لم تكن ظاهرة تحمل المناصب صلب الأندية الرياضية تستهوي النساء في تونس، فالرياضة بشكل عام تحتل مكانة في الصف الثاني من اهتمامات المرأة التونسية ولكن السنوات الأخيرة شهدت بروز جيل جديد من الجنس اللطيف ممن تحملوا المسؤولية في تسيير الأندية الرياضية سواء في مناصب رئيسات مجلس الإدارة أو ضمن لجانه الفرعية.
وبالتوازي مع تبوء المرأة التونسية مناصب في شتى القطاعات، يبدو أن ملاعب الكرة صارت بدورها مجالا يستقطب الكثيرات وذلك على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تشهدها الرياضة في تونس والتي دفعت المسؤولين إلى الهروب من الأعباء الثقيلة لمهمة رئاسة الجمعيات الرياضية.
نادي اتحاد برج العامري، أحد الأندية التي تنشط بدوري الدرجة الثالثة في تونس، يعد من الأندية المغمورة ولكن يبدو أن شهرته هذا العام تضاعفت لا فقط لبلوغه دور الستة عشر من مسابقة الكأس، وإنما أيضا لأن رئيسته، صليحة بوترعة هي أول إمرأة ترأس ناديا لكرة القدم في تونس.
وشكل ترؤس بوترعة وهي امرأة أعمال تونسية، لنادي برج العامري (غرب العاصمة تونس) منذ العام الماضي حدثا في الساحة الرياضية التي يكاد الحضور الرجالي يسيطر بالكامل على التسيير فيها.
وتقول بوترعة: "بحكم أن مدينة برج العامري هي مسقط رأسي، فقد كنت من المتابعات الوفيات للنادي والذي يضم فرعين، كرة القدم والكيك بوكسينغ، في البداية اقتصر وجودي على تشجيع اللاعبين ودعم النادي ماديا ومعنويا والوقوف إلى جانب مجلس الإدارة السابق ولكن في أوغطس 2019 قدمت ترشحي لرئاسة النادي وفزت في انتخابات الجمعية العمومية لأكون رئيسة جديدة لمجلس الإدارة."
وتضيف في حديثها: "يوم 30 أغسطس 2019 باشرت مهامي رسميا رئيسة للنادي، تحملت مسؤولية صعبة وذلك بالنظر إلى الأزمات المالية التي يعاني منها القطاع الرياضي وكرة القدم بشكل خاص، رغم ذلك لم أتردد في المضي إلى الأمام لقيادة اتحاد برج العامري إلى أفضل المراتب، هدفنا أن نجعل من نادينا إسما بارزا وذا مكانة مرموقة في الكرة التونسية."
نجح اتحاد برج العامري في الموسم الماضي في بلوغ دور الستة عشر من الكأس، وهي نتيجة تعد سابقة في تاريخ النادي كما كان قريبا من تحقيق الصعود لكن توقف النشاط بسبب فيروس كورونا أجل طموحات النادي للموسم المقبل بحسب صليحة بوترعة.
وكشفت صليحة بوترعة أنها لم تندم على خوض تجربة خاصة وغير مألوفة محليا وعربيا وتضيف: "أشرف على ناد يضم 250 لاعبا في كرة القدم والرياضات الدفاعية، المهمة تبدو ثقيلة ولكني أعمل مع مجلس إدارة يضم مسؤولين أكفاء، نعمل معا وهدفنا الارتقاء بالرياضة في مدينتنا نحو مراتب مشرفة."
وفضلا عن كرة القدم، استهوت التجربة عددا من النساء المهتمات برياضة كرة السلة على غرار وفاء بالطيب، التي تعد قيدومة المسيرات الرياضيات في تونس.
وتعتبر وفاء بالطيب، أستاذة الرياضة من النساء القليلات اللاتي اقتحمن غمار التسيير الرياضي من أكبر المناصب إذ أنها تترأس الأمل الرياضي بالوطن القبلي لكرة السلة منذ 27 سنة وقادته إلى التتويج بعشرات الألقاب كان آخرها كأس تونس في سبتمبر الماضي.
وتحملت بالطيب مهمة رئاسة الأمل الرياضي بالوطن القبلي (شمال شرق تونس) من 1993 إلى الآن، وهي أقدم رئيسة ناد رياضي في تونس، ويضم الفريق المتخصص في كرة السلة النسائية 210 مجازات، بدورها تحملت عزيزة بن صالح مسؤولية رئاسة الجمعية الرياضية النسائية لكرة السلة بجمال (وسط شرق) وذلك منذ العام 1995 قبل أن قبل أن تترك ذلك المنصب لرئيس جديد وتتبوأ مهمة نائبة الرئيس منذ 2014.
واعتبرت عزيزة بن صالح أن مهمة رئاسة المرأة للجمعيات الرياضية صعبة جدا إذ تشهد الساحة الرياضة على حد قولها أزمة تمويل مما عرقل الجهود لتوفير موارد قارة وتحمل النفقات الباهضة لضمان النجاح.
وتشهد عديد الأندية الرياضية في تونس وجود المرأة في مواقع القرار وضمن مجلس الإدارة على غرار نجاة حسناوي نائبة رئيس مستقبل سكرة لكرة القدم، أو بثينة بوراوي رئيسة فريق كرة اليد في النادي الأفريقي أو جاوة بن زعرة رئيسة فريق الكرة الطائرة بالفريق ذاته.
يذكر أن الحكومة التونسية شهدت في 2016 تعيين أول إمرأة على رأس وزارة الرياضة حيث تحملت ماجدولين الشارني ذلك المنصب حتى 2018.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك