واشنطن ـ عمان اليوم
كشف الباحثون بمعهد جامعة ميونخ التقنية الألمانية عن وجود ارتباط بين فيروس كورونا وتركيزات حبوب اللقاح المحمولة جواً، حيث تزامن الانتشار العالمى لكورونا مع ذروة موسمية كبيرة في انبعاثات حبوب اللقاح في نصف الكرة الشمالي وفقًا للبحث، وعندما كانت مستويات حبوب اللقاح المحمولة جواً أعلى يمكن ملاحظة زيادة معدلات الإصابة بـفيروس كورونا
وتم نشر النتائج في مجلة PNAS ، حيث بدا أن تفشى جائحة فيروس كورونا يتزامن مع موسم حبوب لقاح الأشجار في نصف الكرة الشمالي، ودفعت هذه الملاحظات فريقًا دوليًا من الباحثين لإجراء تحقيق مكثف لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط يمكن إثباته بين تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جواً ومعدلات الإصابة بفيروس كورونا.
تحت قيادة المؤلف الأول Athanasios Damialis ، جمع الفريق البحثي في الطب البيئي في جامعة ميونخ بيانات حول تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جواً، والظروف الجوية، وعدوى فيروس كورونا مع الأخذ في الاعتبار تباين معدلات الإصابة من يوم إلى آخر والعدد الإجمالي للاختبارات الإيجابية.
وقام الفريق أيضًا بتضمين بيانات حول الكثافة السكانية وتأثيرات تدابير الإغلاق، وقام 154 باحثًا بتحليل بيانات حبوب اللقاح من 130 محطة في 31 دولة في خمس قارات، وأظهر الفريق أن حبوب اللقاح المحمولة جواً يمكن أن تمثل في المتوسط 44% من التباين في معدلات الإصابة، حيث تلعب الرطوبة ودرجة حرارة الهواء دورًا أيضًا في بعض الحالات خلال الفترات الفاصلة دون لوائح الإغلاق، وكانت معدلات الإصابة في المتوسط أعلى بنسبة 4% مع كل زيادة قدرها 100 حبة من حبوب اللقاح المحمولة جواً لكل متر مكعب.
وفي بعض المدن الألمانية تم تسجيل تركيزات تصل إلى 500 حبة من حبوب اللقاح لكل متر مكعب في اليوم خلال الدراسة، مما أدى إلى زيادة عامة في معدلات الإصابة بأكثر من 20%، ومع ذلك في المناطق التي كانت قواعد الإغلاق سارية كانت أعداد الإصابة في المتوسط أعلى بمقدار النصف فقط في تركيزات حبوب اللقاح المماثلة.
وتؤدي التركيزات العالية من حبوب اللقاح إلى ضعف الاستجابة المناعية في المجاري التنفسية للفيروسات التي يمكن أن تسبب السعال ونزلات البرد عندما يدخل الفيروس الجسم.
ولكن إذا كانت تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جواً عالية، ويتم استنشاق حبوب اللقاح بجزيئات الفيروس فإنه يتم إنتاج عدد أقل من الإنترفيرون المضاد للفيروسات، كما تتأثر الاستجابة الالتهابية المفيدة نفسها لذلك فى الأيام التي يكون فيها تركيز حبوب اللقاح مرتفعًا يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة عدد أمراض الجهاز التنفسي، وهذا ينطبق أيضًا على فيروس كورونا، ولا يهم ما إذا كان الأفراد لديهم حساسية من أنواع حبوب اللقاح المختلفة.
وقالت ستيفاني جيلز، أول مؤلفة للدراسة: "لا يمكنك تجنب التعرض لحبوب اللقاح المحمولة في الهواء، لذلك يجب إبلاغ الأشخاص في المجموعات المعرضة لخطر كبير أن المستويات العالية من تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جواً تؤدى إلى زيادة القابلية للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسي". وبناءً على هذه النتائج أوصى المؤلفون باستخدام أقنعة تصفية الجسيمات من قبل الأفراد المعرضين لمخاطر عالية خلال فترات الربيع ذات التركيزات العالية من حبوب اللقاح.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك