بغداد ـ وكالات
"بعد أن تقضي معه عمراً طويلاً تقرر أمل بعد أن تضع الحروب أوزارها في العراق أن تخطو خطوتها الأولى في عملية ترميم منزلها الذي تتشاركه مع زوجها مصطفى، والذي ينسحب إلى حديقة البيت التي يسودها تناغم كبير في خضرتها وتصميمها، ليحاول قضاء أيامه فيها، خاصة وأنه يعاني من مرض الزهايمر، ليلقي بذلك حملاً ثقيلاً على أمل، التي تتطلع قدماً لبناء عراق جديد رغم دخولها وزوجها في سنوات خريف العمر".
تلك هي الخطوط العريضة لفيلم "حديقة أمل" للمخرجة العراقية نادية شهاب والتي تشارك فيه ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية، وعلى خلاف ما يقدمه صانعو الأفلام العراقية، فقد حاولت نادية أن تقدم لنا فيلماً يحمل بين طياته دعوات للأمل، وأمنيات بأن يسود السلام في العراق الذي عانى من ويلات الحرب، لترصد لنا عدسة كاميرتها وبشكل فضولي طبيعة الحياة العراقية، وتقدمها لنا في قالب وثائقي، تختلط فيه الدراما مع المشاعر الإنسانية.
وتقول نادية عن فيلمها "أردت من خلاله، أن أبعث رسالة أمل إلى الجميع، خاصة العراقيين الذين عاشوا حروباً عديدة منذ الحرب العراقية الإيرانية، ولا يزالون يعانون من ويلاتها وآثارها حتى الآن". وتابعت: "حاولت قدر الإمكان في "حديقة أمل" نقل طبيعة المجتمع العراقي وواقعه الحقيقي، لأن كافة التقارير الإعلامية المكتوبة والمصورة، لا تهتم بنقل هذه المعاناة بقدر تركيزها على التفجيرات والضحايا، ولا أذكر أنني شاهدت تقريراً يتحدث عن المعاناة العراقية الحقيقية، حتى بعد "انتهاء الحرب الأخيرة"، فمثلاً أثناء تصويري لفيلمي عانيت من مشكلة انقطاع الكهرباء التي تعد واحدة من أبرز المشكلات حالياً في العراق، وحرصت على ابقاء هذه المشاهد في فيلمي كمحاولة لتقديم صورة واقعية وصادقة عن الأوضاع هناك، كما حاولت جاهدة نقل نبض الشارع العراقي وحياته الحقيقية من خلال معاناة أمل ومصطفى، اللذين يحاولان منذ سنوات بناء بيت يجمعهما والذي أقصد فيه العراق جميعه".
كما هو معروف بأن العراق يحتفظ بتاريخ عريق من الفنون الموسيقية والسينمائية، إلا أن الحرب أدت إلى تدمير هذا الموروث، وعن ذلك قالت نادية: "في الحقيقة أنني ولدت وأعيش خارج حدود العراق، ولكن علي أن أعترف بأن العراق يمتلك تاريخاً غنياً من الفنون والسينما، أتت الحرب عليه ودمرته، وهذا جانب آخر يعاني منه المجتمع العراقي.
أرسل تعليقك