة،جميلة، وقيمتها في حسنها، وعن هذه المكانة يقول الشيخ "محمد الإمام" في كتابه التاريخي الواسع الإنتشار المعنون بـ"الجأش الربيط" :" واعلم أن النساء عند أهل ذلك القطر ، كأنما خلقن للتبجيل والإكرام، فلا تكليف ولا تعنيف ولا تثريب".
ما إن تبرز معالم الأنوثة في الفتاة الصحراوية، حتى يدب في أوساط نساء الأسرة وفي مقدمتهن الأم نداء صارخ يدعو إلى اتباع برنامج قاس لا علاقة له بـ"الريجيم" وإنما بنظام غذائي، يحول الجسد الرهيف إلى اكتناز اللحم والشحم.
تجبر الفتاة على تناول لحم الإبل المجفف تحت أشعة الشمس الحارقة بكثرة، وهو المعروف عند المغاربة بـ"القديد"، مع إخضاعها لنظام ضرب غير مبرح بسوط رقيق لتجميع الكتلة اللحمية في مواضع محددة، وإلزامها بطريقة جلوس غريبة لساعات.
وطيلة أشهر، تخضع الفتاة إلى نظام غذائي خاص يقوم على تناول لحوم الإبل وألبانها، مع الخضوع التام للراحة وتجنب ما من شأنه أن يعكر صفوها.
  وتفسر "التايكة" وهي إحدى المشرفات على تسمين الصحراويات بالطرق التقليدية، هذا الميل إلى السمنة بكونه يتخذ طابعاً تربوياً أكثر منه جمالياً، فالسمنة مرادفة في المجتمع الصحراوي المغربي إلى الرزانة والثبات والإنضباط.
وتذهب بعض الروايات الشفهية المتوارثة عن ظاهرة تسمين الصحراويات إلى اعتبار هذا الميل خوفاً على المرأة، فقطاع الطرق واللصوص والمختطفون يعجزون تماما عن خطف وحمل المرأة البدينة، وبذلك تسلم من اعتداءاتهم، بل إن المرأة السمينة عنوان لرغد العيش، والمرأة السمينة لا يُرى حملها وهي بذلك تتجنب عيون الحاسدين.فالسمنة تحمي من العين والحسد حسب معتقدات الصحراويين وليس العكس السائد.
 ويقول الباحث الحيسن إبراهيم لـ"العرب اليوم" : "رغم بساطة المجتمع الحساني الصحراوي الخالي من الغموض والتعقيد ، فإن المرأة ظلت داخله تهتم بمظهرها الخارجي بشكل لافت للنظر، فهي تهتم بتناسق أزيائها  (الملحفة، الرمباية..) شكلاً ولوناً، إضافة إلى ذلك نجدها تعتني بجسدها وتحرص على أناقته، ومنحه أهم معايير الجمال المحببة لدى الصحراويين، حتى يقال عنها ..امرأة ملبوسة، أو امرأة فالحة أو تشبه الياقوت الأحمر ..وهي مواصفات تدل على قمة الجمال، ومن هذه المعايير التوفر على صدر ناهد، وجمال الإبتسامة وطول الجيد وغلاظة الساق فضلا عن بياض الأسنان ودفء الحوار".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتيات صغيرات يخضعن لنظام غذائي شعبي قاسً من أجل أجساد بدينة فتيات صغيرات يخضعن لنظام غذائي شعبي قاسً من أجل أجساد بدينة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab