بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة
آخر تحديث GMT21:27:28
 عمان اليوم -

سجلت كميات الأسماك فيها تراجعًا متواصلاً

بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة

تراجع كمّيّات الأسماك يدفع الشّباب إلى العودة إلى اليابسة
 نيويورك ـ العرب  اليوم

 نيويورك ـ العرب  اليوم عاشت أجيال من الصيّادين الكمبودييّن في بلدات عائمة على تونلي ساب أكبر بحيرة للمياه العذبة في جنوب شرق آسيا إلا أنّ تراجع كمّيّات الأسماك يدفع الشّباب إلى العودة إلى اليابسة ما يهدّد نمط حياة تقليديّاً قديماً . وتبعد قرية شنورك ترو العائمة ثلاث ساعات عن العاصمة الكمبودية بنوم بنه، كما تعتبر أبرز معالم بحيرة تونلي ساب التي تصب في نهر ميكونغ، وفي هذه القرية مدرسة وطبيب أسنان وصالون لتزيين الشعر وعيادة طبية.
وكما الحال بالنسبة للعدد الأكبر من مئات آلاف القرويين الذين تتمحور حياتهم حول البحيرة، يعتاش سكان شنورك ترو من الصيد وتربية الأسماك، ولا يمكن تصور حياتهم خارج هذا الإطار.
ويؤكد الصياد سوك بونليم (62 عاما) أن "الحياة في البلدات العائمة أفضل بكثير"من أي مكان آخر.وبونليم مولود في هذه البلدة التي يستخدم سكانها، حتى باعة الخضار المتجولين، المراكب للتنقل أو السفن الصغيرة المزودة بمحرك، ويقول أحد الصيّادين ممسكا بشبكته "أحب العيش على البحيرة.بائعو الخضار يأتون إليّ، لسنا بحاجة للذهاب إلى السوق"، إلا أن عدد الأسماك يسجّل تراجعا متواصلا.
ويقول سوك بونليم "إذا ما تعيّن علينا الذهاب للعيش على البر الرئيسي، ماذا يسعني فعله؟ لا أعرف كيفية زراعة الأرز، لا أجيد أعمال الحراثة".
وتوفر بحيرة تونلي ساب وسيلة للاستمرار لأكثر من مليون شخص يعيشون على مقربة من البحيرة الكبرى التي تعد 149 صنفاً من الأسماك، بحسب اللجنة الإقليمية لنهر ميكونغ.
وبحسب هذه الهيئة الحكومية البينية التي تجمع كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام، بين موسمي الجفاف والأمطار، يتغير مظهر البحيرة بشكل كامل، إذ تزداد مساحتها من 3500 كلم مربع في أدنى مستوياتها (مع عمق قرابة 0,5 متر في نيسان/أبريل) إلى 14500 كلم مربع (حتى 9 أمتار من العمق بين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر).
وهذا التبدل الهائل في الحجم يحتم تنظيم انتقال هذه المساكن العائمة تماشيا مع مستوى المياه في البحيرة. لكن مع التراجع الكبير في كميات الأسماك في البحيرة، فإن عددا كبيرا من السكان يقررون المغادرة. ويقول يورنغ ساراث الصياد البالغ 25 عاما "لا أصطاد ما يكفي من السمك والمال لا يكفي"، مؤكدا تراجع كميات الأسماك التي يصطادها.
ويوضح هذا الشاب، الأب لولدين، "حين تكون الرياح هادئة، أصطاد ما يقارب الخمسة كيلوغرامات من الأسماك يوميا. عندما تكون الرياح عاصفة، أصطاد كيلوغراما واحدا فقط"، مؤكدا أنه يسعى إلى أن "يجرب حظه على اليابسة".
وغادر ما لا يقل عن 400 عائلة شنورك ترو خلال العامين الماضيين، أي ما يقارب 20 % من سكان البلدة، بحسب المسؤول عن هذه البلدة ساماريث فينغ. ويؤكد زعيم البلدة "أولادي يريدون العيش على اليابسة".
ويضيف "في الماضي كان هناك الكثير من الأسماك، الناس كان بإمكانهم أن يعتاشوا منها. لكن مخزونات الأسماك تتراجع. لو كنا على البر الرئيسي، لكان بإمكاننا زراعة الخضار لكن هنا، علينا شراء كل شيء".
ويشير سوك بونليم أيضا إلى أن "الأشخاص الأصغر سنّاً، كما الحال بالنسبة لولدي، يريدون العيش على اليابسة لأنهم تلقوا تعليما ويعرفون أمورا أكثر لذلك يطلبون المزيد".
وتوفر البحيرة ما بين 200 ألف و218 ألف طن من الأسماك سنويا، ما يمثل قرابة نصف الاسماك التي يتم اصطيادها في المياه العذبة في كمبوديا، بحسب تقديرات أوردتها اللجنة الإقليمية لنهر ميكونغ عام 2006.
ويعيد الناشطون البيئيون هذا الوضع خصوصا إلى ازدياد الكثافة السكانية وبناء السدود في نهر ميكونغ.
وفي محاولة لتغيير مسار الأمور، قامت الحكومة الكمبودية بحظر الصيد الصناعي على البحيرة، ما يمثل نصرا لصغار الصيادين.
إلا أن أنشطة الصيد غير القانوني والتي يتم أحيانا استخدام الكهرباء فيها، لا تزال تمثل مشكلة كبرى.
ويبدي مدير منظمة "فيشريز اكشن كواليشن تيم"أوم سوفات غير الحكومية في بنوم بنه قلقا حيال الوضع قائلا "نظرا إلى حجم التجاوزات لقانون الصيد اليوم، لا نتوقع عودة مخزونات الأسماك إلى معدلاتها الطبيعية".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 18:42 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 عمان اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab