تفشّي فيروس كورونا القاتل يُؤجِّج العنف الأسري في كلّ أرجاء العالم
آخر تحديث GMT10:57:09
 عمان اليوم -

تستوجب الإحصائيات اتّخاذ إجراءات حازمة مِن قِبل الحكومات

تفشّي فيروس "كورونا" القاتل يُؤجِّج العنف الأسري في كلّ أرجاء العالم

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تفشّي فيروس "كورونا" القاتل يُؤجِّج العنف الأسري في كلّ أرجاء العالم

العنف الأسري
واشنطن - عمان اليوم

سبَّب تفشّي وباء "كوفيد-19" في كلّ أرجاء العالم في تفاقم مشكلة العنف الأسري، وعلى الرغم من أنه يفترض أن الأسرة الصغيرة أو النووية، يفترض أن تكون مكانا آمنا للمرأة، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البشرية جمعاء مع تفشي فيروس "كورونا" الجديد، والتزام الناس بتدابير الإغلاق والحجر الصحي والمنزلي كجزء من مخططات حكومية لمكافحة تفشي الفيروس.

لكن الإحصائيات الحديثة، ما بعد الإغلاق، حول العنف الأسري تبدو مذهلة حقا، وتستوجب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الحكومات، على الرغم من أنها لا تجعل من العنف الأسري ما قبل الوباء أو الجائحة أمرا عاديا أو مقبولا على الإطلاق.

ويبدو أن "العنف الأسري" في أرجاء العالم وصل مرحلة كبيرة من التصعيد، الأمر الذي دعا الامم المتحدة إلى تحرك عاجل لمكافحة هذا التصعيد، ففي وقت سابق من شهر أبريل الجاري، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا عاما، دعا فيه الحكومات إلى "وضع سلامة النساء أولا في استجابتها للوباء".

ورافقت رسالته مجموعة من التوصيات، بما في ذلك أن تزيد الحكومات "الاستثمار في الخدمات الإلكترونية ومنظمات المجتمع المدني"، و"تعلن عن الملاجئ (للنساء) على أنها خدمات أساسية"، وتواصل ملاحقة المعتدين واحتجاز الأفراد المدانين بارتكاب العنف ضد المرأة في السجون.

وقالت عالمة الاجتماع بجامعة بريستول، ماريان هيستر، التي تدرس العلاقات المسيئة، إن هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن القيود المفروضة لمنع انتشار الفيروس سيكون لها مثل هذا التأثير، مضيفة أن العنف الأسري يزداد كلما قضت العائلات وقتا أطول معا، مثل عيد الميلاد والعطلات الصيفية، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز

والآن، مع الإغلاق على العائلات في جميع أنحاء العالم، تزدحم "الخطوط الساخنة" في العديد من دول العالم، بتقارير حول الإساءة للمرأة والفتاة.

ويبدو أن انهماك الحكومات فيما تعتبره "القضية الأهم"، وهي مكافحة الوباء الذي أدى إلى مقتل ما يزيد على 155 ألف إنسان، وإصابة حوالي 2.23 مليون شخص في مختلف أرجاء العالم، قد دفع العنف الأسري والعنف ضد المرأة إلى الوراء ولو بصورة مؤقتة، فزادت فرص المسيئين لترويع ضحاياهم، اللواتي "يتدافعن" للاتصال عبر الخطوط الساخنة لتقديم شكواهن والتحذير من خطر داهم يحيق بهن، وكما كانت الاستجابة البطيئة للفيروس سببا في تفشيه المريع، فإن التأخير عن مواجهة العنف الأسري، يعني أن الضرر الذي لا يمكن إصلاحه ربما حدث بالفعل.

تحت رحمة العزل العنيف  التحرش الجنسي    

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول العنف الأسري، ضد الإناث عموما، أن نحو 243 مليون امرأة وفتاة تعرضن لأشكال من العنف الأسري وؤوالإساءة خلال الشهور الاثني عشر الماضية.

وأوضح التقرير أن هذه الأشكال من العنف تضاعفت منذ بداية تفشي فيروس كورونا الجديد، وبدء الدول بتطبيق إجراءات الإغلاق والحجر الصحي المنزلي، خصوصا منذ منتصف شهر مارس الماضي، ووفقا لتقرير الأمم المتحدة حول العنف الأسري بعد تفشي فيروس كورونا، فقد سجلت زيادة كبيرة هذا النوع من العنف في العديد من الدول

ويبدو أن سبب ذلك يعود في الأساس إلى زيادة القلق والتوتر الناجم عن فقدان الأمن الوظيفي والاجتماعي والصحي، بالإضافة إلى خسارة الوظائف والأعمال بعد اتخاذ تدابير وإجراءات الإغلاق لمكافحة تفشي الوباء.

يذكر أن عدد من فقدوا وظائفهم في الولايات المتحدة بلغ نحو 22 مليون شخص، فيما ارتفع عدد العاطلين عن العمل في إسبانيا إلى نحو 3.9 مليون شخص، وهو رقم قريب من العديد من الدول الأوروبية.

ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى تسجيل زيادة كبيرة في الشكاوى من العنف الأسري وطلب الحماية، خلال فترة الإغلاق، في كندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، ففي فرنسا، بلغت نسبة الزيادة في العنف الأسرى، منذ بدء إجراءات الإغلاق في 17 مارس، 30 في المائة، أما في الأرجنتين، فقد بلغت الزيادة في شكاوى العنف المنزلي منذ بدء إجراءات الإغلاق في 20 مارس، حوالي 25 في المائة، وفي قبرص وسنغافورة ارتفعت شكاوى العنف الأسري بنسبة 30 و33 في المئة على التوالي.

يشار إلى أن أكثر من نصف سكان العالم، باتوا ملزمين على ملازمة منازلهم وفق إجراءات الإغلاق والعزل المنزلي والحجر الصحي، بهدف مكافحة تفشي وباء كوفيد-19، خصوصا منذ أواسط شهر مارس وأوائل شهر أبريل.

وبحسب إحصائية لفرانس برس، فإن نحو 58 في المئة من سكان العالم (7.8 مليار نسمة) باتوا قيد العزل المنزلي، وتشكل هذه النسبة حوالي 4.5 مليار نسمة في 110 دول.

قد يهمك أيضا:

منظّمات نسائية تطلق صافرات الإنذار لارتفاع العنف الأسري في تونس

المجلس الأردني يصدر قرارًا بتخصيص 107 قضاة للفصل في العنف الأسري

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفشّي فيروس كورونا القاتل يُؤجِّج العنف الأسري في كلّ أرجاء العالم تفشّي فيروس كورونا القاتل يُؤجِّج العنف الأسري في كلّ أرجاء العالم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 04:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab