القاهرة - عمان اليوم
يمكن لأي علاقة زوجية أن تتعرض في بداياتها لخلافات بين الزوجين، و هذا أمر طبيعي لأن التحول من حياة الشباب والعزوبية إلى حياة الزوجية قد ينطوي على بعض الخلافات نتيجة لتحمل المسؤولية واختلاف الطباع و الشخصية بين الزوجين. صحيح أن الزوجين يمران بمرحلة الخطوبة قبل الزواج من أجل التعارف، ولكن فترة الخطوبة تختلف حيث يحاول كل طرف أن يظهر بالشكل المثالي مخفيا عيوبه عن الطرف الآخر. وبعد الزواج و مع الاحتكاك اليومي تتوضح و الصفات والشخصيات و الطبائع بشكل أكبر.
و قد يؤدي استمرار الشجار في بداية الزواج إلى تفاقم المشاكل بين الزوجين مما قد يصل بالعلاقة إلى الانفصال و هو الأمر الذي يفسر بعض حالات حدوث الطلاق في بداية الزواج.و بما أن العلم نور، فإن العلم بأسباب الشجار بين الزوجين في بداية الزواج سينير الطريق أمام العروسين و يمدهم بالوعي اللازم، ليتمكنا بالتالي من تجنب كثرة الشجار ونتائجه الوخيمة."نقدم لكم اسباب كثرة الشجار بين الزوجين في بداية الزواج، لنتعرف عليها في السطور التالية:
تدخل الأهل:
إن أول اسباب كثرة الشجار بين الزوجين في بداية الزواج يعود إلى تدخل الأهل، حيث يجد الآباء في أنفسهم رغبة قوية في أن يطمئنوا على حياة أبنائهم الجديدة و يتتبعون مجرياتها لدرجة التدخل في كل التفاصيل و هو أمر يؤدي بهم إلى التسبب في خلافات زوجية لأبنائهم. من الطبيعي جدا أن تنشأ بعض الخلافات أو النقاشات البسيطة بين الزوجين و يكفي التحلي بالمرونة و شيء من الصبر لحلها وتجاوزها، غير أن تدخل الأهل و دخولهم على خط الخلاف و النقاش قد يزيد الأمر تعقيدا و يتسبب في تفاقم المشكلة و كثرة الشجار في بداية الزواج.
الحل : على الزوجين حل المشاكل فيما بينهما دون افشاء اسرار هذه المشاكل لأن ذلك سيسمح للأهل بالتدخل. لابد للزوجين الجديدن أن يكونا على وعي بأنهما في بداية الزواج بحاجة إلى بذل مجهود للتأقلم على الحياة الزوجية و على طباع بعضهما البعض دون تدخل أي طرف في علاقتهما حتى تسير الأمور على مايرام.
العناد و التحدي :
يعتبر العناد من أسوء الطبائع و هو من اسباب كثرة الشجار بين الزوجين في بداية الزواج. ويأتي هذا العناد في بداية الزواج على شكل تحدي يتولد بين الزوجين يحاول من خلاله كل طرف إما السيطرة على الطرف الآخر أو فرض رأيه عليه لإثبات قوة شخصيته. العناد خصلة سيئة تدفع بصاحبها إلى التعصب لآرائه و عدم التنازل ويولد العناد في المقابل.
الحل: الزواج علاقة حب و مودة وسلام، و على الزوجين الجديدين التمسك بالمرونة في كل الأمور الحياتية اليومية مع الطرف الآخر. اللين هو من أجمل الصفات التي على كلا الطرفين التحلي بها و التعامل بها مع شرك الحياة. ومن أجمل أساليب التعامل التي على الزوجين نهجها هي أسلوب الاعتذار لكونه من السلوكيات التي تحث على الاحترام و التسامح، و تساعد على تفادي كثرة الشجار لاسيما في بداية الزواج.
عدم تقبل الاختلاف:
عدم تقبل اختلاف الطرف الآخر هو أيضا من أبرز اسباب كثرة الشجار بين الزوجين في بداية الزواج. لابد للزوجين أن يدركا بأن اختلاف الطبائع هو أمر طبيعي و وارد في كل نواحي الحياة، و في الحياة الزوجية لايتطلب الأمر سوى التأقلم مع الاختلاف بصورة ذكية و التعامل مع الطرف الآخر بأسلوب مرن وسلوك هادئ و عقلاني. أنواع الشخصيات الإنسانية تختلف و هذا أمر طبيعي جدا، و لكن الخطأ الذي يقع فيه الزوجين في بداية الزواج هو عدم تقبل اختلاف شخصية الطرف الآخر و عدم معرفة كيفية التعامل معه مع غياب الوعي بأن لكل شخصية مفتاح خاص للتعامل معها وبالتالي عدم السعي لمعرفة أسرار شخصية الشريك للتمكن بالتالي من خلق الانسجام و التفاهم معه.
الحل : قد يظهر الطرف الآخر في بداية الزواج بخصال مختلفة و يبرز جوانب سيئة من شخصيته، و لكن لايجب تجاهل الصفات الأخرى الحسنة والجوانب الايجابية و المضيئة من طباعه. فالعيوب البسيطة يمكن التأقلم معها أو تغييرها بالتدريج دون اللجوء إلى كثرة الشجار في بداية الزواج
غياب الحوار و الصراحة:
يشكل غياب الحوار و الصراحة بين الزوجين سببا من اسباب كثرة الشجار في بداية الزواج. فعندما يخيم الصمت على بيت الزوجية الجديد ينعدم التفاهم بين الزوجين و تغيب الشفافية في التعامل ويلجأ كلا الطرفين إلى العزلة و التفكير في صمت. و عندما يحل الصمت و العزلة محل الحوار بين الزوجين، عندذاك يلجأ كل طرف إلى التحدث مع أشخاص آخرين خارج بيت الزوجية و الفضفضة و التحدث عن المشاكل التي يواجهها و البوح بالضغوطات التي يشعر بها. و هنا تبدأ المشاكل الحقيقية ما ينشأ عنه كثرة الشجار بين الزوجين.
الحل: على الزوجين فتح باب الحوار فيما بينهما و اعتماد التفاهم في كل النقاشات أيا كان نوعها، و كل طرف عليه الجلوس و التحدث مع شريكه بكل صراحة و شفافية مع استخدام أسلوب هادئ في الحديث سواء للتحدث عن مشكلة ما والفضفضة أو لحل أي خلافات أو مشاكل عالقة، أو للبوح بالمشاعر و التعبير عن الأحاسيس.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك