شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود
آخر تحديث GMT22:08:31
 عمان اليوم -

بعدما سئمت البحث عن فرصة للعمل في ظلّ الواقع المُعقّد

شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود

شابّة من غزة تفتح مشتلاً خاصاً لإنتاج الورود
غزة - العرب اليوم

لم تكن خطوة الشابّة الغزّية رواء النجار (22 سنة)، سهلة، حين قررت ترك تخصص التمريض الأكاديمي الذي درسته في سنواتها الجامعية واتجهت نحو العمل في زراعة الزهور، بعدما سئمت البحث عن فرصة للشغل في ظلّ واقع قطاع غزة المعقد، حيث تنعدم السُبل أمام الشباب والخريجين.

في بلدة بني سهيلا الحدودية الواقعة شرق مدينة خانيونس، تنشغل الشابّة لساعاتٍ طويلة يومياً، تقضيها داخل دفيئة زراعية تبلغ مساحتها 100 متر، استأجرتها قبل أشهر عدّة، وزرعتها وحدها بمختلف أنواع الورود و نباتات الزينة. تتنقل رواء بين الزهرات بعناية فائقة تهتم بها كلّ واحدة على حدة، كأنّ لها قصصاً خاصّة نُسجت تفاصيلها بالكدّ والتعب.

تقول الشابّة: "بدأتُ التجربة من خلال الخوض في مجموعة دورات تدريبية قدمتها مؤسساتٌ تُعنى بمجال الزراعة والتنمية الريفية، خلالها اكتسبتُ مهاراتٍ متعدّدة، مكنتني لاحقاً من الإقدام على إنشاء مشروعي الشخصي وكان هذا في بداية العام الحالي"، موضحة أنّها جلبت البذور في شهر يناير/كانون الثاني، ونثرتها في الأرض، وانتظرت أياماً طويلة حتّى نمت، وأنتجت أزهاراً جذابة. 

وتردف: "كان المفترض أن أكون في مثل هذا الوقت منشغلة بالعناية بالمرضى أمارس عملي الذي تمنيته منذ الطفولة، لكنّ القدر اختار لي العناية بالورود والأزهار"، مشيرة إلى أنّها وجدت فيها روحاً عشقتها كثيراً، وتعتقد أنّ الورود تحتاج لاهتمام لا يقل عن ذلك الذي ممكن أن يُمنح للإنسان.

تختلط أيدي الشابّة بالطين، بينما كانت تعمل في زراعة شتلات جديدة داخل الدفيئة. تُطلق العنان لضحكتها وتقول: "إيدينا لازم تتعفر بالتراب لحتى نعيش ونحقق أحلامنا، هذا هو حالنا في غزة"، منبهة إلى أنّها تستخدم صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتها وتسويقها للجمهور الذي وجدت لديه قبولاً وترحيباً بالفكرة وما ينتج عنها من أزهار ألوانها زاهية.

"الجوري، والبتونيا، والكرتون بألوانه، وعُرف الديك، والأسترا، وزهور النخيل الأصفر والأحمر، والصبار"، هذه جميعها أنواعٌ لورود ضمّها مشتل رواء، الذي يعتبر فكرة ريادية حصلت على تمويلٍ خاص من مؤسسة محلية، وذلك لأنّه الأول من نوعه في قطاع غزة الذي تشرف عليه فتاة. تبيّن النجار أنّها لن تكتفى مستقبلاً بالورود وستذهب نحو توسيع المشروع من خلال زراعة أصناف جديدة مثل الحمضيات واللوزيات.

تتحدث رواء بينما تمسك بيدها "غالوناً" بلاستيكياً تروي به مزروعاتها وتشير باليد الأخرى إلى زاوية في الدفيئة قائلة: "سأعمل في الأيام المقبلة على إضفاء جمالية على المكان من خلال تصميم ديكور خشبي خاص، يحيط بجوانبه كافّة ويُضفي عليه لمسة جمالية تميزه عن غيره"، مكملة: "الورد لا يليق به إلّا الجمال وهذا المكان سيصير في وقتٍ قريب لائقاً به".

رواء ومثيلاتها من الشابّات اللاتي يقررن الخوض في مهنٍ يعدّها المجتمع الغزّي حكراً على الرجال، غالباً ما يواجهن انتقادات مجتمعية وتعليقات قد تكون محبطة أحياناً، عن ذلك تتابع قائلة: "لم يكن هذا الأمر سهلاً وهذه النّظرة موجودة للأسف، لكنّ تجاوزها يكون بسيطاً إذا أثبتت الشابّة قدراتها وأصرّت على أن تكون قصة نجاح"، لافتة إلى أنّ مهنتها تحتاج لجهد كبير، نظراً للحرارة المرتفعة داخل الدفيئة الزراعية، وحاجتها لإزالة الحشائش الضارة والأشواك.

واجهت الشابّة عقباتٍ كثيرة منذ البداية؛ أولاها الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006، الذي يقيد عملية دخول بذور الورود والأزهار الحديثة، إضافة لأنّ هناك مشكلة في المياه التي بلغت نسبة ملوحتها حسب البيانات الأخيرة لسلطة المياه الفلسطينية 95 في المائة، وأيضاً أزمة الكهرباء المستمرة التي لا تصل في أحسن الأحوال سوى إلى 8 ساعات يومياً، الأمر الذي يؤثّر على المشروع بصورة كبيرة، مستدركة: "الوضع المعيشي المتردي للسكان يترك أثراً على التسويق ويهدّد استمرارية العمل كذلك".

 وقد يهمك ايضا :

الدول الآسيوية ترفض اعتبارها مكبًّا لنفايات العالم الغني بعد حظر الصين لواردات المخلاف

الأردن في خطر من حيث الأمن المائي و٢٠٠ مليون متر مكعب الفاقد سنويًّا

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود شابّة من غزة تترك تخصص التمريض الأكاديمي وتفتح مشتلًا خاصًا لإنتاج الورود



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 عمان اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:35 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد باش يهدي المغربية سكينة بوخريص عقدًا ماسيًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab