مسقط - عمان اليوم
لفتت انتباهي وأنا أتابع تطبيق التواصل الاجتماعي (تويتر)، تغريدة لأحد النشطاء العرب، طرح خلالها موضوعا بالغ الأهمية ويستدعي الوقوف عليه لمعرفة تفاصيله وأسبابه، حيث تساءل (المغرد) بتعجب، بعد ملاحظته عزوف الناس وقلة المراجعين للمؤسسات الصحية في (زمن كورونا)، حول الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، وهل للحجر المنزلي وأكل البيت الصحي دور في ذلك؟ مختتما تغريدته بالقول: إن هذه الظاهرة تستحق الدراسة.
بدورنا وجهنا السؤال إلى الدكتور محمد بن سليمان الغافري، أخصائي طب أسرة ومجتمع، ورئيس مركز بركاء الصحي، حول هذا الموضوع، حيث قال: “بعد تفشي جائحة كوفيد19، لاحظ الجميع أن هنالك انخفاضاً ملموساً في عدد مرتادي المراكز الصحية والمستشفيات على مستوى العالم، وقد وصل هذا الانخفاض إلى 60% في أغلب الأحيان، وهو نفس الوضع الذي تمت ملاحظته في السلطنة”.
الخوف والوساوس
ويكمل الدكتور محمد متسائلا: “فأين اختفى أغلب مرضانا بشكلٍ مفاجئ ؟ وهل فعلاً اختفت كل الأمراض خجلاً بعد ظهور المستبد كورونا ؟! أم أن هنالك خفايا وأسرارا وراء هذه الملاحظة؟”
ويجيب: “أصبح من المسلمات أن انتشار الجوائح يرافقه ارتفاع في معدلات الخوف والقلق والتوتر والوساوس القهرية، هذه الآثار النفسية التي يتركها انتشار الفيروس، قد تكون أحد العوائق الحقيقية من تجنب زيارة المؤسسات الصحية لدى البعض. فهاجس الخوف من التقاط المرض من أرض المعركة (المؤسسات الصحية) بات يسيطر على تفكير عدد كبير من مرتادي هذه الخدمات… أضف إلى ذلك أن المسؤولين عن إدارة النظم الصحية في البلد أعطوا توجيهاتهم الاستباقية إلى تأجيل أغلب المواعيد الروتينية والعمليات الغير مستعجلة، فتم تأجيل الفحوصات الدورية، كفحوصات ما فوق الأربعين وفحوصات ما قبل الزواج وغيرها من الفحوصات، هذه الفحوصات وإن كانت ضرورية إلا أن الحفاظ على سلامة الجميع يتقدم سلم الأولويات” .
استخدام التقنية
وبين الغافري، “أن هذه الأزمة أدت إلى زيادة استخدام التقنية والتواصل عن بعد بين الكادر الطبي وبعض المرضى، فتم استخدام الاستشارات الهاتفية السريعة وخدمة التواصل عبر الواتساب وكذلك المعاينة السريعة، ولا شك أن هذه الزيادة ستؤثر بطريقة ما على معدل زيارة المؤسسات الصحية . “.
ويكمل: “لقد تسبب هذا الوباء في إحداث شللٍ بالغ على كثير من مرافق الحياة، فالحركة المرورية أصبحت شبه مشلولة، وهذا الأمر رافقه انخفاض ملموس في عدد الحوادث المرورية والإصابات المتعلقة بها” .
تجنب المخالطة
وأكد د. محمد على أن “الالتزام بالتباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل يساهم بشكل أو بآخر في تجنب مخالطة المرضى الذين يعانون من أمراض معدية أخرى، وهذا الأمر يساهم كذلك في تقليل انتشار الأمراض المعدية بشكل عام ويؤدي إلى خفض معدلات التردد على المؤسسات الصحية… كذلك فإن من الملاحظ لدى البعض – ونحن بحاجة إلى إجراء بحث علمي رصين لتأكيد سلامة هذه الملاحظات – أن معدل زيارة المؤسسات الصحية ينخفض بشكل ملحوظ في إجازة نهاية الأسبوع وأيام الأعياد وفي شهر رمضان وكافة المناسبات العامة وكذلك في الأيام الأولى من (نزول الراتب)!”، متسائلا، هل يلعب الجانب النفسي وراحة البال دوراً في هذا الأمر؟ .
كما أشار الغافري إلى اختفاء فئة المتمارضين، حيث يقول: “لا يخفى على الجميع أن هنالك فئة من الناس، لا تخشى الله ولا تتورع عن خيانة الأمانة، فتسعى إلى المؤسسات الصحية بحثاً عن إجازة مرضية! هؤلاء ليسوا بالقلة! فهم يختلقون الأعراض ويتمارضون بحجج واهية. إن هذه الفئة غابت واختفت تماماً بعدما تم تعطيل أغلب الأعمال والوظائف وتم تقليل عدد الموظفين في بعضها”.
أكل المنزل
وحول دور إعداد الأكل في المنزل على صحة الناس، يقول الأخصائي في طب الأسرة والمجتمع : إن البعض قد يبررُ انخفاض زيارة المؤسسات الصحية بسبب الأكل الصحي أثناء فترة الحجر المنزلي، ومما لا شك فيه أن تناول المأكولات الصحية تلعب دوراً بارزا في رفع مناعة الجسم وتحسين الصحة بشكل عامٍ، إلا أن هذا الأمر لا تظهر نتائجه – في الغالب- بين ليلةٍ وضحاها، وإنما تتطلب فترات طويلة”، ويكمل: “لكن يجب علينا التركيز على أهمية تناول المأكولات المعدة في المنزل وذلك لضمان جودة إعدادها ومستوى نظافتها” .
قد يهمك أيضا:
الوفيات اليومية جراء كورونا تعاود الارتفاع وعدد المتعافين يتجاوز الـ150 ألفا في روسيا
أرسل تعليقك