طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها
آخر تحديث GMT18:42:04
 عمان اليوم -

نجلاء الغزالي "برباشة" تصنّف نفسها من جيل ثقافة المهمّشين

طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها

المهنة التي يحمل أصحابها تسمية "بَرْبَاشَة"
تونس ـ أسماء خليفة

تمضي نجلاء الغزالي الطالبة في مرحلة التبريز في الانكليزية يومها في جمع القوارير البلاستيكية من أكوام الفضلات في شوارع العاصمة تونس كي تضمن قوت يومها.  هذه المهنة التي يحمل أصحابها تسمية "بَرْبَاشَة" ظلّت حكرا لسنوات طويلة على فقراء البلاد من ذوي المستويات التعليميّة المحدودة وغالبا الأميّين قبل ان تنضم نجلاء لها لتعطي ل"البرباشة" ملمحا جديدا يجعل منها مهنة فقراء تونس الجدد.
تبلغ نجلاء من العمر 38 سنة وهي خرّيجة القسم الانقليزي بكليّة الآداب بمنوبة عام 2011. حين تسألها عن سبب بُطْئِهَا الدراسي خاصة وان معدل أعمار خرّيجي الجامعات في تونس يكون في حدود 24 سنة ترد نجلاء وهي تنصرّ في مكانها "حياتي بطيئة جدّا كل مشاريعي الحياتي تأتي على مهل". لا تفسير لهذا البطء عدا الفقر والخصاصة، فنجلاء اضطرّت لدخول عالم "البرباشة" منذ حوالي 8 سنوات بقصد تأمين مصاريف الدراسة ومساعدة العائلة على توفير قوت يومها. تحدثت نجلاء ل"العرب اليوم" في مقهى صغير في العاصمة تونس يرتاده غالبا المخضرمون فنّيا فهو مقصدٌ للسينمائيين والمسرحيين وللفنانين. قد يستغرب قارئ هذا المقال كيف ل"برباشة" ان تختار مقهى فنيّا صغير كي تجري مقابلة صحفية. لا غرابة في هذا الموقف فنجلاء ممثلة مسرحية. تنحدر الطالبة والممثلة المسرحية نجلاء الغزالي من أسرة تونسية تتكون من خمسة أفراد وهي بكر أسرتها. اضطرها عدم قدرة والدها على تأمين حاجيات الأسرة الى الخروج مبكرا للعمل في مصانع الحي بأحواز العاصمة دون ان تفكّر يوما في التخلّي عن دراستها.
طرقت محدثتنا ذات يوم باب احد النوادي الموسيقية ونشطت في اطارها وكسبت ودّ صاحبة النادي وساعدتها هذه الاخيرة فيما بعد لدخول عالم المسرح من بابه الصغير. وكانت تلك اللحظة المنعرج في حياتي وهو انضمامي الى مسرح الفقير على هامش مهرجان علي بن عيّاد.
التزام نجلاء مع المسرح لم يثنه من الاستمرار في ربش الزبالة لاستخراج القوارير البلاستيكية وفضلات النحاس "وغيرها من الفضلات التي نصنّفها ونتولّى بيعها فيما بعد بمبلغ قدره 300 مي (اقل من واحد دولار)  للكيلغرام الواحد" على حد قولها. تدرّ هذه المهنة على نجلاء الغزالي حوالي 9 دنانير/ حوالي 5 دولار يوميّا ويستغرق منها جمع الفضلات وتصنيفها حوالي خمس ساعات يوميّا.
ترفض محدثتنا تسمية مهنتها ب"البرباشة" وترى في هذا التصنيف تجنّي على ممتهنيها. تقول وهي تمسك سيجارتها بيد خشنة لوّن أظافرها السواد في مشهد يثبت تعب سنينها الثمانية "في هذه التسمية احتقار لفقراء البلاد الذي يصنعون من اللاّشيء قوتا لهم ولمن لا يعرف هذه المهنة أقول له فيها حياة للمعدومين وفيها تفاصيل لا يعرفها سوى من يمارسونها ثمّة علاقة عضوية تولد بين جامع الفضلات والفضلات فهي من تعطيه الطاقة للإستمرار في الحياة".
تصنّف نجلاء نفسها على أنها من جيل ثقافة الاندرقاع (underground) اي جيل الهامشيين. وتقول "ثمّة حياة أخرى في تونس لمن لا يعرفها هي حياة الهامشيين مثلي وحياة المشردين وفقراء البلاد الجدد. هذه الثقافة بدأت تبرز أكثر بعد الثورة بدليل نجاح أغاني الراب بشكل غير متوقع ثقافة الهامشيين تصنع جيلا بأكمله في بلادنا".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها طالبة وممثلة مسرحية تونسية تعيش من جمع الفضلات وتصنيفها



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 عمان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 20:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن
 عمان اليوم - أفكار مبتكرة لتزيين الجدران الفارغة في المنزل المودرن

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab