غزة ـ معا
حصد فيلم "عصفور الوطن" للمخرج الفلسطيني مصطفى النبيه الجائزة الذهبية الأولى في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون – الدورة الخامسة عشرة والذي عقد في تونس من تاريخ 23 إلى 27 ديسمبر/ كانون الأول للعام 2012، والفيلم من إنتاج شركة المقدسية للإعلام والإنتاج في فلسطين.
وفيلم "عصفور الوطن" روائي طويل (ساعة وأربعين دقيقة مدته), يحكي عن الوطن الفلسطيني المسلوب وحنين اللاجئين للعودة, وعن المقاومة لاسترداد الوطن.
في الدراسة التي قدمها الكاتب والناقد الأدبي ناهض زقوت في افتتاح عرض الفيلم بغزة، قال ان فكرة الفيلم تتناول فيلم حياة مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا أرضهم وأملاكهم وبيوتهم في فلسطين عقب هزيمة حرب عام 1948, ولجوئهم إلى قطاع غزة, وعملهم في أرض أخوالهم لكي يعتاشون ويربون الأولاد ويزوجونهم".
واضاف ويلمس المشاهد ملامح الحب والترابط بين الأخوة والعائلات الأخرى المجاورة, وقوة التماسك والتكافل الاجتماعي بينهم. ومشاركة أبناءهم في النضال وعمليات المقاومة ضد الاحتلال, متابعا" بان الفيلم يعرض أيضا لحياة القرية بما تحتويه من حياة فلاحية, حلب البقرة, جلب الماء من البئر, قطف الزيتون بالعمل الجماعي, ليالي السمر في مضافة المختار, مكانة المختار ودوره في حياة القرية, ممارسات الاحتلال ضدهم".
وحول زمنية الأحداث ودلالاتها، يقول الناقد زقوت، يشكل فيلم "عصفور الوطن" لوحات ناطقة بملامح من تاريخ الوطن وثراثه, حيث يبرز التراث في ملابس الممثلين سواء النساء أو الرجال, فنشاهد الثوب الفلسطيني, والقمباز, والعباية, والدماية, والعقال, والكوفية، إلا انه ميز بين ملابس الجيل القديم الذين خرجوا من البلاد والذين مازالوا محافظين على لباسهم الفلاحي والتراثي، كما بين الجيل الجديد الذي يلبس الملابس العصرية سواء الفتيان أو البنات، وهذا لا يعني في رؤية الفيلم الفصل بين تاريخين أو جيلين, بل يرسخ واقعية الأحداث, بدلالة أن يوسف وإبراهيم (أبطال الفيلم) يختلفون في لباسهم عن آبائهم ولكنهم لم ينسوا الوطن.
وأشار زقوت بان الفيلم قصد أن يرسخ جذورنا التراثية وهويتنا الوطنية والحضارية, ليس من خلال الملابس فقط, بل قدم لوحات من التراث: قطف الزيتون, حمل جرار الماء, سحب المياه من البئر, فرن الطابون, الطاحونة, السامر والدحية, العرس الفلسطيني, الأغاني التراثية في الأفراح والمناسبات الوطنية.
وعن شخصيات الفيلم أو الممثلين، قال ناهض زقوت، قدم الفيلم نحو ست عشرة شخصية أساسية, بالإضافة إلى شخصيات أخرى ثانوية.
وتوزعت شخصيات الفيلم على ثلاث عائلات, تجمعهم صلة الأخوة, وكل عائلة تتكون من ثلاث إلى أربع شخصيات, بالإضافة إلى شخصية المختار وعامله. وكذلك شخصيات يهودية وجنود.
وأضاف الناقد زقوت بان الممثلين أدوا أدوارهم بكل جدارة واقتدار, واستطاعوا تجسيد الشخصيات وتفاعلوا معها بكل واقعية, حتى يشعر المشاهد أن هذه الشخصيات هي التي فعلا خرجت من البلاد. وهذا يعود إلى القدرة الإبداعية للمخرج الذي استطاع أن يحول هذه الشخصيات الورقية إلى شخصيات حية نابضة بالحياة, كما استطاع أن يسبر أغوارها ويلج إلى أعماقها لكي يستنطقها عن الوطن والتاريخ والتراث والحضارة, والمقاومة والعودة، ودور المرأة لم يقل عن دور الرجل, فقد جسدت نساء عصفور الوطن أدوارهن في مشاركة الرجل الحياة والنضال.
وأكد الناقد والباحث ناهض زقوت بان المخرج "مصطفى النبيه" عبر في رؤيته الإخراجية عن تجسيد فكرة الوطن بكل ما يحتويه من تراث وحضارة وتاريخ, وأن المال والغنى لا ينسي الوطن, بل يكون دافعا للوطن ومساعدة أهل المخيم ليعززوا من صمودهم, ودفاعهم عن حق العودة ومفتاح البيت, وهذا الحق لا يمكن أن يتحقق بالسلام بل بالمقاومة.
وقد جسدت المشاهد دور المقاومة ووحدة الأهالي في دحر الاحتلال وحرق العلم الإسرائيلي ورفع علم فلسطين، أي أنه بالوحدة والنضال نستطيع أن نحقق طموحاتنا الوطنية.
أرسل تعليقك