مسقط - عمان اليوم
تسببت الجائحة الأكثر تأثيراً وتعقيداً بالعالم بشلل في بعض القطاعات وبنسب متفاوته وأدى ذلك إلى إلحاق أضرار كبيرة بتلك القطاعات التجارية والإقتصادية والسياحية وغيرها من الأنشطة.
عالم الرياضة وبمختلف أنشطته ورياضاته وفعالياته كان ضمن تلك القطاعات التي تفاوت فيها نسبة الضرر ، حيث توقفت معظم السباقات العالمية كبطولة العالم للراليات وبطولة العالم للفورمولا واحد وبطولة الرالي الصحراوي الدولي ، وكذلك رالي الشرق الأوسط والأنشطة المحليه الأخرى في معظم الدول، فيما تم فتح بعض هذه الانشطة لممارستها ولو بشكل جزئي حسب القوانين التي وضعتها الاتحادات المحلية وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي للسيارات.
أضرار وتاثير التوقف شمل جميع الرياضات وعلى الشركات الممولة والراعية والمتسابقين والاتحادات المحلية ، حيث كانت معظم البطولات العالمية والمحلية مبرمجة لتقام على مدار العام ، ولكن مع دخول الجائحة بقوة أدى ذلك إلى أصدار قوانين وتشريعات تؤدي إلى إلزام تلك الجهات المنظمة بأخذ التدابير اللازمة لسلامة المنظمين والمتسابقين ومنها تطور الأمر إلى توقيف تام لتلك السباقات والفعاليات مع منتصف شهر مارس الماضي وإعادة فتح بعض الحلبات والانشطة وبالتدرج.
رياضة الراليات في السلطنة كانت من بين تلك الرياضات التي تأثرت سلباً خلال فترة الجائحة ، حيث توقف النشاط رسميا وتوقفت المشاركات سواء على المستوى المحلي أو المشاركات الخارجية بالنسبة للمتسابقين العمانيين بعد توقف بطولة رالي الشرق الأوسط والذي تم إقامة جولته الأولى في السلطنة في شهر فبراير الماضي.
وحول التأثير المباشر والغير مباشر لجائحة كرونا على رياضة الراليات المحلية أجرينا هذا التحقيق والذي تم التطرف فيه حول آراء المتسابقين خلال فترة التوقف الماضية وتطلعاتهم حول القادم من وقت وطموحات البعض بتطوير هذه الرياضة للأفضل وخاصة مع تولي صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد حقيبة وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وتحدث المتسابق الشاب عبدالله الرواحي والذي حل في المركز الثاني في أولى جولات رالي الشرق الأوسط هذا العام خلف القطري ناصر العطية في السباق الذي جرى على الأراضي العمانية وكذلك حصوله على المركز الأول في الجولة الأولى لرالي الأردن المحلي، حيث قال الرواحي " أن كرونا أثر بالفعل على الجميع وليس علينا فقط ، حيث تم وقف العديد من جولات الراليات في الشرق الاوسط هذا العام في قطر والاردن ، حيث كنت أمني النفس في االمشاركة في تلك الراليات خاصة وأنا أحتل المركز الثاني حالياً بالبطولة ومع زملاء عمانيون في فئات أخرى، والأن نصادف بعض التعقيدات في المشاركة القادمة وهي الجولة الأخيرة من رالي الشرق الأوسط بقبرص حيث الأجراءات صعبة هناك للدخول إلى أراضيها".
وأضاف " بعد دخولنا لرالي الاوسط هذا العام ستكون محطتنا القادمة بمشيئة الله البطولة الاوروبية للراليات ومن ثم سيكون توجهنا مختلفاً نحو بطولة العالم للراليات بفئاتها بالتدرج من دبليو ار سي 3 ومن ثم دبليو ار سي 2 إلى ان نصل إلى البطولة الأقوى في عالم الراليات دبليو ار سي 1 ، ولكن تبقى هذه كلها طموحات ولا يمكن الوصول إليها إلى إذا توفر الدعم المناسب للمشاركة الناجحة، ونحن جميعاً متفائلون بتعيين صاحب السمو السيد ذي يزن بن هثيم آل سعيد وزيراً للثقافة والرياضة والشباب كونه قريب جداً من أعمارنا ويتفهم متطلبات الرياضة والشاب والمتسابق أو الرياضي العماني ، كما نتمنى مشاهدة بطولات محلية أكثر ومتسابقين جدد كما كان سابقاً وهناك مواهب بحاجة إلى وقوف الشركات والجهات الراعية خلفهم ودعهم بكل الوسائل الممكنة ".
أما المتسابق حميد الوائلي فقد أكد بأن المتسابقين المحليين كانوا متحمسين جداً هذا العام للمشاركات وخاصة كانت هناك خطة للمشاركة في رالي قطر وغيرها من البطولات ، ونظراً لتوقف الراليات بسبب الجائحة فان المستويات الفنية نزلت عند بعض المتسابقين لان هذه الرياضة تتطلب ممارسة ولم يكن لدينا خيار للتدريب بسبب توقف كل الأنشطة ، وهذه الرياضة بحاجة إلى تدريب مستمر على السيارة لأكتساب التجانس المطلوب بين السائق والسيارة والملاح ،والرجوع للرياضة مرة أخرى بعد فترة التوقف الطويلة يتطلب أيضا صرف مبالغ إضافية حيث يجب فحص السيارة من جديد وصيانتها وتجربتها في أكثر من موقع ولعدة مرات حتى تكون صالحة للدخول في السباقات.
وأردف الوائلي قائلا " مع وصول السيد ذي يزن إلى ترأس كرسي وزارة للرياضة والشباب فإن هذا الأمر أعطى لنا كرياضيين شباب دفعة معنوية قوية لإبراز رياضة السيارات على المستوين المحلي والدولي كونه شاب ويسعى إلى إدارة فاعلة للرياضة في عمان ، ونحن نعاني من فترة طويلة من قلة الدعم لرياضة السيارات رغم أن الجمعية العمانية للسيارات كانت مساندة لنا في كل المحافل السابقة في راليات قطر والأردن، لكن قلة إمكانياتها هي الاخرى لم تسعفها لتقديم دعم كبير يليق بمستوى مشاركاتنا وخاصة الخارجية ، ونتمنى وجود حافز جديد للرياضيين حتى ندخل العام الجديد بحماس أقوى من السابق ونحرز نتائج مميزة ونخرج عن إطار الجولات في مسقط إلى جولات خارجها في المحافظات خاصة صلالة ".
من ناحية أخرى حول تأثير توقف أنشطة الرالي بسبب الجائحة ، فقد ذكر المتسابق محمد المزروعي بأن هناك جولة كان من المفترض إقامتها في شهر رمضان الماضي تم إلغائها بسبب كرونا ، ولكن هناك تأثيرات أخرى وخاصة على الشركات التي كانت تقوم برعاية ودعم جزئي لبعض المتسابقين ، حيث تسببت الجائحة بوقف تام لذلك الدعم ضمن تأثيرات الجائحة على إيراداتها وتوقفها عن دعم معظم الأنشطة الرياضية والإجتماعية وغيرها ، وخلال فترة كرونا وبديلا عن فعاليات الواقعية إتجهنا للمشاركة في منافسات الراليات الافتراضية الالكترونية أو عن بعد من المنازل.
وإستكمل المزروعي حديثه بأن البعض إستغل الفترة في تنمية لياقته البدنية دون الدخول في تجارب واقعية لقيادة السيارة بسبب تعاميم اللجنة المكلفة بالتعامل مع جائحة كرونا ، حيث قام عدد من السائقين بالتدريب على سيارة الرالي عبر جهاز المحاكاة خلال فترة التوقف أو فترة الغلق ، لكن ذلك لن يكون بمستوى أو مقاق سيارة الرالي الفعلية ، كما شاركنا عبر الجهاز الافتراضي في سباقات بين المتسابقين المحليين والخارجيين وأبطال الشرق الأوسط طوال فترة الغلق.
وقال المزروعي أيضاً " إستبشرنا خيراً بقرار تعيين صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم وزيراً للثقافة والرياضة والشباب و نعقد عليه آمال كثيرة منها إنشاء إتحاد خاص برياضة السيارات أسوة بباقي الدول الخليجية والعربية تسند له مهمة إدارة جميع المناشط الخاصة برياضة السيارات وتطويرها وتنمية مهارات السائقين الناشئين والتأكيد على تغطية مناسبة لكل الفعاليات إعلامياً ويخصص له الدعم المناسب لمشاركة مميزة للأبطال العمانيين محلياً وخارجياً ، وهذه الرياضة بحاجة إلى إتحاد قوي ينظم مختلف البطولات الخاصة برياضة السيارات كون أن السلطنة تشتهر بتواجد أفضل عناصر التنظيم وكذلك الحلبات والمراحل لمختلف أنواع السباقات الرياضية.
أما المتسابق فيصل الراشدي الذي يشارك منذ فترة طويلة في الراليات المحلية والخليجية ، فقد ذكر بأن التوقف يفقدك جزء من المهارة كونك بعيد عن الجلوس خلف مقود السيارة لفترة طويلة وهذه هي المرة الأولى التي نبتعد فيها عن ممارسة السباقات ، ولمن التعليمات تحتم علينا التوقف لمصلحة الجميع ، ويجب علينا إحترام القرارت ، ونتمنى مع وجود صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم على رئاسة وزارة الثقافة والرياضة والشباب تطوير قطاع رياضة السيارات نحو الأفضل في القادم من وقت ونتمنى زيادة عدد الجولات والفعاليات والدعم للمشاركة المناسبة.
كما سجل المتسابق زكريا العامري حضوراً في هذا الحديث حول تأثيرات الجائحة على رياضة السيارات والراليات بصفة خاصة ذاكراً أن التاثير كان يختلف من رياضة إلى أخرى وأن رياضة الراليات لم تتأثر بالنسبة له بذلك الشكل كوني كنت مشاركاً بالبطولة الافتراضية للرالي الإلكتروني ، وكانت الجائحة أيضا فرصة لصيانة وتصليح سيارتنا التي تاثرت بالرالي الدولي ، وكما باقي الرياضيين العمانيين فنحن على ثقة بأن مستقبل الرياضة أفضل بوجود صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم على قمة الهرم الرياضي ، ونطالب الجمعية بزيادة عدد البطولات الخاصة بالرالي ولدى الشباب العماني الطموح بالمشاركة في الراليات لكن قلة الدقم والتمويل يبعد المهتمين عن المشاركة .
ويذكر أن رياضة السيارات هي من الرياضات الفردية التي يعاني مشاركوها من قلة الدعم ويجب على السائق أو المتسابق البحث بنفسه عن الممول أو الداعم ، بعكس الرياضات الأخرى التي يعمل فيها فريق متكامل أو إدارة وعلى اللاعب أو الرياضي الإهتمام باللعب أو التركيز على اللعبة فقط داخل المستطيل أو الملاعب أو الصالات الأخرى ، بينما على السائق وخاصة المحلي البحث عن ممول له كي يتمكن من تخفيض التكاليف التي تقع على عاتقه نظير مشاركته بالسباقات.
قد يهمك ايضاً :
الكويت تعلن الحداد 40 يوما وتعطيل العمل الرسمي في البلاد
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد
أرسل تعليقك