القاهرة ـ أكرم علي
كشف المتحدث العسكري العقيد أحمد علي، تفاصيل واقعة وفاة 4 من الشباب المصريّين في منطقة سانت كاترين، رافضا اتهام القوات المسلحة بالتّخاذل في تقديم المساعدة وأنّها لم تكن على علم بخريطة الرّحلة.
وأوضح المتحدّث العسكري، أنّ قسم شرطة سانت كاترين تلقّى إخطارا بتغيّب 8 مصريّين من رحلة سفاري في منطقة وادي جبال سانت كاترين ظهر الأحد.
وأوضح المتحدث في بيان صحافي، مساء الأربعاء، أنّ القوات المسلحة دفعت بثلاث دوريات لحرس الحدود بالتعاون مع البدو والمسؤولين عن الرحلة إلى الوادي، لتنفيذ أعمال البحث والإنقاذ مع إخطار القوات الجوية بتجهيز مروحية للمعاونة في أعمال البحث.
كما أشار إلى أن وادي الجبال له طبيعة جغرافية وعرة، وغير صالح لسير المركبات أو الدراجات البخارية، وتم دخوله سيراً على الأقدام باصطحاب عدد من الجمال، وبعد سير مسافة 7 كيلومترات في الوادي توقفت الجمال نظراً لإغلاق الوادي بكتل صخرية وعدم وجود أي طريق يصلح لسيرها عليه".
واستمرت الدوريات والبدو في أعمال البحث والتفتيش حتى تم العثور على 4 أفراد من المفقودين أحياء، وتم حملهم ونقلهم إلى المنطقة المتواجد بها الجمال لتلقيهم الإسعافات الطبية والإدارية اللازمة، وتم نقلهم بالجمال نظراً لإصابتهم بحالة إعياء شديدة حيث أبلغوا بوفاة 3 آخرين وفقد الرابع، وفي الساعة الرابعة عصرا بتوقيت القاهرة، أقلعت طائرة مروحية من مطار أبو رديس وهبطت في منطقة آمنة خارج الوادي
، والتقطت 2 من البدو للعمل كأدلة للمعاونة في أعمال البحث عن الأربعة الآخرين (المتوفين+المفقود)، ولم يستدل على أماكنهم نظراً لانخفاض الرؤية وتواجد الثلج الكثيف على الجبال والوديان ودخول الليل وحلول الظلام.
وأقلعت مروحية وألقت مؤناً إضافية للدوريات والأربع أفراد الذين تم العثور عليهم أحياء نظرا للبرودة الشديدة حيث وصلت درجة الحرارة داخل الوادي إلى 11 تحت الصفر، وأقلعت مروحية وهبطت في الوادي صباح الثلاثاء، لنقل الأفراد الأربعة إلى مطار سانت كاترين ثم نقلهم إلى المستشفى لعمل الرعاية اللازمة.
بالتزامن مع ما سبق، تحركت دوريات لحرس الحدود للبحث عن باقي الأفراد المفقودين، فتم العثور على ثلاثة أفراد من المفقودين متوفّين أعلى جبل مغطى بالثلوج وتم نقلهم بالنقالات، وتعاون رجال حرس الحدود مع البدو في حمل الجثامين على الأكتاف من أعلى الجبل إلى أسفل الوادي في ظروف جوية صعبة والتحرك لمسافة 3 كم على الأقدام حتى وصلوا إلى منطقة يصعب عبورها، نظراً لتواجد مناطق بها سيول في قاع الوادي وبلغ منسوب المياه قرابة متر واحد وعلى وشك التجمد مع عدم وجود منطقة قريبة صالحة لهبوط الطائرة، وكان هذا المكان على مسافة قرابة 2 كم من المنطقة التي سبق هبوط الطائرة بها.
وفي عصر الثلاثاء تم تنفيذ طلعة لطائرة مروحية لاستطلاع منطقة الوادي لالتقاط الجثامين، ولكن نظراً لصعوبة الرؤية داخل الوادي اضطرت الطائرة للعودة إلى مطار أبو رديس لإعادة الملء والاستعداد للإقلاع مرة أخرى.
وصباح الأربعاء، أقلعت مروحية من مطار أبو رديس إلى الوادي وهبطت في الوادي لنقل الجثامين إلى مطار سانت كاترين ثم نقلهم إلى المستشفى لعمل الإجراءات اللازمة لاستخراج تصاريح الدفن، وتم الدفع بدوريتين إضافيتين للمعاونة في أعمال البحث عن الفرد الرابع وهو محمد رمضان وبالتعاون مع البدو تم العثور عليه متوفياً أعلى الجبل وتم نقله إلى أرض الهبوط.
وتابع العقيد أحمد علي أنه في الساعة الواحدة ظهرا أقلعت مروحية وهبطت داخل الوادي لنقل الجثمان الرابع إلى مستشفى سانت كاترين لعمل اللازم واستخراج تصريح الدفن، وتم التصديق على طائرة لنقل الجثامين من مطار سانت كاترين إلى قاعدة ألماظة الجوية بعد انتهاء الإجراءات.
وشدد المتحدث أن القوات المسلحة ومركز البحث والإنقاذ التابع لها لم يتم إخطارهما بالرحلة من قبل الجهة القائمة على تنفيذ رحلة السفاري أو الأفراد القائمين به، وهو الأمر المفترض حدوثه قبل تنفيذ مثل تلك الأنشطة الخطرة لإجراء التنسيقات اللازمة مع مركز البحث والإنقاذ لتنسيق أسلوب التبليغ عند حدوث عارض معيّن ومعرفة المحددات والمحاذير المتعلقة في منطقة النشاط مثل (المناطق الخطرة التي يجب تفاديها، مناطق الانهيارات الصخرية، مجاري السيول والمناطق الصالحة للالتقاط عند حدوث طارئ، أسلوب الاتصال مع المركز وإشارات التبليغ، التنويه عن الظروف الجوية والنوات) تحرك عناصر القوات المسلحة من القوات الجوية وحرس الحدود وقصاصي الآثر جاء بمجرد تلقيها البلاغ بالحادثة، وكان ذلك بعد يومين من دخول الضحايا إلى وادي الجبال.
واستخدمت القوات على الفور الوسائل والإمكانيات المتاحة للتعامل مع الموقف والطبيعة الجغرافية لجبال سانت كاترين المذكورة لا تصلح مطلقاً لهبوط الطائرات خصوصا وأنها منطقة جبلية صخرية وعرة، وأي محاولات للهبوط عليها يعرض الطائرة وطاقمها لخطر جسيم، وبالتالي فشل عملية الإنقاذ. كما أن الظروف الجوية الصعبة بالوادي وانخفاض درجة الحرارة إلى تحت الصفر، والتي تسببت في تكوين الثلوج، فضلاً عن انعدام الرؤية في معظم أجزائه، شكلت تحديات كادت تفشل عملية الإنقاذ وتودي بحياة القائمين عليها، إلا أن إصرارهم على إتمام العملية ساهم في استكمالها بكل حرفية وفقاً للظروف المتاحة بتلك المنطقة الخطرة.
أرسل تعليقك