إعدامات ميدانية تطال أشجار الغوطة والأهالي يدقون ناقوس الخطر
آخر تحديث GMT21:27:28
 عمان اليوم -

2500 هكتار زراعي معظمه "زيتون" تتعرض للقصف والحرق والسرقة

إعدامات ميدانية تطال أشجار الغوطة والأهالي يدقون ناقوس الخطر

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - إعدامات ميدانية تطال أشجار الغوطة والأهالي يدقون ناقوس الخطر

رقعة الأراضي الزراعية المشجرة في مدينة دوما
دمشق - جورج الشامي

على مساحة تقدر بأكثر من 2500 هكتار تمتد رقعة الأراضي الزراعية المشجرة في مدينة دوما التي تتعرض للدمار، تتصل مع القرى والنواحي المحيطة بها من كل جانب بمزارع مشجرة تغالبها أشجار الزيتون ذات القيمة الغذائية والبيئية والجمالية العالية. وفي تقرير نشر السبت على مواقع العارضة، تحدث عن إهمال تلك البساتين الغنية بخيراتها وثمارها في العقود الأخيرة لتخسر الغوطة أكثر من ثلثي مزارعها فيما يتم الآن تصفية ما تبقى منها قصفا وحرقا وسرقة وتقطيعا، لتتحول تلك الأشجار إلى حطب ووقود للطهي، وهو ما دفع الأهالي والنشطاء لدق ناقوس الخطر تجاه ما تتعرض له أشجار الزيتون والتي يبلغ عمر بعضها 300 عام وأكثر بحسب أهالي المدينة.
يجلس أبو أحمد وهو رجل سبعيني يحرس بوابه أرضه بعد أن تمت سرقة نصف أشجاره من قبل مجهولين ،  ويصر على بقائه رغم الخطر والقصف وإجرام السارقين الذين يستهدفون تلك المزارع لأن تلك الشجرات هي آخر ما تبقى له، فيما خسر سابقا عددا من أفراد عائلته بقصف لطائرات الميغ على بيتهم، لتتحول مشاعره اليوم إلى رغبة جامحة بالدفاع عن أشجار الزيتون التي يرى فيها حياتا جديدة وهو يرى في العناية بتلك الأشجار عزاء له كما يقول.
فيما يشير منهل وهو ناشط من أبناء مدينة دوما إلى أن الأهالي ومنذ العام الفائت بدأوا تحت ضغط الحاجة قطع الأشجار من المزارع واستخدامها كبدائل مع ما تعانيه المدينة ومحيطها منذ 11 شهرا من حصار خانق و فقدان للمحروقات و غياب للكهرباء.
وبعد نفاذ الأشجار اليابسة تحول الأهالي إلى قطع المثمرة والخضراء منها ، بحسب منهل الذي أشار إلى أن الكارثة آتية، وقد ازداد عدد العائدين إلى المدينة اليوم وازدادت الحاجة للوقود والتدفئة مع اقتراب الشتاء وغياب كامل للمحروقات بسبب الحصار.
ويتحدث غسان وهو ناشط من قرية "بيت نايم" واصفا وضع القرى المحيطة بدوما بأنها ساحة مجزرة كبرى -فقرى (بيت سوى و بيت نايم و الحواش) كلها مزارع هجرها أهلها بسبب الاستهداف، وهي تواجه اليوم قطعا جائرلأشجارها، أما قرى "البحارية" و"القاسمية" و "الجربا" فهي خطوط للجبهة تواجه أشجارها الحرق والتخريب جراء القصف.
ويحذر المهندس الزراعي "عمر" من فقدان كامل للغطاء الشجري ومن التصحر ويحمل من أطلق عليهم اسم التجار الجُدد ممن امتهنوا حديثا مهنة الإتجار بالأخشاب والحطب مسؤولية مايحصل، ذاكرا بأن هناك عصابات تقوم بقطع الأشجار دون رقيب لتبيعها لأحد أولئك التجار، مشيرا إلى الفارق الكبير في أسعار الأخشاب إذ يبلغ اليوم سعر الكيلوغرام الواحد من الحطب 40 ليرة سورية - فيما لم يكن يتجاوز قبل عام 5 ليرات فقط.
وهو ما تؤكده المهندسة البيئية "ريمة سعيد" من أهالي المدينة واصفة ما يحصل بالكارثة البيئية ، وتقول "نحتاج إلى الانتظار 50 عاما أخرى لإعادة الغوطة إلى ماكانت عليه لو بدأنا الآن بتشجيرها.
وتستهجن "ريمة" حول حقيقة المفارقة في قطع الأشجار لغرض الربح، مشيرة إلى كونها أشجارا منتجة وأكثر فائدة مادية لو استثمرت ثمارها وهي حية، حيث تقول بأن سعر الكيلوغرام الواحد من زيت زيتونها يصل الآن إلى 1000 ليرة سورية بفارق خمسة أضعاف عما كان عليه قبل سنة فلماذا يتم اعدامها.
فيما يتساءل "أبو راغب" وهو أحد تجار الخشب بقوله ماهو البديل عن استخدام الأشجار كوقود، هل بقاء الشجر أهم من حياة البشر؟! وهل نقطع عن أطفالنا الدفء والطعام مقابل عدم قطعها؟!.
ويذكّر "أبو راغب" بسعر اسطوانة الغاز التي بلغت 5000 ليرة سورية مضيفا "إن بشار الأسد يبيدنا ويمنع عنا جميع سبل الحياة و ليس أمامنا سوى هذا الحطب".
وفيما يتعلق بقضية حماية تلك المزارع يحمّل الإعلامي "صالح عبد الرحمن" بعض المجموعات المسلحة غير المنضبطة مسؤولية ذلك مرجعا السبب إلى عدم وجود جهاز شرطة مجهز وقوي في المدينة يمكنه ضبط هذه الأمور.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعدامات ميدانية تطال أشجار الغوطة والأهالي يدقون ناقوس الخطر إعدامات ميدانية تطال أشجار الغوطة والأهالي يدقون ناقوس الخطر



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab