غزة ـ صفا
اختارت اللجنة المشرفة على جائزة الشهيد على حسن الجابر قضية الأسرى الفلسطينيين هذا العام لتمنح جائزة الفيلم الوثائقي القصير للفيلم الفلسطيني "الأسير" للمصور والمخرج الشاب حسن المشهراوي، وإنتاج الشركة المختصة في الإنتاج الوثائقي "ميديا تاون".
وعرضت اللجنة الفيلم خلال حفل كبير أقيم في العاصمة القطرية الدوحة كرم خلاله الفائزون بفئات الجائزة الثلاثة، وهي عبارة عن فئة الفيلم الوثائقي القصير، والصورة الصحفية، والتحقيق الصحفي.
ويتناول الفيلم الذي يمتد لـ12 دقيقة حكاية الأسير الفلسطيني المحرر ناهض عبد ربه مع الاعتقال والتحقيق الإسرائيلي، مستعرضاً أساليب التعذيب الجسدية والنفسية الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين.
ويوثق بطريقة إبداعية جديدة أثارت إعجاب لجنة التحكيم لحظات اعتقال الأسير تعذيبه ومساومته على ابنه الذي قتل لاحقاً، حتى الافراج عنه بإعاقات نفسية و جسديه مختلفة ما زالت تصاحب المحرر وأثرت على مجرى حياته.
ويضع الفيلم المشاهد العادي في التفاصيل التي عاشها الأسير عبد ربه من خلال روايته العفوية لسائق سيارة أجرة خلال توصيله الى منزله الذي دهمته قوات الاحتلال خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة عام 2008.
ويصف المحرر تفاصيل اعتقاله ثم تعذيبه بشكل سادي من قبل محققين ومحققات ذو بشرة سوداء، ومساومته على ابنه لتسليم نفسه مقابل الافراج عنه، كما بين كيف أن المحققين الاسرائيليين تمادوا في التأثير النفسي عليه بإطلاعه على قصف منزله من خلال شاشة تلفزيونية كانت مربوطة، بالطائرات التي اغارت على المنزل اضافة لقتل ابنه .
ويوثق الفيلم عودة الأسير إلى قطاع غزة، حيث بيته المهدم و ابيه و ابنه الشهيدين ولم يتبقى إلا الشجرة التي زرعها يوم ولد ولده الشهيد محمد بدأت بالذبول. الأسير فقد القدرة على الإنجاب وأصيب بإعاقات نفسية وجسدية ما زالت تصاحبه.
ويقول مصور الفيلم ومخرجه عن فكرة الفيلم أنها بدأت من خلال فيتشر صغير كان يصوره عن الأسير قبل نحو عام، حيث تبين أن الأسير يحمل قصة إنسانية عالية تلخص حجم اجرام السجان الإسرائيلي وتبعات السجن التي لا تتوقف على فترة السجن وإنما اثاره الجسدية والنفسية تبقى ملازمة للأسير حتى بعد الإفراج عنه .
وبين أن ما تعرض له الأسير عبد ربه بالتأكيد تعرض له آلاف الاسرى الفلسطينيين ويحمل دلالات سادية وجريمة عنصرية مكتملة التفاصيل يجب أن تحاكم عليها دولة (إسرائيل) .
كما دعا إلى التجديد الإعلامي في تناول قضايا الأسرى لتبقى حاضرة دائما أمام الرأي العام العالمي .
يذكر أن هذه الدورة الثانية لجائزة الشهيد على حسن الجابر مصور قناة الجزيرة الذي استشهد على الأرض الليبية في 12 من شهر مارس 2011 م التي نظمت تخليداً لذكراه.
أرسل تعليقك