دعا المرشد الإيراني علي خامنئي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة ، إلى كبح جماح الولايات المتحدة، معتبرًا العقوبات الأميركية نقطة مشتركة بين إيران وروسيا وتركيا لتعزيز التعاون ضد الولايات المتحدة.
وقال خامنئي لدى استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" إنَّ التعاون بين البلدين في سورية نموذج للتآزر بمعنى الكلمة"، وأبلغه بأن التعاون الثنائي الروسي - الإيراني بإمكانه أن يتسع ليشمل القضايا العالمية، ومن بين تلك القضايا أشار إلى أنَّ إحدى القضايا التي بإمكان البلدين التعاون فيها "كبح جماح الولايات المتحدة"، معربًا عن اعتقاده بـ"إمكانية كبح الجماح الأميركي لأنه خطر على البشرية.
الجماح الأميركي
واعتبر خامنئي الشؤون السورية نموذجًاً ناجحًا لكبح الجماح الأميركي، مضيفًا أنَّ أميركا المهزوم الحقيقي في سورية ولم تبلغ أهدافها.
واتهم خامنئي أميركا بالسعي وراء تعويض خسائرها في تونس ومصر بعد ثورات الربيع العربي، مضيفًا " إنَّ الأميركيين أرادوا استغلال الأوضاع ذلك الحين لتعويض الضربات التي تلقوها في مصر وتونس في سورية، وذلك عبر إسقاط حكومة مناصرة للمقاومة".
وعد خامنئي العقوبات الأميركية نقطة اشتراك قوية للغاية لتعزيز التعاون بين إيران وروسيا وتركيا، مطالبًا بوتين بمتابعة جدية لنتائج قمة طهران.
كما طالب خامنئي في جزء آخر من تصريحاته بأن تكون التبادلات التجارية بين البلدين "خارج إطار الدولار".
الانسحاب الأميركي
وتطرق خامنئي في تصريحاته إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والموقفين الروسي والأوروبي من العقوبات الأميركية، وقال" إن بلاده التزمت بالاتفاق النووي، لكن الأوروبيين لم يعملوا بتعهداتهم"، مضيفًا " ما لا نقبله هو أن نقوم بتعهداتنا في الاتفاق، لكنهم لم يعملوا بالتعهدات".
وتابع خامنئي قوله " أنَّ "القضايا الصاروخية والإقليمية المطروحة من الأميركيين تخفي وراءها قضايا أبعد من ذلك"، متهمًا الولايات المتحدة بالسعي إلى إسقاط النظام على مدى 40 عامًا، وهو ما اعتبره نموذجاً من كبح الجماح الأميركي".
خطأ استراتيجي
بدوره، أبلغ بوتين خامنئي أن الولايات المتحدة ترتكب خطأ استراتيجيًا عبر فرض القيود على المبادلات المالية، موضحًا أنَّ ثمن النجاح السياسي قصير المدى يسلب الثقة من الدولار في العالم ويضعفه.
وقال بوتين" إنَّ الاتفاق النووي سيكون محور المفاوضات المقبلة مع نظيره الإيراني حسن روحاني، ونقل موقع خامنئي عن بوتين قوله" إنَّ الخطوات الأميركية في غير محلها وتسببت في سوء الأوضاع".
وقال بوتين" إنَّ الأوروبيين يتبعون الولايات المتحدة عمليًا، على الرغم من أنهم يبحثون عن طرق لحفظ الاتفاق النووي".
ووصف بوتين مفاوضاته مع روحاني حول القضايا الثنائية وسورية بأنها كانت إيجابية ومثمرة، لافتًا بالقول إنَّ المفاوضات أكَّدت تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات التجارية والاقتصادية.
مفاعل نووي
وأعرب بوتين عن استعداد بلاده للقيام بمشروع لإقامة مفاعل نووي جديد ومحطة للطاقة النووية بإيران.
وخلال لقاء إردوغان ركز خامنئي على المفردات الإسلامية وتحدث عن حاجة الدول الإسلامية إلى "التآزر" معتبرًا الوحدة والتعاون حل مشكلات المنطقة.
وكان خامنئي التقى إردوغان قبل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
التوتر الأميركي التركي
ودفع خامنئي باتجاه استثمار فرصة التوتر الأميركي التركي وقال لإردوغان" إنَّ قوى الهيمنة والاستكبار على رأسها الولايات المتحدة تخشى إقامة قوة إسلامية"، معتبرًا العداوة والحقد الأميركي من الدول القوية سبب القلق".
واعتبر خامنئي دوافع تركيا وإيران المشتركة في "العالم الإسلامي" سببًا لضرورة تنمية العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية أكثر من المستوى الحالي.
وأفاد موقع خامنئي الرسمي أنَّه أشار في تصريحاته إلى تحسن العلاقات بين طهران وأنقرة عقب صعود التيار الإسلامي، لافتًا إلى ضرورة تعزيز النقاط المشتركة بين الجانبين.
وقال إردوغان" إنَّ أوضاع المنطقة "متأزمة"، معربًا عن أمله بحل القضايا في ظل التعاون بين البلدين.
وعزا إردوغان "فقدان التلاحم بين الدول الإسلامية من بين أسباب الأوضاع الحالية" وقال "الأوضاع تحظى بحساسية مضاعفة في ظل سلوك الغرب تجاه الدول الإسلامية" معتبرًا الموقف من الدول الغربية سببًا في تقارب البلدين.
أرسل تعليقك