بيروت ـ ميشال حداد
يعدّ إقرار التشكيلات الدبلوماسية اللبنانية والتي كان النصيب الأكبر فيها لصالح السيدات، للمرة الأولى، خطوة مهمة إلى الأمام، لتقديم المرأة اللبنانية إلى العالم، وتم تعيين السفيرات ميرا ضاهر في روما، وأمل مدللي في الأمم المتحدة، وسحر بعاصيري في اليونيسكو، وتريسي شمعون في الأردن، وتضمّنت سلّةُ التعيينات، السفير هاني شميطلي أمينا عاما لوزارة الخارجية، وغدي خوري مديرا للشؤون السياسية في الوزارة، والسفير كنج الحجل مديرا للشؤون الإدارية والمالية. وشملت أيضا 74 سفارة حول العالم، حيث تم تعيين السفراء، غابي عيسى في واشنطن، ورامي عدوان في باريس، وشوقي بو نصار في موسكو، ورامي مرتضى في لندن.
سحر بعاصيري
كتبت سحر بعاصيري على صفحتها في "فيسبوك"، تعليقًا على تعينها، "تشرفت اليوم بتعييني سفيرة للبنان لدى منظمة اليونيسكو. اشكر المسؤولين اللبنانيين على الثقة التي منحوني اياها واقدّر لهم اختيارهم أمرأه لتمثيل لبنان في هذا الموقع كما في الأمم المتحدة، وسأسعى لأن امثّل لبنان واخدمه بالشكل الذي يستحق وأتمنى أن أكون عند حسن ظن اللبنانيين".
وسحر بعاصيري هي صحافية لبنانية تعيش في نيويورك، عينت سفيرة للبنان لدى اليونيسكو. وهي زوجة مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام. ونالت البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت، وحصلت على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا في الصحافة في جامعة كولومبيا. وعملت بعاصيري في "النهار" بين عامي 1981 و2009 في قسم الدوليات، وغدت كاتبة عمود خاص في الجريدة. واشتغلت مراسلة للبنان في وكالة الأنباء الأميركية "يونايتد برس انترناشيونال" في الفترة الممتدة بين عامي 1989 و1991. وفي رصيد بعاصيري كتابان باللغة العربية تبنّاهما دار "النهار" للنشر عام 2009.
ووقّعت كتابها الأول تحت عنوان "لبنان المعلّق" وهو كتاب يجمع أهم ما كتبته بعاصيري في عمودها اليومي "حدث النهار" في السياسة اللبنانية بين عامي 1993 و2007 إبان عملها في "النهار"، ويعيد توزيع مدوناتها في قالبٍ يجمع بين التحليل الصحافي والشهادة التاريخية، بما يجعل الكتاب متكاملاً ووحدة متماسكة. ويفنّد كتابها الثاني "عرب التيه"، مجموعة من التعليقات حول الشؤون العربية، التي كانت قد نشرت في زاوية "حدث النهار" بين 1993 و2007.
وهي فترة شهدت المنطقة خلالها أحداثًا مفصلية بدءًا من اتفاق أوسلو وتداعيات عملية السلام وصولاً إلى احتلال العراق وتمزّقه، مرورًا بانعكاسات تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية على العرب وصورتهم، ودخول إيران لاعباً أساسياً في قضاياهم. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2014، انتخبت بعاصيري رئيسة المنتدى النساء الدولي في منظمة الأمم المتحدة، وهو منتدى تأسس سنة 1975 وعضويته مفتوحه أمام زوجات السفراء والديبلوماسيات، وسيدات من المجتمع المدني في نيويورك.
أمل مدللي
عيّنت سفيرة للبنان لدى الأمم المتحدة. وهي دكتورة مستشارة في الشؤون الدولية ومحللة في السياسة الخارجية للشرق الأوسط. درست العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت والتواصل السياسي في جامعة ميريلاند، كوليدج بارك. من خرّيجات جريدة "النهار"، وكانت مراسلتها في واشنطن. وعملت مستشارة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومديرة مكتب الرئيس سعد الحريري في الولايات المتحدة.
وتعتبر من أبرز العلماء في مركز وودرو ولسون الدولي. وتكمن مهمة المركز الرئيسية في إحياء المثل العليا التي آمن بها الرئيس ويلسون. ومن المشاريع التي عملت عليها مدللي، "أميركا من خلال عيون عربية: تصورات عن السلطة والإمبراطورية"، تناولت خلاله ولادة طبقة جديدة من النخبة ابان الربيع العربي.
وهدفت أبحاث مدللي إلى استكشاف وجهات نظر وتصورات كل من جيل الشباب وهذه النخب الجديدة تجاه الولايات المتحدة بعد أحداث الربيع العربي. والغرض من هذا البحث هو تحديد ما إذا كان التغيير في العالم العربي قد جلب دينامية مختلفة للعلاقات الأميركية - العربية، فضلا عن جيل جديد من الشباب العربي، أكثر ارتباطا من أي وقت مضى بالعالم الخارجي، من خلال ظاهرة جديدة من وسائل الإعلام الاجتماعية.
ترايسي شمعون
وعلقت رئيسة حزب "الديمقراطيون الأحرار" ترايسي شمعون، على قرار تعيينها سفرة للبنان في الأردن على صفحتها عبر "الفيسبوك"، "أود أن اشكركم جميعا على كلماتكم الجميلة و دعمكم و حبكم لي. أنا ممتنة كثيرا لجدي الرئيس كميل شمعون الذي لولاه لم تكن هذه الفرصة متاحة، ولأبي الذي ترك لي صداقته مع الملك حسين ارثا افتخر به و للرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل لتكريمهم ذكرى والدي الشهيد من خلال تعييني سفيرة لبنان، في المملكة الهاشمية الأردنية. وأنني ممتنة ايضا لعلاقة الصداقة العائلية التي تربطني بالملك الأردني المميز الملك عبدالله الثاني، أعاهدكم بأن أخدم بلدي لبنان بكل صدق وإخلاص".
وترايسي شمعون هي كاتبة وناشطة سياسية، من جذورٍ لبنانية ـ أسترالية. عينت سفيرة لدى الأردن. وهي ابنة زعيم حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وحفيدة الرئيس الراحل المؤسس كميل شمعون. من أبرز مؤلفاتها، كتابها الأوّل "باسم الأب" الذي صدر باللغة الفرنسية متناولاً سيرتها الذاتية وعلاقتها بأفراد أسرتها، حائزاً على جائزتين عام 1992، فضلاً عن رواية باسم "أماري" وكتاب "ثمن السّلم" الذي يعتبر من أحدث مؤلفاتها. وتعتمد شمعون أسلوباً يغزل الأدب بالسياسة، ويروي من مرآة تجربةً شخصية دراميّة سيرة شعب كامل.
وعملت على إحياء تراث والدها من خلال مؤسسة داني شمعون، قبل أن تؤسس حزباً سياسياً، أطلقت عليه اسم "الديمقراطيون الأحرار" لتصير بذلك المرأة اللبنانية الأولى التي تشكّل حزباً سياسياً وتترأسه، آملةً في استكمال مسيرة عائلتها العريقة. وفي الخصال الشخصية، يروي مقرّبون أن ترايسي متأثرة بجدها كميل شمعون، اذ تمتلك حضوراً يمزج بين الأريستقراطية والشعبوية. وهي حرصت منذ عودتها إلى لبنان على لمّ شمل القاعدة الشمعونية بمساندة فريق عملٍ من رفاق جدّها وأبيها على السواء. ترشّحت للانتخابات النيابية سنة 2013، وأعلنت ترشّحها لرئاسة الجمهورية في 2014، في خطوةٍ رمزية الطابع. لكنها تعتبر نفسها مرشحة مستقبلية جديّة لرئاسة الجمهورية.
ميرا ضاهر:
تدرّجت في السلك الدبلوماسي اللبناني منذ عام 1994، وتولّت مديرية المراسم بكامل الصلاحيات المنوطة بها، وهي عرفت بمهاراتها في العمل الإداري ودقتها في مقاربة العلاقات الدبلوماسية التي تربط لبنان ودول العالم، وعرفت أيضا بشخصيّتها الفذّة ودفاعها عن قضايا الدبلوماسيين بجرأة وإقدام.
أرسل تعليقك