روى أطباء قصصهم مع المدمنين وكفاحهم من أجل محاولة حفظ القرآن الكريم والعمل على إيصاله للمدمنين لعله يكون عوناً لهم على الطاعة.
في البداية يقول الدكتور صلاح الشيخ السماني أحد منسوبي مستشفى الأمل وأحد الآمال التي أشرقت وغيرت حياة المدمنين فعمله بالمستشفى أخصائياً نفسياً كان له الدور الكبير في شفاء العديد من النزلاء، بل إن عمله وتفانيه في أداء رسالته السامية امتد إلى خارج المستشفى وذلك لنشره العديد من الأبحاث في عدد من المجلات العالمية الطبية المتخصصة وهذه الأبحاث تناقش مجال الإدمان وطريق التخلص من الانتكاسة.
وأضاف أن أحد المدمنين ويدعى معتوق وهو مدمن سابق وكان أحد النزلاء الذين أشرفت على علاجهم ولكنه بعد علاجه وحفظه للقرآن الكريم أشرف شخصياً على حفظي لكتاب الله فانظر كيف أن القرآن يغير من سلوك النزلاء إيجاباً، فقد تحول معتوق من حالة يشرف عليها الدكتور صلاح إلى معلم له يتابع حفظه للقرآن. وأضاف السماني: الحمد لله الذي وفقني لحفظ كتابه في عام واحد فقط وهذا بتوفيق الله وبدعم حلقات التحفيظ في خيركم.
بدوره يقول الدكتور عدنان عمر الحبشي "25 عاماً" من أبناء مركز ابن المبارك المسائي والحاصل على المركز الأول بجدارة إنه بدأ في حضور الحلقات بداية المرحلة الثانوية العامة وكان هناك خوف من الأهل وتوجس من حضور الحلقات ربما يكون على حساب تفوقه في دراسته، لكنه كان يحفظ الصفحات المطلوبة من القرآن خفية، وكان هذا تحدياً بينه وبين نفسه وفي الصف الثاني ثانوي حقق نسبة 100% في الصف وقام بإعطاء أهله تلك الشهادة وأبدوا ارتياحهم لذلك.
ويضيف: في أثناء دراستي الجامعية كنت أراجع أسئلة معينة في المنهج بحكم كثافته، ومن توفيق الله لي أن الاختبار كان يأتي من الدروس التي أراجعها، فكنت أرى أثر بركة حفظ القرآن أمام عيني وأنا أرى أن التحفيظ كان سبباً في تفوقي، ليس في الحلقات وحسب بل امتد إلى الجامعة وما بعدها.
أما الأستاذ المشارك ورئيس قسم الجراحة العامة بكلية ابن سينا بجدة الدكتور محمد السيد اليزل، فيقول: "منذ طفولتي وأنا أتمنى أن أحفظ القرآن، وقد بدأت ذلك في فترة المراهقة، حيث حفظت سورتي البقرة وآل عمران، ولكن بعد أن التحقت بكلية الطب انشغلت بالدراسة الجامعية، وبعد حصولي على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وممارستي للطب لسنوات إلى أن أصبحت رئيس قسم الجراحة العامة بكلية ابن سينا بجدة، راودتني فكرة تحقيق حلم الشباب، فانضممت لحلقات مسجد شيخ الإسلام بجنوب جدة، التابع لجمعية "خيركم".
وبيّن "اليزل" أن حفظ القرآن الكريم جعله أكثر التزاماً بدينه وبعمله، حيث نصح الأطباء بالانضمام للحلقات ليكونوا ممن قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ويجدوا البركة والحلاوة الحقيقية للطاعة، وحثهم على استحضار النية في علاجهم للمرضى، وتذكيرهم أن هذا البلاء من الله ليرفع درجاتهم.
فيما بدأ الدكتور عدنان ديب عاشور أحد طلاب خيركم وطبيب استشاري في الطب النفسي و الشرعي بمستشفى الصحة النفسية بمحافظة جدة مشواره مع كتاب الله منذ حوالي ثلاثين عاماً و لكن لفترات يتخللها انقطاع لكنه بدأ الحفظ المتواصل منذ عام 1418هـ إلى أن أتم حفظه لكتاب الله تعالى في عام 1423هـ و حصل على شهادة من الجمعية بتقدير ممتاز و إجازة برواية حفص عن عاصم.
وانضم لمعهد الإمام الشاطبي و كان الهدف منه الحصول على مزيد إتقان للتلاوة و فهم و حفظ مقدمة الجزرية و رفع مستوى التجويد النظري و العملي. وأكد الدكتور عاشور بأن أبناءه غبطوه على الحفظ وانضموا للحلقات فأتم ابنه محمد حفظ القرآن وحصل على الشهادة في نفس السنة التي نالها هو أيضاً، كما حفظ القرآن ابنه عبدالله و حالياً يحفظ ابنه عبدالرحمن القرآن الكريم.
من جهته بيّن رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم بجدة المهندس عبدالعزيز حنفي أن حلقات الجمعية يتخرج منها سنوياً العشرات من الأطباء والمهندسين والحرفيين والموظفين وكافة الفئات، فالقرآن هو حياة المسلم وراحته ومهما كانت انشغالاته وظروفه إلا أنه يتغلب عليها بعد أن يحمل كتاب الله في صدره.
وأضاف رئيس خيركم: لدينا في الجمعية حلقات للكبار وهي حلقات تضم الموظفين والمتقاعدين والجامعيين وفيها مئات الطلاب ويتخرج منها العشرات من ضمنهم أكبر حفاظ الجمعية والذين كان آخرهم الستيني الشيخ أكرم الجرجاوي.
أرسل تعليقك