أفادت دراسات طبية حديثة أن أكثر من ثلث النساء لا يصلن إلى مرحلة النشوة مع الزوج
لندن ـ ماريا طبراني
أفادت دراسات طبية حديثة، أن "ما بين 30 % و50 % من النساء تعرضن إلى فترات طويلة من فقدان الرغبة الجنسية"، فيما أشارت دراسات أخرى، إلى أن "أكثر من ثلث النساء لا يصلن إلى مرحلة النشوة مع الزوج"، مؤكدة أن أسباب هذه المشكلة "لا تزال غامضة نسبيًا" وذلك لأنها "معقدة
ومتداخلة مع النواحي البيولوجية والنفسية وحتى الاجتماعية".
وقد اعتادت خبيرة الأزياء نيكي ألين، أن تلفت أنظار الرجال بجمالها وطلَّتها البهية، وشخصيتها الرائعة، ولكن من يعرف أنها مرت بـ3 زيجات يعتقد أنها تتمتع بثقة في نفسها من الناحية الجنسية، ولكن الحقيقة أن نيكي(57 عامًا)، كانت واحدة ممن يعانين فقدان "الرغبة الجنسية".
وقد انهار زواج نيكي، الأخير قبل3 سنوات، بسبب "عدد اللقاءات القليلة التي استمتعت فيها مع زوجها بالرغبة الجنسية"، ووصفتها بأنها "مرات يمكن عدَّها على أصابع اليدين"، قائلة:" إنها "تمتلك تقريبًا كل شيء، مثل منزل مريح، وزواج جيد ومشروع تجاري ناجح، إلا أنها تعاني من شعور بالحزن".
واعترفت أنها "بدأت في فقدان الدافع إلى ممارسة الجنس مع زوجها، عقب ولادة طفلها الثاني قبل 29 عامًا، وهو ما كان عاملا في انهيار الثلاث زيجات"، موضحة:" لقد أصبحت أقل رغبة في ممارسة الجنس، وفي نهاية المطاف، لم تكن هذه العملية على جدول أعمالي على الإطلاق، ليس لأنني لم أكن مهتمة بالفكرة، ولكن لأنها لم تعد تعطيني السعادة المطلوبة".
في السياق ذاته، أفادت دراسات في بريطانيا وأوروبا وأميركا، شارك فيها آلاف النساء من جميع الأعمار، بأن "ما بين 30 % و50 % من النساء تعرضن لفترات طويلة من فقدان الرغبة"، فيما تشير دراسات أخرى، إلى أن "أكثر من ثلث النساء لا يصلن إلى مرحلة النشوة مع الزوج"، مؤكدة أن أسباب هذه المشكلة "لا تزال غامضة نسبيًا"، وذلك لأنها "معقدة ومتداخلة مع النواحي البيولوجية والنفسية وحتى الاجتماعية".
وركزت الأبحاث على زيادة مستويات هرمون "تستستيرون" لدى النساء، لافتة إلى أن "النساء يتأثرن بعامل السن والتغيرات الحياتية مثل الولادة وانقطاع الطمث، ويفقدن الرغبة الجنسية"، مؤكدة أن "المرأة عندما تفقد الاهتمام بالجنس، يؤثر ذلك على كل من حولها ونتائجها يمكن أن تكون كارثية".
من ناحيته، يقول أستاذ الطب النفسي والجنسي في جامعة لندن مايك بيرينغ:" ليس هناك شك في أن هذا ما يسبب الإكتئاب و الصداع وآلام غيرها من مشاكل جسدية قد تبدو لا علاقة لها بالجنس، ولكن الحقيقة أنه يُحسِّن نفسية الأشخاص، ويجعلهم أكثر تفاؤلاً، لذلك يعد فقدان الرغبة هو السبب الرئيسي وراء انهيار العلاقة بين الأزواج".
من ناحيتها، قالت نيكي تالبوت( 38 عامًا)، وهي كاتبة من هاستينغز، شرق ساسكس، إنها "تعرف العذاب الناجم عن عدم وجود رغبة جنسية"، لافتة إلى أنها أمضت أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، وهي تتساءل لماذا كانت مختلفة جدًا عن غيرها من النساء؟، موضحة أنها لم تكن لديها أية رغبة أو حتى اهتمام بالجنس، فيما كانت محرجة جدا من مناقشة المشكلة مع أي شخص.
وقالت:"علاقتي الأولى لم تبدأ حتى بلغت سن 20 عامًا، وكنت طالبة في الجامعة، ولم تكن علاقتي مع صديقي ناجحة بشكل كبير، فلم أشعر بالكثير من الإثارة أو الاستجابة الجنسية، ولم يحاول صديقي فهم المشكلة، لذلك شعرت أنني كنت مختلفة عن الجميع، وأن هناك شيء خاطئ معي، فقد عانيت بشكل كبير من انعدام الثقة الجسدية والنفسية".
وتتساءل نيكي دائمًا بشأن ما إذا ما كانت مشكلتها مرتبطة بالهرمونات، قائلة إنها لم تصل إلى سن البلوغ حتى كان عمرها 17 عامًا، وكانت تأتيها الدورة الشهرية في فترات غير منتظمة،
وبدأت في استخدام حبوب منع الحمل كوصفة لتنظيم الحيض، وتحسين مستويات هرمون الرغبة الجنسية لديها.
ويعتقد العديد من الخبراء أن انخفاض مستويات هرمون "تستستيرون" لدى المرأة قد يكون مسؤولاً عن ذلك. وخلافًا للرأي الشائع، بأنه هرمون للذكورة فقط، فإن جسم المرأة يحتوي على عليه بنسبة أكثر من 10 مرات أكثر من هرمون "الاستروجين" الذي يقوم بتنظيم المزاج والطاقة والرغبة الجنسية لدى النساء تقريبًا بقدر ما يفعل في الرجال.
ويتم تحفيز إنتاج الهرمون حسب الجنس أي أن فقدان المرأة "الاهتمام بالجماع"، يمكن أن يصبح حلقة مفرغة، لكن مستويات هرمون "تستستيرون" تنخفض بشكل طبيعي لدى النساء بمعدل 50% عندما تتراوح أعمارهن بين 20 و 45 عامًا، وتستمر في الانخفاض كجزء من عملية الشيخوخة. ومع ذلك، ولسبب غير مفهوم، فإن بعض النساء يعانين انخفاضًا أكبر بكثير في مستوى الهرمون، وهو ما قد يفسر عدم وجود رغبة جنسية في أي عمر.
وعلى الرغم من طرح عقاقير في الأسواق تحتوي على جرعات خفيفة تعتبر أكثر أمنًا، إلا أنه لا يتم صرفها بمعرفة الطبيب، ولم تأخذ الترخيص المنصوص عليه من مركز الصحة الوطنية "NHS"، لذلك على المرأة أن تفعل ذلك سرًا.
ويقول طبيب أمراض النساء في هارلي ستريت، المتخصص في علاج مشاكل النساء مع الرغبة الجنسية الأستاذ جون ستد:" يتم استخدام جرعات التستستيرون المنخفضة بنجاح على ما يصل إلى 50 مريضة في الأسبوع، وذلك في محاولة لاستعادة رغبتهن الجنسية"، مضيفًا:"على بعض النساء استخدام جرعات من هرمون الاستروجين، الذي يمكن أن يؤثر أيضًا بشكل كبير على رغبة الأنثى في ممارسة الجنس"، فيما لفت إلى أنه "ليس هناك خطر من اضطرابات تجلط الدم، مثل تلك المرتبطة بحبوب منع الحمل، لأن جرعات الاستروجين الإضافية تُحقن عن طريق الجلد".
بدوره، يقول مارتن غودفري، وهو طبيب يعمل في وسط لندن، وتعامل مع كثير من النساء اللواتي يعانين انخفاض الرغبة الجنسية، إن "انتشار وسائل تعزيز الرغبة الجنسية عند الرجال مثل الفياجرا، يوضح أيضًا تفاقم المشكلة"، مضيفًا:" قد يكون لديك زوج أكبر يريد ممارسة الجنس بشكل أكثر، لكن الزوجة التي تكون في نفس العمر تقريبًا تشعر بضغط أكبر أثناء عملية الجماع. وهو ما يجعل الكثير من النساء يشعرن بعدم الأمان".
ويقول بولا هول، المعالج الجنسي ومستشار العلاقات :" بالنسبة لآلاف من النساء، فإنه في ظل ارتفاع مستويات الإجهاد اليومي، والتي تفاقمت بشكل قاس في ظل المناخ الاقتصادي الحالي، تعتبر الرغبة الجنسية لديهن معدومة ومدمرة، والإجهاد هو القاتل الرئيسي لإنتاج هرمون تستستيرون.. نحن نعيش أوقات صعبة، مع أشخاص يكافحون من أجل الإبقاء على وظائفهم وتغطية نفقاتهم..إنهم مشغولون في العمل وتربية الأطفال".
من ناحيتها، تقول سارة بروير، وهي طبيبة ومهتمة بمجال الصحة الجنسية: "إذا كنت في حالة من الضغط يقوم جسدك بإنتاج هرمون الكورتيزول، والذي بدوره يؤدي إلى إنتاج هرمون آخر يسمى البرولاكتين، وهو نفس الهرمون الذي تنتجه الأمهات المرضعات، ويهدف إلى الحد من مخاطر الحمل المبكر جدًا حيث يحدث خفض كبير في الرغبة الجنسية".
وبالإضافة إلى ذلك، يتم أيضًا وصف نحو 150 نوعًا من الأدوية التي توصف عادة بأن لها تأثير سلبي على الرغبة الجنسية، مثل حبوب منع الحمل ومسكنات الألم، ومضادات الإكتئاب وعلاج ضغط الدم.
وتقول دراسة دولية أجريت على 8 ألاف سيدة بعد انقطاع الطمث لديهن:" إن 2 من كل 5 نساء في بريطانيا يشعرن أن هذا التغيير دمر حياتهن الجنسية، بعد أن أصبحت العملية غير مريحة، ولكن يمكن أيضًا أن تؤثر حالة عدم الرغبة على النساء في أي عمر".
وفي السنوات الأخيرة، قدمت مجموعة كبيرة من المواقع المواد الهلامية، والكريمات، والمكملات الغذائية والإكسسوارات المثيرة التي تساعد في إعادة الرغبة، ولكن نيكي تالبوت، قالت إن "العلاج بالأعشاب ساعدها كثيرًا، فقد ذهبت بعد الانتهاء من دراستها اللغة الإنكليزية، إلى أستراليا حيث تعلمت كيفية استخدام أعشاب "الكوهوش السوداء"، و"الانجليكا"، وهما عشبان شهيران بعلاج الرغبة الجنسية.
ويعتقد أن عشب "الكوهوش" السوداء يحفز الهرمونات الجنسية ويشجع على تدفق الدم في الحوض، بينما يعتقد أن تكون فوائد "الانجليكا" هي نفس فوائد عشب "الجينسنغ" الذي يساعد في إثارة الشهوة الجنسية لدى الذكور.
وتقول نيكي:" إن الأعشاب، تستخدم جنبا إلى جنب مع تقديم المشورة والوخز بالإبر، وحل مشاكل الرغبة الجنسية لا يمكن أن تشعر بنتائجها مفردة.
أرسل تعليقك