وصل الرحال ماهر البرواني مؤخرا إلى أقصى نقطة في جنوب قارة إفريقيا وذلك خلال مغامرته الأخيرة بدراجته البخارية والتي انطلق فيها من العام 2014 واستمر على شكل متقطع ذهابا وإيابا حتى وصل إلى أقصة نقطة في القارة السمراء في العاشر من يناير الجاري، و بذلك يعتبر أول عماني يدخل قارة إفريقيا بصفه فردية بالدراجة النارية وبهذا الإنجاز يعتبر أنه سجل إنجازا جديدا يحسب له كأول عماني يصل إلى هذه النقطة بدراجته البخارية.. وقد تواصلنا معه ليحدثنا عن مغامرته وختامها وبعض من تفاصيلها.
وعن انطلاقته الحقيقية في هذه المغامرة قال البرواني: الإشكالية أن هذه الرحلة لم تكن في مرة واحدة، أي لما انطلق فيها من السلطنة حتى أصل إلى نقطة النهاية وإنما قطعتها على عدة مراحل فكنت في كل مرحلة أصل إلى بلد ما ثم أعود، وحينما تتاح الفرصة لي مرة ثانية أنطلق من نقطة النهاية السابقة لأستمر في نفس الخط، و لكن البداية الحقيقية لها منذ أن قررت أن أصل إلى نقطة النهاية هذه التي وصلت لها اليوم كانت في العام 2014م واستمرت المغامرة إلي تاريخ وصولي إلى أقصى نقطة في جنوب قارة إفريقيا وذلك يوم 10 يناير 2020 م.
وأوضح المغامر الشاب قائلا: بالطبع كنت أتمنى أن أقطع تلك المغامرة في رحلة واحدة ولكن كان صعبا بالنسبة لي خاصة من الناحية المادية حيث أنني أقوم بذلك على نفقتي الخاصة، و لذا فكما ذكرت كنت أضطر أن أرجع إلى السلطنة كي أعمل وأحصل على المبلغ المادي أو أبحث على الرعاية والدعم من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص لإكمال المغامرة، وهذا كان يأخذ مني في بعض الأحيان ما بين شهر إلى شهرين ثم أعود لأكمل المغامرة وهكذا استمريت في ذلك حتى حققت هدفي ووصلت إلى تلك النقطة لأسجل رقم قياسي جديد كأول عماني يصل إلى أقصى نقطة في جنوب قارة إفريقيا .
البحث عن الوجود العماني
وأشار البرواني إلى أن أول شيء كان يفعله كلما وصل إلى بلد جديد في القارة السمراء هو البحث عن وجود العمانيين الذين هاجروا من السلطنة في القرون الماضية حيث أنه وكما هو معروف أن هناك وجودا عماني قبل أكثر من ألف عام في العديد من البلدان الإفريقية التي وصلت لها السلطنة في ظل الامبراطورية العمانية والتي وصلت إلى زنجبار ورواندا وبورندي وغيرها، وكان يعمل لقاء معهم ، وأوضح ذلك قائلا: «الحمد لله لقد ساهمت في دعم الكثيرين من هؤلاء من قبل أصحاب الأيادي البيضاء في عمان وهذا العمل أعتبره من أفضل ما قمت به، حيث أنه نوع من الأعمال التطوعية الذي وجهنا وأوصانا به المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -.
وقال ماهر البرواني: إن بدايتي الحقيقية للمغامرات كانت في العام 2009 حيث زرت جميع دول الخليج العربي والأردن واستمر الشغف لأصل إلى أوروبا، حيث زرت معظم الدول الأوروبية حتى وصولي بريطانيا ثم وصلت إلى أقصى نقطة في غرب قارة أوروبا وتحديدا في البرتغال وتقريبا كان ذلك في نهاية 2013، ومن ثم وفي 2014 بدأت الدخول إلى قارة إفريقيا.. وأكد على أن مجموع ما زاره من دول على مدى تلك السنوات حتى وصل إلى جنوب أفريقيا يصل إلى 42 دولة ويرى أن المغامرة مستمرة حيث سيعود للسلطنة، ثم يعود مرة أخرى لينطلق بإتجاه شمال قارة إفريقيا.
الإنجازات التى حققها
وأشار إلى أن مغامرته رغم كل ما بها من صعوبات إلا أنه كان بها تكريمات ففي كثير من الفعاليات والأنشطة التي كان يمر عليها صدفة ومنها عالميا كان يتم استقباله حيث قال: لقد تم استقبالي من قبل اثنين من رؤساء الدول ونائب الرئيس الدولة ومسؤولين في معظم دول العالم، كما تم تكريمي من قبل وزير الدولة في السودان كأول عماني يدخل السودان بالدراجة، وكذلك فقد حصلت على لقب سفير السياحة من قبل وزراء السياحة في كل من جمهورية تنزانيا وجمهورية مالاوي.. وأشار أيضا إلا أن الطريف في الأمر أنه بجانب صعوبة وتحدي المغامرة كان يضيف لها تحديات أخرى وقد صعد أعلى قمة في قارة إفريقيا قمة كلمنجارو في تنزانيا ، وأيضا صعدت أعلى شلال يسمى شلالات توجيلا في قارة إفريقيا في جنوب إفريقيا.
أهداف الرحلة
وعن أهداف الرحلة قال البرواني: هدفت من وراء تلك الرحلة إلى عدد من الأهداف منها: الترويج للسلطنة ومقوماتها التاريخية والحضارية والسياحية، ونشر رسالة المحبة والسلام التي نشرها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - طيب الله ثراه-، والتوعية المرورية، وكذلك نشر فكرة العمل الخيري والأعمال التطوعية، كما، ويكون ذلك من خلال حديثي مع من ألتقي بهم حول تلك الموضوعات المختلفة. وكذلك من خلال القائي الكثير من المحاضرات في العديد من المدارس الحكومية والخاصة ببعض الدول التي أزورها وكذلك بحثي عن الوجود العماني خاصة وكما هو معروف أن هناك أثر عمماني في كثير من دول القارة مثل تنزانيا و زنجبار وراوندي و بوروندي وغيرها الكثير .
الصعوبات والتحديات
أما عن الصعوبات التي مر بها خلال تلك الرحلة فقال البرواني: قبل الانطلاقة وبسنة كاملة كانت هناك محاولات كثير مني للحصول على دعم لهذه الرحلة من الجهات الحكومية والخاصه ولكن لم أجد تجاوبا، فقط تلقيت الاعتذارات، ولكن وبعد ثمانية أشهر من الانطلاقة ووصولي إلى تاسع دولة وهي تنزانيا وافقت شركة تنمية نفط عمان PDO على دعم ماديا مما ساهم نسبيا في الرحلة وعند وصولي إلى موزمبيق ساهمت وزارة الشؤون الرياضية بدعم مادي سوف ساعدني حتى الوصول إلى جنوب أفريقيا وأشكرهم جزيل الشكر للمساهمة الجزئية في الرحلة. ولكن أتمنى أن أجد الدعم من الجهات الأخرى لأكمال هذا الإنجاز، فالرحلة ما زالت قائمة وباقي كثير من الدول.
وعن التحديات التي واجهها قال: واجهت الكثير ومنها: التعامل مع مختلف الجنسيات الثقافات والشخصيات، وكذلك الإجراءات الحكومية من ناحية التأشيرات وعبور الحدود والنقاط الأمنية المشددة ، ووعورة بعض الطرق، حيث وقعت لي أعطال ميكانيكية وكهربائية وهذه الأعطال تكلفني الكثير من المال وهي إحدى مسببات تأخير الرحلة، وكذلك الظروف المناخية والتضاريس في بعض الدول، كما أنني أجد صعوبة في الحصول على التأشيرات من بعض الدول، وكذلك العراقيل والتأخير في الحدود، وقد كان أخر حادث معي في الحدود ما بين موزمبيق وزامبيا، حيث أبقتني السلطات الزامبية لمدة 9 أيام ولم يعطوني الموافقة والحصول على التأشيرة مع أني دفعت مبلغها حسب الإجراءات وهو 50 دولارا عن طريق الخدمة الإلكترونية، وبعد ذلك أضطررت لمخاطبة سعادة مبارك الزكواني، السفير العماني المعتمد لدى جنوب أفريقيا، فخاطب سعادته الجهات الحكومية في زامبيا فوافقوا على استخراج التأشيرة بشرط أن أدفع الرسوم وهي 50 دولار لمعاملة جديدة.
قرى نائية
وقال:عشت في ظروف جدا صعبة في قرى نائية ولا يتوفر فيها مار نظيف مما أضطرني أن أشرب من الماء الذي يجمعوه من الأمطار وأماكن كثيره لا توجد كهرباء بشكل عام البيئة غير مناسبة للعيش.. وعطفت للقبائل الذين يعيشون في تلك الظروف، كما أنني ساهمت بالتبرع في دار الايتام والفقراء في مختلف الدول. وكونت علاقات واسعة مع جميع الدول وتركت بصمه عمانية .
وفي الختام قال: جزيل الشكر والتقدير لجميع الداعمين والمساهمين ماديا ولوجستيا داخل وخارج السلطنة، ومن الداعمين زوجتي كأول الداعمين وأهلي وأصحابي داخل وخارج السلطنة، وكذلك الشكر لشركة تنمية نفط عمان ووزارة الشؤون الرياضية ووزارة الخارجية داعمين ماديا ولوجستيا للرحلة وأيضا شكر خاص لجريدة الشبيبة على التغطية ومتابعة المغامرة منذ البداية .
قد يهمك أيضا:
الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي يستقبل مديري الجهات الحكومية بجدة
أرسل تعليقك