كشف البروفيسور الدكتور أحمد محمد رضا استشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى العربي التخصصي أنَّ الإصابة بفيروس كورونا من المُمكن أن تسبب التهابًا في ملتحمة العين، يعرف بظاهرة "العين الوردية"، لكنه استدرك قائلاً إنه "أمر غير شائع الحدوث"، موضحًا أنَّ التهاب الملتحمة من الممكن أن تكون له أسباب أخرى غير فيروس "كورونا" كالعدوى البكتيرية، أو حساسية العين، وهذا يخضع للفحص الطبي.
وقال -في حديث خاص مع "الرؤية"- إنَّ العدوى بفيروس "كوفيد 19" يُمكن أن تحدث من خلال العين تمامًا كما تحدث من خلال الفم أو الأنف؛ وذلك إما عن طريق دخول الرذاذ المُتطاير من عطاس أو سعال شخص مصاب إلى العين، أو عن طريق ملامسة شيء يحتوي على الفيروس، ثم ملامسة العين. مشيرًا إلى أنَّ احتقان واحمرار العينين، والشعور بوجود جسم غريب وحكة بالعينين، ونزول الدموع بكثرة من العينين، هي أبرز الأعراض الملازمة لذلك.
وفنَّد البرفيسور استشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى العربي التخصصي، عددًا من الإشكالات المغلوطة لدى البعض والمتعلقة بأمراض العين ومشاكل الإبصار، كتأثير نظارات الوجه أو العدسات اللاصقة على سلامة العين؛ إذ أكد أنَّ النظارات لا تُحسِّن النظر أو تضعفه؛ وإنما هي مجرد وسيلة تجعل المصاب بإحدى المشكلات المستدعية لارتدائها يرى بشكل جيد فقط، بل إنّ النظارات بالنسبة للمصابين في الفئة العمرية 18 سنة فأعلى وتحديداً حتى سن الأربعين، تجعل العين في حالة نشاط مما يُؤمِّن صحة وسلامة العينين. كما لفت إلى أنَّ عمليات تصحيح الإبصار ليستْ إجبارية، وإنما تخضع لرغبة المريض، بيد أنَّه في حالات العيوب الخلقية وتجنبًا لتلف القرنية قد يتخذ الطبيب القرار بإجراء عملية تصحيح البصر. وعن مأمونية العدسات اللاصقة، أوضح د. رضا أنها تعتمد على لون العدسات، ووقت الاستخدام، ونظافة العين، ونظافة العدسة، إضافة للأجواء المحيطة بالشخص الذي يرتدي العدسة.
وعرَّج البروفيسور أحمد رضا إلى أنَّ مشاكل الإبصار، وأمراض العين، تنحصر في عدة أشكال؛ أبرزها: عيوب الحالة الانكسارية للعين، والتي تسبب إما طول النظر، أو قصر النظر، أو الاستجماتيزوم. إضافة لعتمات المجال البصري من القرنية وحتى الشبكية، كأن يُعاني المريض من وجود سحابة على القرنية، أو نزول أبيض، أو نزيف في الجسم الزجاجي، أو نزيف في الشبكية. فضلاً عن مشاكل الشبكية؛ سواء كانت خلقية أي يولد بها الإنسان، أو مُكتسبة كعرض لأمراض السكري والنزيف الداخلي وضغط الدم المرتفع والذي يؤثر سلبًا على عصب العين. كما قد يعد العامل النفسي واحدًا من مُسببات مشاكل الإبصار.
أما أكثر هذه الأمراض شيوعاً في السلطنة، فقال د. رضا: إنَّ قصر النظر هو الأكثر شيوعا في عُمان؛ ويتم التعامل معه من خلال الفحص، ومن ثم أخذ القياسات لمعرفة مُعدلات الضعف، وأحيانا نستقبل حالات كثيرة تعاني قصرًا في النظر دون أن يعلم المريض أنَّ نظره ضعيف، وأحياناً تكون هذه الحالات أصعبها؛ إذ يؤثر قصر النظر على كسل العين، والذي قد يكون إما ضعيفا أو كسلا عميقا يصعب التعافي منه، وهو ما يستدعي تعزيز مستويات التوعية بضرورة المراجعة الدورية لطبيب العيون. أما عن علاجات قصر النظر؛ فقال: إنَّ العلاج دائما يكون النظارة للمرضى الأقل من 40 سنة أو العدسات اللاصقة، أو حتى عمليات علاجات تصحيح عيوب الإبصار (الليزك)، والتي تكون ضرورية بعد سن الأربعين نظرًا لتغيُّر عضلة تكيف العين في هذه السن.
وحول "طول النظر" كإحدى مشكلات الإبصار الأقل انتشارًا في السلطنة، قال استشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى العربي التخصصي: إنّ طول النظر دائمًا ما يكون مع العيون الأصغر حَجمًا؛ وذلك عائد بشكل أساسي لنتيجة تطورات نمو العين، والذي أحيانا يكون إما خلقيًّا أو وراثيًّا، مبيناً أن أعراض طول النظر في العادة تبدأ بعد سن الثلاثين؛ حيث تظل عين الإنسان طوال هذه السنوات في حالة إجهاد لأنَّ عضلات تكيُّف العين يكون مجهودها أكبر وقدرتها على العمل أكبر، ومن ثمَّ بعد الثلاثين تبدأ تضعف ومن ثم تظهر الأعراض. وأشار إلى أن نفس طريقة التشخيص والعلاج المتبعة في "قصر النظر" تكون نفسها في "طول النظر"، مع اختلاف وحيد يتمثل في ضرورة استخدام قطرة تريح عضلات العين خلال الفحص، والتي تساعد على تحديد القياسات الحقيقية التي يحتاجها المريض. كما أنَّ تطورات "طول النظر" الصحية قد تصل لمرحلة أخطر -لا قدر الله- تتمثل في "النزول الأسود" وذلك نتيجة ارتفاع ضغط العين.
وتطرق د. رضا إلى عدد من مشاكل الإبصار الأخرى، والتي ذكر منها سحابة القرنية والتي دائماً ما يكون علاجها بزراعة قرنية جديدة، وكذلك عتمة العدسة البلورية أو ما يُعرف بالنزول الأبيض وهذه يتم التعامل معها بتغيير العدسة، وحالات أخرى كنزيف الجسم الزجاجي وهذا لا يحتاج إلى تدخلات جراحية. وشدَّد استشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى العربي التخصصي إلى أنَّ أخطر المشاكل الصحية للعين هي تلك المتعلقة بالشبكية والأعصاب، خصوصاً وأنه لا يمكن حتى التدخل الجراحي لتغيير عصب، وإنما يبقى العلاج مجرد أدوية تعمل على تقليل الأعراض قدر الإمكان.
وحول مشاكل الإبصار عند الأطفال، قال البروفيسور الدكتور أحمد محمد رضا: إنَّ تَكَوُّن العين يبدأ طبيعيًا مع مراحل النمو الأولى للإنسان؛ ويبدأ نمو العين تحديدا من الشهور الأخيرة في الحمل؛ لذا يتوجب على كل أم الحفاظ على صحتها والتعامل الطبي الفوري مع أعراض الحمى أو أخذ الحيطة عند تناول بعض الأدوية التي قد يكون لها آثار سلبية على صحة الجنين.. وبعد الولادة، وحتى الفترة (من الشهر الثاني إلى السادس) من عمر الطفل تكون عملية الرؤية غير مكتملة، ثم بعد ذلك يكتمل نمو المستقبلات العصبية ويبدأ الطفل في رؤية الأشياء من حوله. بينما عن مشاكل الإبصار لدى الأطفال، فأوضح د. رضا: أنَّ الجيل الجديد الأكثر استخدامًا للأجهزة الإلكترونية، يعاني أكثر من الأجيال السابقة مشاكل عديدة في العين، خصوصا وأنَّ التقينات الحديثة وانجذاب الأطفال لها يسهم في سرعة ظهور أعراض مشاكل الإبصار، نتيجة المجهود المضاف للعين وعضلات التكيَّف نتيجة الاستخدام لفترات طويلة؛ فيحدث أن تتيبس عضلة التكيُّف، وأحيانا يحدث جفاف للعين نتيجة التركيز وبالتالي إبقاء جفن العين مفتوحًا، ناهيك عن فرص ظهور الحوَل، والمشكلات الصحية الأخرى كآلام الرقبة واليدين. مطالباً بضرورة إجراء فحوصات عين إلزامية للأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة، مع تنظيم عملية استخدام الأجهزة، بحيث تكون على أقصى تقدير لمدة ساعة متواصلة، ومن ثم الطلب من الطفل إغلاق عينه لمدة 10 دقائق قبل مواصلة استخدام الأجهزة الإلكترونية مرة أخرى.
واختتم البروفيسور الدكتور أحمد محمد رضا استشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى العربي التخصصي، ببروتوكول وقاية من مشاكل الإبصار لدى فئات المجتمع المختلفة، بالتأكيد على الفحص الإلزامي المبكر وتحديدا عند سن المدرسة، ومرة أخرى عند سن الجامعة (فترة المُراهقة)، ووضع جدول دوري لزيارة الطبيب، وعدم التردد في أخذ الاستشارة فور ظهور أي مشاكل صحية كحساسية العين أو دعك العين أو الحرقان أو الجفاف..وغيرها. والمتابعة الدورية لأصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، إضافة لفحص إلزامي آخر عند سن الأربعين. إضافة إلى المواظبة على تناول الغذاء الصحي وتحديدا الثمار التي تحتوي على فيتاميات أ، وب1، وب6، وب12، وفيتامين د، وتجنب التدخين والكحوليات نهائيا لتأثيراتها السلبية على العين بشكل مُباشر.
يشار إلى أنَّ البروفيسور الدكتور أحمد محمد رضا هو طبيب، وأستاذ طب وجراحة العيون بجامعة عين شمس المصرية، وكلية الجراحين الملكية في جلاسكو بالمملكة المتحدة، وممتحن في زمالة كلية الجراحين البريطانية، واستشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى العربي التخصصي بمسقط، وقد باشر وأشرف على أكثر من 30 ألف عملية تصحيح بصر خلال مسيرته المهنية.
قد يهمك ايضاً
وزير الصحة العُماني رئيسًا لمؤسسة الصحة الوقفية
عُمان تشارك العالم الاحتفال بـ"أسبوع الرضاعة الطبيعية".
أرسل تعليقك