تعدّ محطة البحوث الحيوانية بوادي قريات بولاية بهلا بمحافظة الداخلية من المحطات البحثية التابعة لمركز بحوث الإنتاج الحيواني التابع للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
وتأتي هذه المحطة ضمن اهتمام الوزارة بتنمية قطاع الثروة الحيوانية باعتباره قطاعًا مهمًّا واستراتيجيًّا يسهم في تحقيق الأمن الغذائي .
وقال المهندس عبدالله بن ربيع الوائلي رئيس محطة البحوث الحيوانية بوادي قريات بولاية بهلا إن محطة البحوث الحيوانية بوادي قريات واحدة من المحطات البحثية، افتتحت في مارس من عام 1990 وتقع على مساحة تبلغ حوالي 60 هكتارًا وتوجد بها حظائر لإيواء الحيوانات وعيادة بيطرية ومخازن للأعلاف وحقل زراعي ملحق.
وأضاف أن هذه المحطة أنيط بها تحقيق العديد من الأهداف الرئيسة أهمها إنتاج سلالات محلية محسّنة وراثيًّا من ماعز الجبل الأخضر وماعز الباطنة بالإضافة إلى سلالة الضأن العماني، كما تعمل على إجراء البحوث التطبيقية باستخدام أحدث الطرق في مجال تربية الحيوانات للتقييم الوراثي لمختلف السلالات المحلية.
ووضح أن المحطة وفي إطار المجال الخدمي للمجتمع تقوم بتوزيع الذكور المحسنة على المواطنين سنويا من مختلف السلالات للإسهام في عملية التحسين الوراثي لدى المربين بالإضافة إلى تقديم المشورات الفنية لطلبة الجامعات والكليات ومربي الثروة الحيوانية. وتقوم بتدريب الطلبة على برامج التحسين الوراثي وتقديم المشورة للمربين وتعريفهم بوسائل التربية
الحديثة.. بالإضافة إلى الدور الفاعل للمحطة في المشاركة في المؤتمرات والملتقيات العلمية من خلال تقديم نتائج البحوث التطبيقية في مجال الإنتاج الحيواني .
وأشار إلى أن المحطة تضم حاليا ثلاث سلالات محلية وهي سلالة الجبل الأخضر وسلالة الباطنة وسلالة الضأن العماني، وأن برنامج التحسين الوراثي القائم يكون بناء على صفات معينة منها نسبة الخصوبة وعدد المواليد وعدد المفاطيم وعدد الكيلوجرامات المولودة وعدد الكيلوجرامات المفطومة وصفة إنتاج اللبن بينما الانتخاب في المواليد يتم بناء على صفات أخرى منها وزن الجسم عند الفطام ونسبة التوائم وإنتاج اللبن لأم المولود.
وبين أن المحطة تُعنى بالتحسين الوراثي من السلالات المحلية من الماعز والضأن وعمليات التحسين الوراثي في استجابة إيجابية للسلالات المحلية مما رفع نسبة الخصوبة لدى سلالات الماعز والضأن ونسبة التوأمة.
وتطرق إلى أن المحطة تقوم بتوزيع عدد من الذكور المحسّنة وراثيا سنويا على المربين في مختلف محافظات السلطنة، كما أنه يتم سنويا بيع الفائض من هذه الحيوانات عن طريق المزاد العلني وتم أخيرا استبدال المزاد بالمزاد الإلكتروني عن طريق منصة ثروة حيث يتم بيع أعداد كبيرة من هذه الحيوانات الفائضة عن حاجة التجربة البحثية.
وقال رئيس محطة البحوث الحيوانية بوادي قريات إن مشروع هذه المحطة بدأ بجمع عينات من السلالات المحلية من مناطق مختلفة من محافظات وولايات السلطنة وجمعت سلالات الماعز (الباطنة ، والظفاري ، والجبلي)
وسلالة واحدة من الضأن وهي الضأن العماني وتم الإبقاء على ثلاث سلالات بواقع 800 أنثى من كل سلالة، وتم تنفيذ أهداف المحطة على مرحلتين أساسيتين ففي المرحلة الأولى التي بدأت عام 1990 وانتهت عام 1993 كان الهدف منها مقارنة أداء السلالات المختلفة تحت الظروف البيئية المحسّنة وتم الحصول على البيانات الأساسية الخاصة بالكفاءة في الإنتاجية لكل سلالة على حدة وتمت دراسة صفات الأمهات وصفات المواليد.
وأضاف أن النتائج لهذه المرحلة أظهرت أن سلالة الجبل الأخضر من أحسن السلالات فيما يخص وزن الجسم تليها سلالة الباطنة ومن ثم الظفاري. وبينت النتائج أن سلالة الباطنة من أحسن سلالات الماعز فيما يخص الخصوبة وعدد المواليد، أما سلالة الضأن فإن وزن جسمها يساوي متوسط سلالات الماعز ولكن تفوقها في عدد المواليد . ووضح أن المرحلة الثانية بدأت عام 1994 ولا تزال مستمرة وهي تتعلق بالتقييم الوراثي وفيها يتم اختيار أفضل 70% من الأمهات للتربية ويستبعد الباقي بناء على وزن جسم الأم وعمر مواليدها، أما المواليد فيتم اختيارها بناء على وزنها عند عمر 6 أشهر ، ويتم انتخاب أفضل 20% من المواليد الذكور كقطيع إحلال أما المواليد المتبقية فيتم تقسيمها إلى قسمين يخصص القسم الأفضل منها للتوزيع على المربين بغرض تحسين سلالاتهم أما الصنف الثاني فيتم تخصيصه للبيع كحيوانات للذبح.
وأشار المهندس عبدالله الوائلي إلى أن السلالات الثلاث بالمحطة والمتمثلة في سلالة الباطنة والجبل الأخضر والضأن العماني تعد من أجود السلالات وقد حققت نتائج طيبة في مختلف المقاييس وشهدت في السنوات الأخيرة استجابة ملحوظة في برنامج التحسين الوراثي وحققت ارتفاعا ملحوظا في نسبة الخصوبة، كما زادت نسبة إنتاج التوائم وحققت ولادة رباعية من سلالة الماعز وولادة خماسية في سلالة الضأن العماني وهذا يعد إنجازًا في السلالات المحلية.
وبيّن أن سلالة الباطنة التي منشؤها المناطق الجبلية الواقعة بين محافظتي الباطنة والظاهرة يغلب عليها اللون البني الغامق مع وجود منطقة بيضاء في الوجه وأسفل الساق ويمكن توصيف هذه السلالة بأنها متوسطة الحجم ويكسو جسمها شعر متوسط الطول ولديها قرون كبيرة في الذكور والاناث وذيل قصير ، وقد بلغ متوسط وزن حجم الأم 33.3 كجم وعدد مواليدها 1.22 مولود للأم وعدد مفاطيمها 1.05 مفطوم للأم الوالدة ، أما متوسط وزن المولود فقد بلغ 3.02 كجم وعند الفطام 13.9 كجم وعند عمر ستة أشهر 21.3 كجم ، ونسبة الخصوبة 86% ونسبة التوائم122% . كما بين أن سلالة الجبل الأخضر فيتواجد معظمها في المناطق الداخلية وتتركز في قمم الجبل الأخضر الذي يقع وسط جبال عمان الشمالية بارتفاع يصل إلى 3000 م فوق سطح البحر ويغلب عليها اللون البني الفاتح أو المائل إلى البياض وتعتبر هذه السلالة كبيرة الحجم ويكسو جسمها شعر
كثيف ومتوسطة الطول ولديها قرون طويلة ويصل متوسط وزن الأم 36.2 كجم وعدد مواليدها 1.23 مولود للأم وعدد مفاطيمها 1.00 مفطوم للأم أما متوسط وزن المولود عند الولادة بلغ 3.12 كجم وعند الفطا14.5 كجم وعند عمر ستة شهور 22.8 كجم وتصل نسبة الخصوبة 85% ونسبة التوائم120%.
ووضح أن منشأ سلالة الضأن العماني الرئيس شمال الباطنة ويغلب عليها اللون الأسود وبها اللون الأبيض كذلك وتوصف بأنها متوسطة الحجم وبها صوف خشن وبلغ متوسط وزن جسم الأم 33.9كجم وعدد مواليدها 1.29 مولود للأم وعدد مفاطيمها 1.05 مفطوم للأم أما متوسط وزن المولود عند ولادته فقد بلغ 2.82كجم وعند الفطام 16.4 كجم وعند عمر ستة أشهر
26.7 كجم وتصل نسبة الخصوبة في هذه السلالة إلى 90% ونسبة التوائم
124% . وقال المهندس عبدالله الوائلي إن إحصائيات محطة البحوث الحيوانية بوادي قريات كشفت أنه خلال 11 سنة الماضية بلغ عدد الحيوانات الموزعة من سلالة الباطنة 424 رأسا والحيوانات المباعة 1124 رأسا بينما في سلالة الجبل الأخضر فقد تم توزيع 447 رأسا والحيوانات المباعة 1105 رؤوس وفي سلالة الضأن تم توزيع 714 رأسا وبيع 1711 رأسا. وفي عام 2020 بلغ عدد الحيوانات الموزعة من مختلف السلالات 156 رأسا بينما تم بيع 411 رأسا، مشيرا إلى أن التوزيع يهدف لتحسين سلالات المربين. وأضاف أن الحكومة تبذل جهودًا في عمليات التحسين الوراثي والبحوث بشكل عام وينبغي أن تكون هناك متابعة لمخرجات هذه المحطة والمحطات الأخرى، ولمخرجات الجهات البحثية الأخرى، فمثلا في هذه المحطة يتم توزيع أعداد من الذكور المحسنة على المربين ولكن للأسف لا تتم متابعتها وهذه حلقة مفقودة ويجب التكاتف من أجل تغطيتها، ويجب التكاتف بين جهاز الإرشاد وجهاز البحوث حتى تتم متابعة هذه الذكور التي يتم توزيعها على المربين وأخذ نتائجها لأنه بذلت فيها جهود كبيرة.
ووضح أن عملية إدارة ورعاية القطيع البحثي تتم بصورة دورية ومنتظمة، بحيث يتم تنفيذ عمليات محددة في كل موسم من مواسم السنة. ففي فترة الصيف من يوليو إلى سبتمبر يقوم الكادر البيطري والفني بالمحطة بعمليات جز الصوف وقص الشعر وتقليم الأظافر والحوافر تمهيدا لبداية موسم التلقيح، كما يتم تحصين الحيوانات ضد أمراض الجدري وطاعون المجترات واللاهوائيات، وفي نهاية تلك الفترة يقوم الكادر البيطري بتغطيس وتجريع الحيوانات لمكافحة الطفيليات الخارجية والداخلية وبعد ذلك يقوم الكادر الفني بتوزيع هذه الحيوانات على الزرائب حسب تصميم التجربة وتوزن الحيوانات بكل زريبة ثم تدون في سجلات الأمهات الموجودة بقاعدة البيانات في الحاسب الآلي.
وتطرق إلى أن موسم التلقيح يبدأ في الأول من أكتوبر وذلك بإدخال الذكور على زرائب الإناث ( بمعدل ذكر واحد لكل زريبة ) وتستمر عمليات التلقيح لمدة 45 يوما ( بمعدل دورتين) ويتم بعدها إخراج الذكور من الزرائب وتبدأ الولادات من بداية شهر مارس وتستمر إلى منتصف إبريل، وعند الولادات يتم التعرف على المولود وأمه وبعد ذلك يتم ترقيمه وتسجيل وزنه عند الميلاد وتاريخ ميلاده وجنس المولود ورقم أمه وأبيه وسلالته ونوع قطيعه، وتتم رعاية المواليد بطريقة طبيعية وذلك بتغذيتها على السرسوب وحليب الأم، و تفطم المواليد عندما يبلغ متوسط عمرها ثلاثة أشهر ودائما يكون الفطام في العشرين من يوليو من كل عام وعند الفطام يتم وزن المواليد و يدون هذا الوزن في السجلات .
وبين أن المواليد تدخل في تجربة قياس سرعة النمو بعد الفطام مباشرة وتستمر إلى عمر ستة أشهر ، وعند نهاية هذه التجربة توزن جميع المواليد لمعرفة وزنها وبذلك يكون سجل المواليد قد اكتمل، أما سجل الأمهات فهو يحتوي على رقم أمها ورقم أبيها وسلالتها وعمرها ونوع القطيع ومعدل خصوبتها وعدد مواليدها ومفاطيمها ووزن جسمها وسنة إنتاجها.
وأشار مدير المحطة إلى أن الحيوانات في المحطة تتم تغذيتها بالحشائش الجافة أو الخضراء (حشيشة الرودس جراس) بطريقة حرة لكل أنواع الحيوانات بالمحطة، كما تتغذى بالأعلاف المركزة والتي تحتوي على 14% بروتين خام، وتغذي الأمهات الناضجة بالأعلاف المركزة بمعدل يتراوح بين 200جرام / الرأس / اليوم في فترة الجفاف إلى 500 جرام / الرأس / في اليوم في فترة الدفع الغذائي قبل موسم التلقيح أو الولادات.
كما أشار إلى أن المواليد حديثة الولادة من الذكور والحملان فإنها تتغذى على السرسوب، ويتم تقديم كميات بسيطة من الحشيش والعلف المركز لهذه المواليد وذلك بطريقة تدريجية حتى تساعدها على تنمية وتقوية جهازها الهضمي، أما نظام التغذية خلال فترة تجربة قياس سرعة النمو فإنه يعتمد على تقديم العلف المركز بطريقة حرة حتى تستطيع هذه المواليد أخذ كل ما تحتاجه من المواد الغذائية وإظهار مقدرتها الوراثية للنمو في فترة ما بعد الفطام، أما مواليد الإحلال من الذكور و الإناث إضافة إلى الذكور الناضجة فإنها تغذی بمقدار 250جرامًا / الرأس / في اليوم ويتم تقديم مكعبات الأملاح لكل الحيوانات الموجودة في المحطة.
وقال إن برنامج تربية الحيوانات في المحطة يعتمد على نظام واحد سنويا كما تستخدم الذكور لموسم واحد فقط تجنبا للتربية الداخلية (تزاوج الأقارب) وتدخل الإناث للتلقيح لأول مرة عند عمر 18 شهرًا.
وأضاف أن المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية قامت بخطوة إيجابية مهمة تتمثل في توثيق وتسجيل السلالات المحلية إذ تم تشكيل لجنة بقرار وزاري تعنى بتسجيل السلالات المحلية عالميا ومحليا، فعلى الصعيد العالمي تم تسجيلها في موقع داد التابع لمنظمة الاغذية والزراعة العالمي الفاو وتم تسجيل أغلب السلالات المحلية واثباتها في الموقع، وقامت المنظمة العربية للتنمية الزراعية باستحداث موقع الكتروني لتسجيل السلالات لكل الدول العربية وبدورها قامت السلطنة ممثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بإدخال وتسجيل السلالات المحلية في موقع المنظمة وتم تسجيل 9 أنواع من السلالات المحلية في هذا الموقع عن طريق المنسق الوطني، وتعتبر السلطنة من الدول الخليجية الأولى التي قامت بتسجيل هذه السلالات في هذه المواقع، وعلى الصعيد المحلي تم تسجيل بعض السلالات في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عن طريق دائرة الملكية الفكرية وتم اصدار شهادات لها.
وعن دور العيادة البيطرية في المحطة قال الطبيب البيطري خالد يوسف عبدالمجيد: إن الطبيب البيطري بالمحطة يقوم يوميا بالمرور على جميع الحيوانات يعالج الحالات المريضة ويتدخل في الحالات التي تتطلب الجراحة ، والقيام بتشريح الحيوانات النافقة وبعث عينات للمختبر المركزي. وأضاف أن العيادة تقوم ببرنامج التحصين الدوري وفق المواعيد المحددة وعلاج جماعي مكثف ضد الطفيليات سواء بالتجريع أو التغطيس، ومتابعة مواسم الولادة وما يجوبها من حالات. وأشار إلى أن السلالة العمانية متكيفة مع الوضع المناخي للسلطنة وتتحمل درجات الحرارة العالية وتقاوم الأوبئة والأمراض في إطار التحصينات
الدورية المكثفة التي تشمل التحصين ضد التسمم المعوي للذكور والأمهات مرتين في السنة والمواليد مرتين في السنة مع جرعة تنشيطية آخر العام والتحصين ضد الجدري والحمى القلاعية .
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك