لندن-عمان اليوم
مع استمرار إبلاغ الأطباء عن معدلات عالية من الجلطات الدموية والسكتات الدماغية وتورم الدماغ ومشاكل القلب لدى مرضى "كوفيد-19"، يشكك الباحثون في أن العدوى أكثر من مجرد مرض تنفسي.
وكشفت تقارير أن العديد من مرضى فيروس كورونا يموتون ليس بسبب فشل الرئة، ولكن من الجلطات الدموية.
وفي الولايات المتحدة، أفاد بعض الأطباء أن ما يصل إلى 40% من مرضى فيروس كورونا لديهم، يطورون جلطات دموية.
وأصبحت الجلطات مصدر قلق شائع وكبير، لدرجة أن الأطباء بدأوا في تزويد مرضى فيروس كورونا، بمميعات الدم. ولكن حتى مع العقاقير المساعدة، غالبا ما تستمر المضاعفات.وكانت هذه ظاهرة محيرة للأطباء والباحثين، ولم تُرصد في فيروسات كورونا الأخرى، مثل تلك التي تسبب نزلات البرد، أو فيروس السارس الذي انتشر بين عامي 2002 و2003، أو حتى لدى مرضى الإنفلونزا الشديدة، مثل أولئك الذين يعانون من H1N1 .وبهذا الصدد، وجد الباحثون في سويسرا أن الفيروس يهاجم الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية، ما قد يفسر استمرار التخثر وفشل الأعضاء، التي لا تشارك عادة في أمراض الجهاز التنفسي مثل "كوفيد-19".
ورأى فريق البحث في مستشفى جامعة زيورخ، نمطا لدى 3 مرضى أثاروا شكوكهم حول كيف يمكن أن تكون الأوعية الدموية، الخيط المشترك بين فيروس كورونا وتلف الأعضاء مثل القلب والكليتين.
وشملت الدراسة رجلا يبلغ من العمر 71 عاما، خضع سابقا لعملية زرع كلى. وتوفي خلال 8 أيام من دخوله المستشفى بسبب "كوفيد-19".
وبعد وفاته، وجد الأطباء خلايا التهابية وعلامات على أن الخلايا السليمة كانت تموت في كليته المزروعة والقلب والأمعاء الدقيقة، وكذلك انسداد في الأوعية الدموية في رئتيه.
كما ضمت الدراسة امرأة تبلغ من العمر 58 عاما، تعاني من السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم. وبدأت رئتاها، تليها أعضاء أخرى في الفشل. وبحلول يومها السادس عشر في المستشفى، كان من الواضح أن جزءا من أمعائها يتلف. وتوفيت في النهاية بسبب نوبة قلبية.
وفي تشريح الجثة، وجد الباحثون علامات الالتهاب نفسها في بطانة الأوعية الدموية، في رئتيها وقلبها وكليتيها والأمعاء الدقيقة والكبد.
ولدى المريض الثالث، وهو رجل يبلغ من العمر 69 عاما مصاب بارتفاع ضغط الدم، اضطر إلى وضعه على جهاز التنفس الصناعي مع إضعاف فيروس كورونا لرئتيه، وجدوا مرة أخرى أن التهاب الأوعية الدموية يتسبب في موت الخلايا في الأمعاء الدقيقة .
وخلص الباحثون إلى أن الفيروس كان يصيب بشكل مباشر هذه البطانة، التي تسمى البطانة الغشائية، للأوعية الدموية.
ويدخل فيروس كورونا خلايا الرئة من خلال مستقبل - مثل "رصيف خلوي" - يعرف باسم ACE2. وهذه المستقبلات شائعة جدا في الرئتين، ولدى الفيروس وصول مباشر إلى حد ما إلى هذه المستقبلات، لأنه ينتقل بشكل أساسي من خلال الجسيمات المستنشقة.
ولكن مستقبلات ACE2 توجد أيضا على طول البطانة، وهذا يجعل الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم عرضة للعدوى، وهو ما قد يفسر آثار كامل الجسم، التي تظهر على مرضى فيروس كورونا، الذين يعانون من كل شيء، من "أصابع كوفيد" إلى حالة الالتهاب متعدد الأنظمة، متلازمة كاواساكي، التي تظهر لدى الأطفال المصابين بفيروس كورونا.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك