حذر علماء من أن التغير المناخي يزيد من خطر حدوث انزلاق أرضي هائل بأحد المضائق في ألاسكا، الأمر الذي قد يتسبب بحدوث كارثة موجات مد عاتية "تسونامي"، وتسبب الارتفاع في درجات الحرارة بتراجع النهر الجليدي الذي يساعد في دعم المنحدر الحاد على جانبي المضيق، الذي يزيد طوله عن 1.5 كيلومتر، في منطقة "برينس ويليام ساوند" على بعد نحو 90 كيلومتر إلى الشرق من مدينة أنكوريج.
وحاليا، فإن الجليد المتراكم في ذلك المضيق لا يدعم سوى ثلث المنحدر، بحسب العلماء، وبالتالي فقد يحدث انهيار أو انزلاق أرضي يمكن أن يتسبب به زلزال أو هطول أمطار غزيرة أو حتى موجة حر يمكن أن تذيب المزيد من الثلوج.
وفي حين أن المنحدر كان يتحرك على مدى عقود، فقد قدّر الباحثون أن انهيارا ضخما ومفاجئا أمر محتمل في أي وقت خلال العقدين المقبلين.
وأوضحت عالمة المياه بمركز وودز هول للأبحاث في ماساتشوستس في ألاسكا، أنا ليليدال، التي كانت عضوا في فريق الباحثين "يمكن أن يحدث ذلك في أي وقت، لكن الخطر يزداد مع تراجع هذا النهر الجليدي".
وأضافت ليليدال أنه على الرغم من أن النتائج التي توصلوا إليها لم تتم مراجعتها بعد بشكل مكثف فقد "أدركنا أننا بحاجة إلى إبلاغ الناس"، مشيرة إلى أن الباحثين يأملون في توفير الأموال للمراقبة شبه الآنية للمنحدر، وهو ما يمكن أن يوفر تحذيرا إذا حدث انهيار أرضي و"تسونامي".
وأصدرت إدارة الموارد الطبيعية في ألاسكا، بعد اطلاعها على النتائج، بيانا بعد ظهر يوم الخميس حذرت فيه من أن الانهيار الأرضي المحتمل بشكل متزايد يمكن أن يولد موجة مد عاتية "تسونامي" ذات آثار مدمرة على الصيادين والعاملين في مجال السياحة والترفيه.
وأظهر نموذج حاسوبي أن انهيار المنحدر بأكمله، الذي يقدر بحوالي 500 مليون متر مكعب من الصخور والأتربة، يمكن أن يتسبب في حدوث "تسونامي" يبدأ بارتفاع عدة مئات من الأقدام.
وبعد حوالي 20 دقيقة، عندما يصل "التسونامي" إلى "ويتير"، البلدة التي تقع على رأس مضيق آخر على بعد 48 كيلومترا، يمكن أن يكون ارتفاع المياه 30 قدما (حوالي 10 أمتار) ويسبب دمارا واسعا.
وتعليقا على الدراسة، قال الباحث الذي يدرس المخاطر الجيولوجية ويدير منظمة تسمى "الحقيقة الأرضية" ومقرها في سيلدوفيا بألاسكا، هيغ هيغمان: "كخطر محتمل، فإن الأمر مقلق حقا"، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
يشار إلى أن بلدة "ويتير" عادة ما تكون نقطة إنزال لآلاف ركاب السفن السياحية المتجهين إلى أنكوريج ومنها إلى الشمال.
ورغم أنه من النادر حدوث انزلاقات أرضية مسببة لكارثة "تسونامي"، لكنها حدثت بالفعل في ألاسكا وأماكن أخرى، وربما الحدث الأكثر شهرة ذلك الذي وقع في 9 يوليو 1958، في خليج ليتويا على الساحل الجنوبي الشرقي لألاسكا، عندما تسبب زلزال في انهيار ما يعادل 40 مليون ياردة مكعبة من الصخور على ارتفاع 2000 قدم في الخليج الضيق.
وأظهر تقشر الغطاء النباتي على جانب التل المقابل أن "التسونامي" وصل إلى ارتفاع أقصى بلغ 525 مترا.
وأدى الانهيار الأرضي في عام 2015 في مضيق "تان"، بمنطقة نائية غربي ياكوتات بألاسكا، إلى حدوث تسونامي بلغ ارتفاعه أكثر من 180 مترا، بينما أدى الانهيار الأرضي على الساحل الغربي لجزيرة غرينلاند في العام 2017 إلى ظهور موجة، بلغ ارتفاعها أكثر من 90 مترا، ودمرت جزءا كبيرا من قرية صيد قريبة وقتلت 4 أشخاص.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك