يعد المهندس بحري ماجد بن سالم السيابي أحد الشباب العُمانيين الذي شقّ طريقه الوظيفي وسط البحار والمحيطات من خلال التحاقه بالعمل ضابطا في الهندسة البحرية على متن إحدى ناقلات النفط العملاقة التابعة للشركة العمانية للنقل البحري والذي قام بعدد من الرحلات البحرية حول العالم امتدت قرابة 7 أشهر من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.
وفي حديث خاص لوكالة الأنباء العُمانية يتحدث ماجد السيابي عن تفاصيل عمله في المجال البحري قائلًا: في شهر يونيو من عام 2018م كانت أول رحلة لي في مسيرتي المهنية حيث التحقت بناقلة النفط العملاقة /سيفة/ من ميناء /لونج بيتش/ في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بعد قبولي في برنامج الابتعاث الذي نظمته الشركة العُمانية للنقل البحري عقب اجتيازي الاختبارات والمقابلات حول هذا النظام من البعثات في عام 2014م.
وأضاف أن البرنامج اشتمل على الدراسة الجامعية في تخصص العلوم البحرية والذي تضمن كذلك التدريب العملي على متن إحدى السفن التابعة للشركة إلى ما يقرب من 8 أشهر كل عام ولمدة ثلاث سنوات مبينًا أن التدريب كان له الأثر الكبير في صقل المهارات الفنية والتعرف على الأنظمة والمحركات والآلات وكيفية نظام تشغيل السفن وصيانتها.
ولقد حصلت على متطلبات الحصول على شهادة الكفاءة البحرية في الهندسة من وكالة الملاحة وخفر السواحل البريطانية /MCA/ في مدينة نيوكاسل في إنجلترا.
وعن مجال عمله الذي قد يعدُّه البعض شاقًّا يقول السيابي: إن المجال اللوجستي في السلطنة يشهد تطوّرًا كبيرًا في جميع المجالات منها النقل البحري، وبهذا فأنا أفتخر بانضمامي للعمل في هذا المجال وطموحي أن أكون أحد رواد هذا المجال وصناعه من خلال العمل على متن السفن العملاقة التابعة للشركة مؤكدًا على أهمية تطوير النقل البحري فهو أحد ركائز حركة الصادرات والواردات للقطاع التجاري بين دول العالم.
وحول إجراءات التنقل بين موانئ دول العالم يضيف قائلا: إن الأمر يتطلب
الحصول على جواز سفر بحري صادر من وزارة النقل والاتصالات وتقنية
المعلومات في السلطنة ممثلة في الشؤون البحرية بعد استيفاء شروط
الحصول عليه حيث يعد وثيقة مهمة تتيح لحاملها دخول دول وموانئ عديدة
حول العالم دون الحاجة إلى التأشيرات الاعتيادية حسب الاتفاقيات المبرمة
في هذا المجال ويتم فيه تسجيل بيانات السفن ومدة البقاء فيها لحامل هذا
الجواز.
وعن أطول رحلة بحرية قام بها ماجد السيابي يقول: إن أطول رحلة بحرية
قمت بها حتى الآن امتدت سبعة أشهر قطعت فيها عددا من المحيطات
لتكون بمنزلة رحلة حول العالم من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، أبحرنا
خلالها في المحيط الهادي والأطلسي والهندي حيث بدأنا من ولاية كاليفورنيا
الأمريكية ومنها عن طريق المحيط الهادي ومن ثم الأطلسي إلى أمريكا
الجنوبية في ميناء /لا بالوما/ بالأوروغواي، وبعدها إلى أقصى الشرق
الآسيوي مروراً برأس الرجاء الصالح والمحيط الهندي إلى سنغافورة
والصين ومنها رجوعًا إلى أفريقيا في أنجولا وختاماً مرة أخرى بسنغافورة.
وعن التحديات والصعوبات خلال فترة العمل على متن السفن يضيف قائلا:
تُعرف عن الترحال بين أمواج البحر الشدة والقساوة سواء من خلال الطقس
وتقلباته أو من خلال المدة الزمنية للرحلة البحرية إضافة إلى التأقلم مع
طاقم السفينة التي نعمل فيها لتوفير بيئة عمل آمنة ومنتجة حتى وإن اختلفت
الجنسيات والثقافات.
وأشار إلى أن جائحة /كوفيد 19/ شكّلت تحديًا جديدًا لنا وهو بمنزلة اختبار
لهذه التحديات والصعوبات والبُعد عن العائلة لأشهر طويلة، والسفر إلى
آلاف الكيلومترات للوصول إلى السفن أو العودة إلى الوطن، مع تشديد
بعض الإجراءات من قبل بعض الدول حول السفر وهذا ما يدفع البعض إلى
المكوث مدة أطول على متن سفينته لحين الحصول على تصاريح وتأشيرات
السفر.
ويختتم ماجد السيابي حديثه بالطموح الذي يعد أهم حوافز تحقيق الإنجازات
في العمل ويقول: إن الإنسان بطبيعته توّاقٌ نحو المزيد والوصول إلى
الأفضل بكل جد واجتهاد، ولأننا شباب عمانيون فنحن نتسم بالطموح
الوظيفي، ولهذا لدي طموح نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في عملي إلى
جانب تطوير خبرتي في مجال هندسة النقل البحري.
أرسل تعليقك