دمشق ـ جورج الشامي
شهد عام 2013 إعلان المعارضة السورية، التي تشمل المجلس الوطني والائتلاف والحكومة الموقتة، أكثر من 27 منطقة منكوبة، بين مدينة ومحافظة ومخيم للنازحين. ويأتي عادة تسمية منطقة منكوبة في سورية لمناشدة العالم والمنظمات الدولية العمل على تحويل هذه المناطق إلى أمكان آمنة، تتمتع بالحماية الدولية، وبغية إرغام قوات الحكومة السوري على الانسحاب
منها، وهذه الدعوات غالبًا تأتي بعد ارتكاب قوات الحكومة والميليشيات التابعة له مجازرًا فيها. في البداية، أعلن عن مدينة حلفايا، شمال غربي حماة، مدينة منكوبة، بعد أن اقتحمها الشبيحة صباحًا، وحرقوا 40 % من بيوت ساكنيها، حيث أشار بيان الائتلاف السوري المعارض إلى أنَّ "تتدخل ميليشيات إيران، وحزب الله، إلى جانب قوات الأسد، في حملة شعواء على مدينة القصير، قام شبيحة الحكومة بإعدام 15 شخصاً ميدانياً، بالترافق مع حملة تدمير شامل وممنهج لمدينة حلفايا في ريف حماة، بعد حصار خانق وقصف شديد استمر قرابة أسبوعين".
وشهدت المحافظة الجنوبية درعا حربًا دموية بين الجيش "الحر"، وقوات الحكومة، المدعومة بميليشيات "حزب الله" اللبناني، حيث أعلن في هذا العام عن كل من مدينة الحارة وخربة غزالة و بلدة الكتيبة مناطق منكوبة، بعد أن هجر أبناء خربة غزالة والكتيبة، البالغ عددهم نحو 30 ألف، كما دمرت البنية التحتية في البلدتين، وحرق أكثر من 80% من المنازل، ترافق ذلك مع سرقة محتوياتها، وشهدت المنطقة معارك مستمرة لمدة 65 يوم، تناوب فيها الجيش "الحر" والحكومة على السيطرة الطريق الدولي دمشق ـ عمان، مرورًا بدرعا، وفي النهاية استطاعت الحكومة فرض سيطرتها على المنطقة، وبعد دخول قوات الحكومة إلى البيلدة وانتقامها من المواطنين، فخخت البيوت وفجرتها، حيث سوي بالأرض ما يقارب 90% من المنازل، وتعرضت المنطقة الشمالية لمحافظة درعا، وبالتحديد مدينة الحارة لأعنف المعارك، وعلى أثرها قصفت قوات الحكومة المدينة بالبراميل، وقتلت العشرات وهدمت مئات المنازل.
والعاصمة دمشق، كما كل المدن السورية، تعيش سوءًا في الأوضاع الإنسانية، ونقصًا حادًا بالمواد الغذائية والصحية، تزامنًا مع العمليات العسكرية، والمعارك المحتدمة بين الجيش "الحر"، والميليشيات الداعمة لقوات الحكومة، ونظرًا لهذه الظروف الصعبة صنفت منطقة جنوب العاصمة منطقة منكوبة.
وأعلن الائتلاف السوري عن أن كل من مناطق ببيلا وبيت سحم وعقربا والبويضة ونجهة والسيدة زينب وسبينة ومخيم اليرموك، الواقعة جنوب دمشق، مناطق منكوبة، إضافة لمدينتي معظمية الشام وداريا في الغوطة الغربية، مطالباً "الهيئات الأممية وسائر المنظمات الإنسانية والدول الصديقة للشعب السوري بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين، وتأمين إجلاء الجرحى، وإغاثة الآلاف من السكان والنازحين"، ومشدداً على "ضرورة فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة", وطالب المنظمات الدولية والإنسانية بتأمين ممرات إنسانية آمنة لإيصال مساعدات غذائية وطبية إلى المناطق المنكوبة في البلاد.
ولم يقتصر إعلان المدن المنكوبة من طرف المجلس الوطني والائتلاف والحكومة الموقتة على المناطق التي يرتكب الحكومة مجازر فيها، فقد أعلن عن المناطق الشمال السوري منطقة منكوبة بسبب البرد القارس، إثر المنخفض الجوي "أليكسا".
واعتبر رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة مناطق الشمال السوري وحماة ودير الزور ومخيمات النازحين "مناطق منكوبة"، بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة، ما أدت إلى وفاة أكثر من عشرين داخل البلاد، إضافة إلى اللاجئين في دول الجوار.
وناشد طعمة جميع الهيئات والمؤسسات الدولية والدول العربية تقديم مساعدات عاجلة إلى المحتاجين، حيث أنهى البرد القارس حياة أربعة أطفال حديثي الولادة، في مخيم جرابلس، في ريف حلب، وتوفي طفلان آخران في مخيم "أورفة1" في تركيا، جراء البرد مع استمرار انقطاع الكهرباء، كما توفيت سيدة مسنة في مخيم الجولان في إدلب إثر غمر الثلج لخيمتها. وفي محافظة حمص سجّلت الشبكة وفاة ثلاثة أطفال اثنان منهم في الحولة غرب حمص، وطفلة في حي الوعر، وتم تسجيل حالة وفاة لطفلة في مدينة "الحارة" في درعا.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أعلن عن أن رضيعًا وطفلاً توفيا، بسبب البرد القارس في حلب والرستن في ريف حمص، كما وذكرت تقارير أن لاجئين سوريين اثنين توفيا في لبنان بسبب البرد أيضًا.
أرسل تعليقك