نيويورك ـ العرب اليوم
يزيّن 4000 آلاف نوع من الزهور والنباتات والأشجار الحديقة الملكية في مدينة كاندي وسط سريلانكا، وتعرف الصحافيون الفلسطينيون الزائرون للجزيرة الاستوائية على أبرز أنواع النباتات والأشجار التي تكتسي بها سريلانكا، وترسم لوحة من الطبيعة الخلابة التي لا تنتهي، حتى في المناطق التي تعتبر جافة وحارة.
وذكر المرشدون الذين اصطحبوا الصحافيين في جولة للأشجار والنباتات التي تشتهر بها سريلانكا، وعلى رأسها الشاي وجوز الهند والأناس والببايا وغيرها من النباتات الطبيعية التي تنمو في أنحاء الجزيرة، أنّ سريلانكا هي الجزيرة الوحيدة التي ينمو فيها هذا العدد من النباتات في جنوب شرق آسيا، خصوصًا أنها الجزيرة الأكثر اعتدالاً في المناخ مقارنة بغيرها من الجزر المحيطة.
ولم تشبع أعين الوفد الفلسطيني الزائر من خضرة الشاي، حتى طالعت غابات المطاط، حيث يحتل محصول المطاط المرتبة الثانية في اقتصاد سريلانكا، فأشجاره تنتشر بكثافة في المنطقة الجنوبية من الجزيرة، وهناك قرابة ستمائة ألف فدان من الأرض مزروعة بأشجار المطاط.
وشاهد الوفد المزارعين وهم يجمعـون المادة البيضـاء التي تفرزهـا أشجـار المطاط، ويصبونها
في أوان مخصصة في الوقت الـذي يكون فيه الجو صحوًا، علمًا أن الأمطار الموسمية لا تنقطع.
وتنتج سريلانكا المطاط الناعم، وتقدر المساحـة المزروعة بأشجار المطاط بقرابة 794 هكتارًا، أما محصول جوز الهند وهـو من المحـاصيل التقليـدية التي ارتبطت بمنطقة شبـه القارة الهنديـة، وخصوصًا المنطقة الجنـوبية، فتحتل المرتبة الثالثة من مراتب الدخل القومي للبلاد، وأشجار جوز الهند نوعان، الأول يميل إلى الأحمر أو البرتقالي، وهو مخصص ليشرب الموجود بداخله، ويباع في الأسواق وعلى طرق السفر الرئيسيّة، أما النوع الثاني من جوز الهند، فهو الأخضر وهو الأهم، حيث يستعمل للطبخ ويستخرج منه الزيت الذي يستخدم في صناعات الزيوت النباتية، وصناعة بعض الأدوية، وفي الطب الشعبي.
والمتجول بين حقول سريلانكا يشتم روائح التوابل المختلفة أيضًا، وتعد سريلانكا، التي كانت تعرف بسيلان سابقًا، مركزًا للنشاط التجاري منذ أقدم العصـور لما اشتهرت بـه من إنتاج التوابل والأخشاب والجواهر، وكان العرب من أقدم الأمم التي لها علاقات تجارية مع سيلان، لذا اتخذوها موطنـًا لهم وأطلقوا عليها اسم سرنديب أو جزيـرة الياقوت.
توجه الوفد إلى مدينتي آليا ويالا لمشاهدة الشلالات المائية بعد أن غادر مدينة نوارليا التي تسمى انكلترا الصغيرة، وهي المصدر الأكبر للشاي السيلاني، وتعنى باللغة العربية مدينة الأنوار، وتبعد عن العاصمة كـولمبـو قرابة 160 كيلومتر، عبر طريق ضيق لا يتسع إلا لعربة واحدة وأخرى آتية.
وعند الاقتراب من نواراليا تقابلك سلسلة جبال كنوكلاس، وتعد من أجمل تلال آسيا على الإطلاق، حيث تمتاز بربيع إنكليزي على مدار العام، ومن هذه الارتفاعات تتكون الأنهار الستة وروافدها التي تجري في الجزيرة وأشهـرهـا مهاولي، وكلن، وكالونغي، ولوي كانغا، وتشتهر بفنادقها الجميلة وبيوتها المبنية وفق الهندسة المعمارية الإنكليزية، حتى أنه يطلق عليها إنكلترا الصغيرة.
ومن الروايات التي يتفاخر بها السريلانكيون، أنّ جزيرتهم مهد آدم عليه السلام، بعد خروجه من الجنة، حيث كانت أول أرض تطأها قدماه، ويقولون إنه أثناء خروجه من الجنة علقت في قدميه أوراق من شجر الجنة نبتت وترعرعت وانبتت من كل زوج بهيج حتى تحولت هذه الأرض إلى جنة خضراء، وما تزال قمة آدم الشهيرة في سريلانكا التي تعرف بـ"سري بادا" أي القدم المقدسة بسبب بصمة القدم في قمة الجبل، تستقطب العديد من الزوار.
أرسل تعليقك