الدورة الشهرية عار يُلاحق نساء الريف في اليمن
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

يمنعن من الحصاد والزراعة في فترة الحيض

"الدورة الشهرية" عار يُلاحق نساء الريف في اليمن

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "الدورة الشهرية" عار يُلاحق نساء الريف في اليمن

"الدورة الشهرية" عار يُلاحق نساء الريف
صنعاء ـ العرب اليوم

قد لا يصدق بعض الأشخاص حتى اليوم أن نساء في بعض المناطق الريفية في اليمن يمنعن من الحصاد والزراعة في فترة الحيض "كي لا تنشف الشجرة"، ومن إطعام الماشية "كي لا تمرض الحيوانات"، ومن تحميم أطفالهن "كي لا يمرضوا"؛ أو أن نساء وفتيات في منطقة الأغوار في الضفة الغربية يضطررن للمشي بين الجبال أحيانا للوصول إلى منابع الماء؛ فغالبا لا ماء في بيوتهن المهددة بالهدم، ليستخدمنه في فترة الدورة الشهرية.

كما أن البعض لا يتخيل مدى صعوبة الوصول إلى الفوط الصحية خاصة في أماكن تعاني من النزاعات التي تدفع بالعائلات لمغادرة منازلها، ولا يعرف أن فتيات في عمر الـ 12 تقريبا لا يجدن سوى ثيابهن لاستخدامها بديلا للفوط، فلا يستطعن التحرك ومغادرة المنزل.

لذا كتب كثيرون على صفحات التواصل الاجتماعي أن تخصيص الأمم المتحدة يوم 28 مايو/أيار يوما للنظافة في فترة الحيض "أمر سخيف"، لكن شفاء أحمد، وهي طبيبة يمنية ومشرفة على برنامج "الإصحاح البيئي" مع منظمة كير انترناشونال، ترى الموضوع "مهما جدا"؛ فالعادات الاجتماعية المتبعة في بعض المناطق، وعدم توفر منتجات تتعلق بالدورة الشهرية، وصعوبة الوصول إلى موادر المياه، كلها عوامل تؤثر بالنهاية على "كرامة" الفتيات والنساء الأكبر سنا. 

اقرأ ايضا : 

تعرفي علي قائمة الأطعمة التي يجب عليك تجنّبها خلال الدورة الشهرية

"وصمة عار"

تتراوح المشاكل المتعلقة بالدورة الشهرية في المجتمعات العربية ما بين عدم توفر إمكانية الوصول لأبسط متطلبات النظافة الشخصية للنساء من ماء وفوط صحية، وبين انتشار مفاهيم مغلوطة وثقافة تنظر للأمر باعتباره "عيبا"، فحتى اليوم ينظر بطريقة سلبية جدا للفتاة أو المرأة الحائض في كثير من المجتمعات.
تؤكد جولييت توما، المديرة الإعلامية لمكتب اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذه النظرة السلبية المنتشرة في المنطقة، حتى أنها تقول إن الدورة الشهرية تعتبر "وصمة عار" في بعض الأماكن، لذا تسعى المنظمة لتغييرها من خلال برامج عدة.

ويبدو أن جذور المشكلة تعود إلى مراحل مبكرة تنقص فيها مواد تعليمية أو توعوية حول الجانب البيولوجي للمسألة؛ ففي كثير من البلاد العربية تمر الكتب المدرسية بسرعة على موضوع الدورة الشهرية سواء أكان ذلك في مادة العلوم، أو في مادة التربية الدينية، فيبقى الحديث العلني عن الدورة الشهرية "عيبا" في معظم المجتمعات.

تتذكر الطبيبة شفاء أحمد، أنها زارت مرة إحدى المناطق الريفية في اليمن وعندما سألت أمهات نازحات عن المشاكل التي كن يواجهنها خاصة بسبب نقص المياه، كان معظم الأجوبة حول الإسهال وأمراض الأطفال، وتقول: "نحن مجتمع محافظ تصعب فيه مناقشة موضوع الدورة الشهرية حتى بين النساء. لذا سألتهن بشكل مباشر عن الموضوع بحكم عملي وأدركت أن كل امرأة تعاني وحدها من مصاعب تتعلق بالحيض".

وتضيف: "تمر كثير من النساء والمراهقات بمواقف محرجة جدا بسبب ذلك. حتى أن فتيات لا يجدن ماء لغسيل قطع الثياب التي يستخدمنها فيضطررن لدفنها بحفرة في التراب لإخفائها".

كما تقول إن فريق عملها مُنع مرة من قبل رجال إحدى المناطق من توزيع رزم مساعدة تحوي فوطا صحية عندما علموا بأن فيها "أشياء تتعلق بالدورة"، والأمر لا يقتصر على المناطق الريفية أو مناطق النزاع، بل تنتشر هذه الثقافة حتى في المدن.

كارول عوض، مسؤولة المياه والصرف الصحي في مكتب فلسطين لمنظمة اليونيسف، تخبرني أنها تحدثت مرة مع مجموعة طالبات في بعض المدارس المختلطة بعد أن علمت أنهن لا يستخدمن دورات المياه رغم توفيرها بكل المستلزمات، لتعلم أن الفتيات يخجلن من الذهاب للحمام على نحو متكرر "كي لا يحس أحد أن لديهن الدورة الشهرية". 

"فقر الدورة الشهرية"، وظهر مصطلح "فقر الدورة الشهرية" للإشارة لعدم القدرة على شراء منتجات صحية أثناء الحيض، ولا تقتصر هذه المشكلة على دول المنطقة، فحتى في بريطانيا لا تتمكن واحدة من بين كل عشر فتيات بريطانيات من شراء فوط صحية، وتضطر بعضهن إلى استخدام الجوارب ومناديل المطبخ.

وتعمل كثير من وكالات الأمم المتحدة والجمعيات غير الحكومية الدولية والمحلية على تزويد العائلات المحتاجة بالفوط الصحية اللازمة، وفي بعض الدول، الإفريقية غالبا، يطرح "كأس الحيض"، الذي اخترع في الثلاثينيات من القرن الماضي، كبديل رخيص وصديق للبيئة للفوط الصحية، لكنه مرفوض تماما في المنطقة العربية لاعتبارت تتعلق بالثقافة السائدة. 

وتقول كارول عوض، إنها ورغم تخصصها بمواضيع المياه والنظافة، لم تسمع عن هذا الكأس قبل العام الماضي عندما كانت تشارك في إحدى المؤتمرات الدولية. "هو شيء نحن غير متعودين عليه وهو ليس شيئا ضروريا لمعظم العائلات التي غالبا ما تجد طريقة تدبر بها أمرها في الحصول على فوط صحية"، حيث تغيب فكرة بدائل الفوط الصحية على نحو شبه كامل في المنطقة العربية لأسباب ثقافية وأخرى تتعلق بمفهوم العذرية.

وتقول كارول: "رغم أني سمعت في المؤتمر تأكيدات أن الكأس لا يؤثر على غشاء البكارة، إلا أن الأمهات يخفن من أي شيء فيه خطر محتمل، ويربين الفتيات على عدم الاقتراب من أجسادهن".

قد يهمك ايضا : 

دراسة تؤكد أن النساء اللائي يبدأن الدورة الشهرية بعمر متأخر يُصبن بالخرف

موعد بدء أو انقطاع الدورة الشهرية يُحدد قابليتكِ للإصابة بالخرف

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدورة الشهرية عار يُلاحق نساء الريف في اليمن الدورة الشهرية عار يُلاحق نساء الريف في اليمن



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab