تزامنا مع تزايد انتشار الوباء القاتل كورونا في عواصم العالم، وما اتخذته بعض البلدان من تدابير احترازية كالحجر الصحي وحظر التجوال، أطلقت منظمات نسوية في تونس صفارات الإنذار بسبب ارتفاع معدلات العنف الزوجي المسلط على المرأة داخل المنازل، بالتوازي مع فرض السلطات حجرا صحيا عاما كإجراء وقائي للحد من تفشي وباء كورونا في البلاد.
ووفق تقارير إعلامية، فقد عبرت وزيرة المرأة والأسرة أسماء السحيري في تصريحات إعلامية محلية عن قلقها، بسبب تضاعف معدلات العنف المسلط على النساء خمس مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك في ظل تلقي الوزارة شكاوى من نساء معنفات وأطفالهن.
وأوضحت الوزيرة "أنه تم التنسيق مع وزارة العدل من أجل تفعيل الفصل 26 من قانون 58 لسنة 2017، والمتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة والذي يمكّن النيابة العمومية من إجبار المعتدي على إخلاء المنزل لفائدة المرأة ضحية العنف وأبنائها".
وأشارت إلى التنسيق بالتوازي في الوقت نفسه مع وزارة الداخلية للقيام بتأمين عمل الوحدات المختصة في البحث في جرائم العنف ضد المرأة بصفة مستمرة خلال فترة الحجر الصحي العام.
وأكدت رئيسة مصلحة مقاومة العنف ضد المرأة في الوزارة دجلة القاطري في تصريحات لوسائل إعلام عربية، أن الوزارة خصصت ثمانية مراكز إيواء للنساء ضحايا العنف الزوجي رفقة أطفالهن، فضلا عن توجهها لفتح مراكز إضافية، بهدف استيعاب أكبر عدد من النساء ذوات الوضعيات الاجتماعية الهشة.
كما لفتت إلى أن الوزارة، وبالتنسيق مع مراكز وزارة الصحة، خصصت أماكن عزل صحي مؤقتة للنساء الوافدات لمدة 14 يوميا، للتأكد من خلوهن من الإصابة بفيروس كورونا، ثم إيداعهن بشكل دائم في مراكز الإيواء.
وأشارت إلى أن عدد المكالمات الواردة على الخط الأخضر المجاني (1895) المخصص لتلقي شكاوى النساء ضحايا العنف خاصة، والاستشارة النفسية والقانونية عامة، بلغ 133 مكالمة خلال النصف الثاني من مارس الماضي، ليتضاعف خمس مرات مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وبالتوازي مع مجهودات وزارة المرأة في الإحاطة الجسدية والنفسية لضحايا العنف الزوجي خلال فترة الحجر الصحي، أطلقت جمعية "النساء التونسيات للبحث حول التنمية" حملة تضامنية وتوعية تحت شعار "ماكش وحدك" ("لست وحدك") موجهة للنساء.
تجدر الإشارة إلى أن الفيروس الغامض "كورونا"ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.
و"كورونا" عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والأخير الجديد هو السابع من بين ذات العائلة القاتلة التي أرهقت سكان الأرض.
ووفق إحصائيات دولية حتى اليوم، فإن مئات الآلاف أصيبوا بالفيروس التاجي حول العالم، إلى جانب عزل أكثر من نصف سكان الأرض قيد منازلهم.
قد يهمك أيضا:
ناشطة المناخ السويدية تُعلن أن النساء بحاجة إلى المساواة
10 أمراض خطيرة تهدد حياة النساء أضعاف الرجال من بينها "السكري "
أرسل تعليقك