تشكيل كتيبة نسائية من 30 امرأة لحراسة أدغال سومطرة
آخر تحديث GMT19:17:04
 عمان اليوم -

تشكيل كتيبة نسائية من 30 امرأة لحراسة أدغال سومطرة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - تشكيل كتيبة نسائية من 30 امرأة لحراسة أدغال سومطرة

أدغال
سومطرة ـ عمان اليوم

 تستيقظ سوميني مع بزوغ الفجر وتحضر الطعام لعائلتها الكبيرة وتنجز أعمالها المنزلية قبل أن تستعد لعمل من نوع آخر يقضي بحراسة أدغال سومطرة.فهذه الإندونيسية البالغة من العمر 45 عاما تترأس كتيبة نسائية تتصدّى لإزالة الغابة المدارية والصيد غير القانوني للنمور وحيوانات آكل النمل الحرشفي وغيرها من الأنواع المهدّدة.

وغالبا ما يكون المذنبون من الرجال، وهم أحيانا من الجيران أو حتّى أزواج النساء اللواتي يعشن في بلدة داماران بارو في جزيرة سومطرة، غرب هذا الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا.
ويواجه الفريق المؤلّف من نحو 30 امرأة قوالب نمطية تمييزية ضد النساء لا تزال راسخة في هذه المنطقة التابعة لإقليم أتشيه المحافظ حيث تطبّق الشريعة الإسلامية وحيث تغضّ السلطات الطرف عن استغلال الخشب بما يخالف القانون وتوسّع مزارع البنّ.

وتقول سوميني إن "مفهوم الغابة لطالما كان مرتبطا بالرجال. لكننا نسعى إلى تغيير العقليات وإثبات أنه يعني المرأة أيضا. فقد قرّرت النساء المستاءات من الدمار الذي يلحق بالغابة التحرّك لحلّ هذه المشكلة".
زرع الأشجار

وتشكّلت هذه المجموعة التي تضمّ بين أفرادها أحد أبناء سوميني وزوجته، في العام 2015 بعد فيضانات أتت على عشرات المنازل في هذه البلدة التي تعدّ قرابة ألف نسمة.

وأرادت سوميني أن تعرف سبب هذه الكميّة من الخشب والمخلفات في المياه المتأتية من منحدرات بركان في الجوار.

وسرعان ما ظهرت لها الإجابة عن تساؤلاتها عند توجّهها إلى الموقع حيث اكتشفت أن الغابة قد أزيلت.

فقرّرت "التحرّك لحماية الغابة". ومرّتين في الشهر، تعتمر سوميني قبّعة فوق حجابها وتنتعل حذاء من المطاط وتتوغّل في الأدغال لـ5 أيام.
 وهي تبحث مع كتيبتها عن أبسط دليل على أفعال صيد غير قانوني أو قطع أشجار وتحرّر الحيوانات العالقة في الفخاخ وتحصي الأنواع المنتشرة في المنطقة.

وتنصب المجموعة لافتات تحذّر من ممارسة أي نشاط مخالف للقانون تبلغ به السلطات.

وتزرع النساء الأشجار بالآلاف بمساعدة متطوّعين.

 وفي بادئ الأمر، لم يُنظر بعين الرضى إلى هذه المبادرة في إقليم أتشيه المحافظ في شمال سومطرة، وهي المنطقة الوحيدة التي تطبّق الشريعة الإسلامية في إندونيسيا.

وتروي سوميني أن "البعض يعتبر ألا دخل للنساء بالغابة".

أخطاء الماضي

غير أن بعض الحطّابين والصيّادين غير القانونيين انضمّوا إلى هذه الكتيبة وباتوا يتطوّعون في صفوفها.

كان بوستامي (54 عاما) يصطاد حيوانات آكل النمل الحرشفي لسنوات طويلة. فهذه الثدييات المهدّدة بالانقراض تلقى طلبا كبيرا في ممارسات الطبّ الصيني التقليدي للحمها أو لحراشفها.

وهو يقول "لا أذكر عدد الحيوانات التي قتلتها. وقد كسبت الكثير من المال، لكنّ الأمر توقّف".

ويردف "أحاول الآن حماية البيئة للتعويض عن أخطاء الماضي".

وفد تعرّض بوستامي للسخرية من رجال في القرية عند انضمامه إلى المجموعة وتشجيعه آخرين على حذو حذوه.
ويصرّح: "لا أخجل بأن أكون تحت إمرة فريق من النساء، لأن مهمّتهن نبيلة حقّا".

عقدت أنيسة، وهي إحدى نساء المجموعة، العزم على تغيير العقليات، بدءا بزوجها الذي أمضى عقوبة في السجن لأنه قطع أشجارا بما يخالف القانون.

وتقول السيّدة الأربعينية "ستشهد بلدتنا كوارث طبيعية أخرى إذا لم نحم الغابة".

وقد انضمّ زوجها محمد صالح بدوره إلى الكتيبة.

وهو يقول "شعرت بالخزي من فكرة أن تكون زوجتي تسعى إلى حماية البيئة، في حين كنت أنا أدمّرها".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكيل كتيبة نسائية من 30 امرأة لحراسة أدغال سومطرة تشكيل كتيبة نسائية من 30 امرأة لحراسة أدغال سومطرة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab