وفاة السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر
آخر تحديث GMT14:44:24
 عمان اليوم -

وفاة السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر.

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - وفاة السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر.

موسى بن جعفر
مسقط - عمان اليوم

أعلنت سفارة سلطنة عمان في باريس وفاة السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر، أول مندوب للسلطنة لدى منظمة اليونسكو

وتقدمت السفارة السلطنة بخالص التعزية والمواساة إلى أسرة الفقيد السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر ومستشار سابق للسفارة في باريس، والذي توفي صباح اليوم في العاصمة الفرنسية باريس


ولد موسى بن جعفر بن حسن (أبو سالم)، في سنة 1950، ابناً لعائلة كان ربها جعفر بن حسن من التجار «اللواتية»، الذين يشكلون منذ القدم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع العماني، فيما كانت ربتها، سكينة بنت سالم، أماً حنوناً نصوحاً، ترعى شؤون بيتها وأولادها كغيرها من نساء ذلك الزمن

كغيره من أبناء جيله، درس أبو سالم المرحلة الابتدائية بالمدرسة «السعيدية» بمطرح، التي تم افتتاحها في نوفمبر عام 1959، في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وكان مقرها آنذاك في حارة الشمال، في بيت يملكه الحاج علي عبد اللطيف اللواتي، ويسمى ببيت المنذري، واشتملت الدراسة فيها على صفوف التمهيدي والأول والثاني الابتدائي. وفي العام الدراسي 1960/1961، انتقلت المدرسة إلى مقرها الجديد على الطريق البحري بمطرح، حيث تم إنشاء مبنى خاص بها مع سكن لمديرها، واكتملت بالمدرسة المرحلة الابتدائية بعد نشوئها بسنتين، وتخرج الفوج الأول فيها عام 1963، وقد قام بالتدريس فيها معلمون عمانيون وآخرون من الدول العربية (أنظر كتاب «نهضة التعليم في سلطنة عمان: لمحات عن ماضي التعليم في عمان» ــ وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب/ مسقط/1985)

من هذه المدرسة العريقة، التي كانت فرعاً لمدرسة حملت الاسم نفسه في مسقط منذ افتتاحها سنة 1940، تخرج أبو سالم، حاملاً الشهادة الابتدائية، ليبدأ بعدها مباشرة رحلة الهجرة إلى خارج بلاده، من أجل إكمال دراسته، على نحو ما كان يفعله كل أقرانه من العمانيين المتعطشين للعلم والمعرفة، ممن اضطروا للحصول على الشهادتين الإعدادية والثانوية من مدارس الدول الخليجية المجاورة، بسبب عدم وجود هاتين المرحلتين داخل السلطنة

وهكذا ارتحل موسى إلى دبي أولاً، وفيها نال الإعدادية من «مدرسة دبي»، ثم ارتحل إلى أبوظبي للالتحاق بمدرسة جابر بن حيان، التي أنهى فيها دراسته الثانوية في مطلع السبعينيات من القرن العشرين. ومن أبوظبي سافر إلى بيروت، التي شهد عصرها الذهبي ما بين عامي 1971 و1976، وتشبع من أجوائها الثقافية والفنية والأدبية، فيما كان يتابع دراسته في تخصص الجغرافيا بكلية الآداب التابعة لجامعة بيروت العربية، ويقيم في منطقة الحمراء مع صديق عمره رضا بن علي بن عبد اللطيف (شقيق سفير عمان الأسبق لدى بلاط السانت جيمس، حسين عبد اللطيف)، داخل شقة في بناية بطرس سماحة

أما لجهة سيرته المهنية، التي بدأت بمجرد إنهاء تحصيله الجامعي في سنة 1976، وحصوله على ليسانس الجغرافيا العامة، ومن ثمّ عودته إلى بلاده للمشاركة في نهضتها، فقد كانت باكورتها، توليه منصب مدير دائرة العلاقات الثقافية في وزارة التربية والتعليم، زمن وزيرها الأسبق الدكتور أحمد بن عبد الله الغزالي، علماً بأنه انتخب في العام نفسه للمرة الثانية رئيساً للنادي الأهلي بمطرح، كما انتخب في عام 1983 كأول أمين عام للنادي الجامعي بمسقط، والذي عـُدل اسمه إلى «النادي الثقافي»، بعد تأسيس جامعة السلطان قابوس سنة 1986

وما لبث أنْ حصل في عام 1982 على ترقية وظيفية، تمثلت في تعيينه مديراً عاماً للبعثات والعلاقات الخارجية بوزارة التربية والتعليم، وبهذه الصفة، شارك مذاك في جميع مؤتمرات اليونيسكو، ومكتب التربية الدولي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التابعة لجامعة الدول العربية، كما عين في هذه الفترة عضواً في مجلس الأمناء لكلية الخليج للتكنولوجيا بالبحرين

على أن الرجل لم يستمر في وظيفته الجديدة طويلاً، فبعد مرور عامين، نال ترقية أخرى مستحقة، تجسدت في نقله إلى باريس مندوباً دائماً لبلاده لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، قبل أن يصدر في عام 1991 مرسوم سلطاني، يقضي بمنحه لقب «سفير سلطنة عمان لدى اليونيسكو»

يمكننا القول إن انتقاله إلى العاصمة الفرنسية، شكّل منعطفاً مهماً في حياته، كيف لا، وهو العاشق للفنون والثقافة والجمال والآثار والمتاحف، وغير ذلك مما تكتنز به العاصمة الفرنسية. فهو لئن شرع يؤدي واجباته الوظيفية بتفانٍ وعشق، من خلال المؤسسة العالمية الأبرز في مجال التربية والتعليم والعلوم والثقافة والمشاريع التراثية والحضارية، فإنه من جهة أخرى، استثمر جزءاً من وقته في مواصلة تعليمه العالمي. وشاهدنا هو أنه في ما تبقى من سنوات الثمانينيات، ترأس وفد عمان إلى العديد من المؤتمرات، ومنها على سبيل المثال: المؤتمر الدولي لمحو الأمية (باريس 1985)، ومؤتمر اليونسكو العام (صوفيا 1985)، ومؤتمر التربية الدولي (جنيف 1988)، كما ترأس المجموعة العربية لدى اليونيسكو في عام 1986 (ظل كذلك حتى عام 2004)، وفي الوقت نفسه كان طالباً ملتحقاً بجامعة باريس الخامسة المعروفة بجامعة السربون القديمة (رينيه ديكارت)، التي درس بها دكتوراه المرحلة الثالثة، ثم دكتوراه الدولة، التي أنجزها في القانون في يوليو عام 1990، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، حيث كانت لجنة التحكيم مكونة من نائب رئيس الجامعة، وعميد كلية الحقوق فيها، البروفيسور بيار فيلارد، والبروفيسورة مدام جيفري أسبينوزي أستاذة القانون المقارن بالجامعة، والبروفيسور باسم الجسر أستاذ القانون بالجامعة اللبنانية، والمدير السابق لمعهد العالم العربي بباريس، والبروفيسور البشير المحجوب أستاذ العلوم بالجامعة التونسية

وتقديراً لإنجازه العلمي هذا الذي أدخله تاريخ بلاده، كأول فرانكفوني عماني، وأول عماني يحصل على درجة الدكتوراه من السوربون، معطوفاً على إنجازاته المهنية التي تمثلت في تكريس حضور سلطنة عمان في مشاريع وأعمال اليونيسكو الثقافية والتراثية والحضارية، وبناء علاقة تعاون والتزام متينة بين عمان واليونيسكو، منحته بلاده الدرجة الخاصة في الثالث من مارس سنة 2009، ثم صدر في التاسع من فبراير 2016، المرسوم السلطاني رقم 7 لسنة 2016، الذي قضى بتعيينه مستشاراً بوزارة الخارجية. وبهذه الصفة، ظل أبو سالم في باريس، يعمل مستشاراً لبلاده لدى منظمة اليونيسكو

من الجدير بالذكر، أنّ أبا سالم تولى العديد من المهام أثناء عمله في أروقة اليونيسكو، عززت من مكانته ومكانة بلده في هذه المنظمة الدولية من جهة، ورسخت علاقاته مع العديد من الشخصيات والرموز التربوية والعلمية والثقافية والدبلوماسية المنتمية إلى مختلف دول العالم من جهة أخرى. من هذه المهام: رئاسة المؤتمر العام لليونيسكو في دورته الثالثة والثلاثين في أكتوبر 2005، رئاسة لجنة المقر في اليونيسكو ما بين عامي 1989 و1991، رئاسة لجنة الترشيحات بالمؤتمر العام لليونيسكو ما بين عامي 1989 و1995، رئاسة اللجنة الإدارية والمالية في المجلس التنفيذي لليونيسكو سنة 1994، رئاسة لجنة المنظمات غير الحكومية في اليونيسكو ما بين عامي 1993 و1994، رئاسة مجموعة الـ 77 ما بين عامي 1992 و1993

قد يهمك أيضا:

دراسة لإنشاء مستشفى ميداني في مطار مسقط القديم لعلاج مرضى كورونا

الشرطة تستوقف امرأة لتهريب المخدرات عبر مطار مسقط

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر وفاة السفير الدكتور متقاعد موسى بن جعفر



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 عمان اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 05:24 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 19:02 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab