عاملة نظافة تسبَّبت بأسوأ فضيحة في تاريخ فرنسا
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

واجه أحد كبار القادة في الجيش تُهمًا بالخيانة

"عاملة نظافة" تسبَّبت بأسوأ فضيحة في تاريخ فرنسا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - "عاملة نظافة" تسبَّبت بأسوأ فضيحة في تاريخ فرنسا

لوحة لإحدى محاكمات ألفرد دريفوس
باريس - العرب اليوم

عاشت فرنسا ما بين عامي 1894 و1906 على وقع واحدة من أسوأ الفضائح التاريخية، فضمن ما عرف بقضية دريفوس، واجه أحد كبار القادة في الجيش الفرنسي تهما خطيرة بالخيانة عن طريق نقل أسرار دولة للإمبراطورية الألمانية الملقبة بالعدو اللدود لفرنسا عقب الحرب البروسية الفرنسية سنة 1870 والتي انتهت بهزيمة فرنسا وهيمنة الألمان على مناطق الألزاس لورين.

وجاءت هذه القضية والتي اندلعت بفضل جهود عاملة نظافة لتهز الرأي العام الفرنسي على مدار 12 سنة وتنتهي في الأخير بإعلان براءة الكابتن ألفرد دريفوس (Alfred Dreyfus).

منذ إعلان الوحدة الألمانية في قصر فرساي 18 يناير 1871 وهزيمة فرنسا وإذلالها وفقدانها للألزاس لورين، عرفت العلاقات الفرنسية الألمانية انهياراً خطيراً وغير مسبوق حيث تزايدت الكراهية بين هذين الشعبين لتعيش المنطقة على صفيح ساخن طيلة العقود التالية. وبداية من العام 1888، تزايدت حدة التوتر بين الدولتين عقب اعتلاء فيلهلم الثاني لعرش ألمانيا حيث أقدم الأخير على إقالة المستشار أوتو فون بسمارك ليقطع نهائياً مع السياسة الواقعية التي اعتمدتها بلاده منذ عقود ويباشر بسياسة جديدة أكثر عدائية سعى من خلالها أساسا لتقوية الجيش وتكوين إمبراطورية استعمارية مترامية الأطراف.

وانطلاقا من ذلك اتجهت كل من ألمانيا وفرنسا لمراقبة تحركات الأخرى عن كثب اعتماداً على عدد من الجواسيس المجندين لصالحهما.

وعمدت فرنسا خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر للتجسس على السفارة الألمانية بباريس والتي امتلكت بدورها شبكة تجسس تغلغلت في أعماق الدولة الفرنسية.

وللحصول على المعلومات الكافية حول تحركات الألمان وكشف شبكة جواسيسهم بفرنسا، جنّد مسؤولو جهاز الجوسسة المضادة الفرنسية امرأة عرفت بالسيد باستيون (Madame Bastian) شغلت وظيفة عاملة نظافة في السفارة الألمانية بباريس. وأسبوعياً، عمدت هذه المرأة، مستغلة وظيفتها، لجمع بقايا الوثائق الموجودة بسلة قمامة السفارة لتسلمها في النهاية للمسؤولين الفرنسيين الذين تفاءلوا بسرية عملها وقدرتها على تزويدهم بمعلومات دقيقة.

وأواخر كل أسبوع، تتردد السيدة باستيون على كنيسة سانت كلوتيلد على مقربة من شارع سانت جرمان الذي يعجّ بمقرات السفارات والوزارات لتلتقي بشكل سري بالكولونيل هوبيرت هنري (Hubert Henry) وتقدم له حزمة من الوثائق التي جمعتها من قمامة السفارة الألمانية.

خلال شهر سبتمبر 1894، زودت السيدة باستيون الفرنسيين بوثيقة غاية في الأهمية تمثلت في رسالة ممزقة لستة أجزاء موجهة للملحق العسكري الألماني بالسفارة الجنرال ماكسيمليان فون شوارتزكوبن (Maximilian von Schwartzkoppen) ومن خلالها قدّم المرسل مجهول الهوية معلومات هامة حول المدفع الفرنسي عيار 120 ملم عالي الدقة وتكوين فرق المدفعية واستعدادات الجيش الفرنسي إضافة لمعلومات أخرى حول مدغشقر.

وقد جاءت هذه الرسالة التي كشفتها عاملة النظافة لتؤكد مخاوف فرنسا بوجود خائن يزود الألمان بمعلومات حساسة. فضلاً عن ذلك، ارتبك الفرنسيون وتخوفوا من إمكانية حصول الإيطاليين على مثل هذه المعلومات. فطيلة الفترة الماضية، راقب عملاء المخابرات الفرنسية تحركات الملحق العسكري الألماني فون شوارتزكوبن واكتشفوا علاقته الجنسية بالملحق العسكري الإيطالي بسفارة إيطاليا بباريس حينها أليساندرو بانيزاردي (Alessandro Panizzardi) وبسبب ذلك تخوّف الفرنسيون من إمكانية قيام الملحق العسكري الألماني بتزويد نظيره الإيطالي بمعلومات حساسة حول الجيش الفرنسي وتجهيزاته.

ومع بداية انتشار خبر هذه القضية اتجه العديد من المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم وزير الدفاع أوغيست مرسييه (Auguste Mercier) للبحث عن مشتبه به فوجدوا ضالتهم في رجل يهودي عمل لصالح الجيش الفرنسي وعرف بالكابتن ألفرد دريفوس حيث اتهم الأخير بالخيانة بسبب مشاعر معاداة السامية المنتشرة بفرنسا حينها لتبدأ على إثر ذلك قضية دريفوس والتي حوكم خلالها الأخير ظلما ونال عقوبة قاسية قبل أن تظهر براءته بعد نحو 12 عاما.

قد يهمك أيضا:

حبس ممرضة تسببت في بتر العضو الذكري لطفل في بنها

ممرضة أفريقية تعترف بتبديل 5 آلاف "رضيع" فور ولادتهم

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاملة نظافة تسبَّبت بأسوأ فضيحة في تاريخ فرنسا عاملة نظافة تسبَّبت بأسوأ فضيحة في تاريخ فرنسا



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab