عبير الهركلي فتاة تصنع معجزة وتتفوق على الإعاقة بالإرادة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

كشفت لـ"العرب اليوم" تفاصيل نجاتها من الموت المحقق

عبير الهركلي فتاة تصنع معجزة وتتفوق على الإعاقة بالإرادة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - عبير الهركلي فتاة تصنع معجزة وتتفوق على الإعاقة بالإرادة

الشابة الفلسطينية عبير الهركلي
غزة – حنان شبات

أكدت الشابة الفلسطينية عبير الهركلي، أنَّها كانت تحلم بأن تعيش طفولة طبيعية مثل باقي الأطفال، مشيرة إلى أنَّها عاشت طفولتها في المستشفيات وغرف العمليات والتنقل بين الأطباء حتى يستطيعوا معالجة التشوه الخلقي الذي ولدت به؛ موضحة أنَّها رغم محاولات عائلاتها وإجراء أكثر من أربعة عشر عملية جراحية لم يكتب لها التخلص من إعاقاتها.

وأوضحت الهركلي (22عامًا) في لقاء مع "العرب اليوم"، أنَّها ولدت بتشوه خلقي في النخاع الشوكي ما تسبب لها بإعاقة خلقية، وأضافت: "طفولتي كانت صعبة جدًا وكنت أحلم بأن ألعب مثل باقي الأطفال؛ لكن إعاقتي لم تمنعني من أعيش حياتي بالطريقة التي اختارها، تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة خاصة لذوي الحاجات الخاصة، ثم انتقلت إلى مدرسة بنات الشجاعية وأكملت دراسة المرحلة الإعدادية فيها".

وتابعت: "كانت أول سنة لي في مدرسة الشجاعية صعبة جدًا بسبب نظرة الطالبات لي، حيث كنَّ يخفن من التعامل معي وتأخر تحصيلي الدراسي؛ لكن بعد ذلك استطعت تغيير نظرة الطالبات وكونت صداقة مع الكثير منهن، ثم أكملت دراسة المرحلة الثانوية".

ولفتت عبير إلى أنها تدرس حاليًا في كلية مجتمع غزة تخصص وسائط متعددة، متمنية أن تتمكن من إنهاء دراستها والحصول على وظيفة خاصة بها لتتمكن من إعالة نفسها ومساعدة عائلتها التي لم تتأخر لحظة في تلبية أي طلب لها.

واعتبرت أنَّ أصعب لحظات مرت عليها عندما تم استهدافها وهي تحاول إخلاء منزلها في الحرب الأخيرة على غزة، مضيفة: "بعد أن خرج جميع أفراد عائلتي ظننت أن أهلي تركوني؛ لكن أبي رجع إلى مساعدتي وأخرجني من البيت على الكرسي الكهربائي الخاص بي حيث خرجت لوحدي وتم استهدافي بقذيفة وتحطم الكرسي وفقدت الوعي حتى وجدوني بين الجثث التي كانوا يعتقدون بأنني واحدة منها، وتم نقلي إلى المستشفى حيث أصبت في قدمي اليسرى".

واستطردت: "كانت أيام الحرب صعبة جدًا، إذ لم أكن أمتلك أي وسيلة مساعدة وكانت أمي تحملني من مدرسة النزوح إلى المستشفى للتغيير على الجروح، حيث مكثت فترة الحرب في مدرسة الزيتون وسط مدينة غزة وكانت أيامًا لا تقدر على وصفها الكلمات" .

وتمتلك عبير الكثير من المهارات التي لا يملكها الكثير من الأصحاء، حيث تعتبر رياضية من الطراز الأول، إذ شاركت في عدد من البطولات الرياضة الخاصة بذوي الحاجات الخاصة ومنها الماراثون ورمي الرمح والجلة وغيرها وفازت بجوائز مختلفة، كما أنها عضو في فريق نادي "السلام" لذوي الإعاقة وترداد النادي ثلاث مرات أسبوعيًا للتدريب.

وكشفت أنها تتميز باستخدام برامج التصميم، خصوصًا الفوتوشوب، فضلًا عن أنها تمتلك مهارات في الكتابة الصحافية والتمثيل وكتابة الشعر وإلقائه وكتابة السيناريوهات المسرحية وتمثيل بعض الأدوار المسرحية، منوهة إلى أنَّ مشاركتها الفنية الأخيرة كانت في أوبريت غنائي يحكي عن واقع الناس في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وبينت أنها تتميز بتطريز اليدوي وتستخدم آلة الخياطة لحياكة ملابسها أو ملابس أخواتها، كما أنها ناشطة شبابية حيث تهتم كثيرًا بالفعاليات، إذ أنها متضامنة دائمة مع الأسرى وتشارك في الوقفة الأسبوعية لذوي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر.

وأبرزت عبير أنها تتكلم التركية بعد حصولها على دورات عدة، كما أنها عضو فعال في فريق "أنا إنسان" وهو فريق مكون من شباب من ذوي الحاجات الخاصة وآخرون أصحاء شاركوا في عدد من الفعاليات أهمها "لا حدود للحياة".

وتتمنى عبير أن تخوض مجال الإعلام وأن تكون إعلامية ناجحة، لاسيما أنها تعتبر بمثابة المتحدث الرسمي باسم ذوي الحاجات الخاصة في غزة لما تمتلكه من شخصية قوية ومثقفة، إذ أنَّ معظم الفعاليات التي تنظم لذوي الإعاقة تكون هي الشخصية التي تتكلم بلسانهم.

وعن الصعوبات التي تواجهها قالت: "أولها نظرة المجتمع السلبية لذوي الإعاقة كونها نظرة مبنية على الشفقة وليست نظرة احترام أو تقدير بالإضافة لقلة الاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية لأصحاب الحاجات الخاصة".

وطالبت عبير المجتمع بتغيير نظرة المجتمع من نظرة شفقة إلى نظرة تقدير واحترام، فضلًا عن ضرورة زيادة الاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية لذوي الحاجات الخاصة، مناشدة القائمين على إعادة الإعمار بالأخذ في عين الاعتبار وجود شريحة من ذوي الحاجات الخاصة التي من حقها أن يكون لها طرق خاصة بها وممرات تساعدهم في دخول الأماكن العامة وغيرها.

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبير الهركلي فتاة تصنع معجزة وتتفوق على الإعاقة بالإرادة عبير الهركلي فتاة تصنع معجزة وتتفوق على الإعاقة بالإرادة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab