أعادت حركة طالبان الأفغانية بعد قرابة أسبوع من انسحابها من مدينة غزني ومحيطها، شنّ هجمات على محيط مدينة غزني مستهدفة عددا من المراكز الأمنية الحكومية في الحزام الأمني بشأن المدينة التي وصلتها إمدادات عسكرية قدرت بخمسة آلاف جندي، وقال ناصر أحمد فقيري، عضو المجلس الإقليمي للولاية، إن مقاتلي طالبان هاجموا نقاط تفتيش حكومية عدة حول غزني، ودخلوا بعض أطراف المدينة، لكنّ مسؤولا حكوميا آخر وصف هذه الأنباء بأنها مجرد دعاية ليس أكثر. ونفى عارف نوري، المتحدث باسم حاكم الولاية، أنباء الاشتباكات أو غارات طالبان مجددا على أطراف المدينة بالقول، إنه لم تقع أي هجمات قط.
وهاجمت طالبان مدينة غزني العاشر من الشهر الحالي، إذ اقتحم المئات من مقاتلي الحركة المدينة وسيطروا على عدد من الأحياء فيها، وهو ما تسبب في سقوط المئات من القتلى، لكن ناصر فقيري، عضو المجلس الإقليمي للولاية، قال إن هجمات طالبان الجديدة لم تكن قوية كما حدث في الأسبوعين الماضيين، غير أنه أعرب عن خشيته أن تكون هذه الهجمات مقدمة لهجوم واسع النطاق تشنه طالبان مجددا على المدينة، مضيفا أن السكان المحليين في المدينة مصابون بالتوتر الشديد خشية وقوعهم ومنازلهم في مرمى النيران من الطرفين.
ووزّع مقاتلو طالبان بعد انسحابهم من مدينة غزني منشورات يدعون فيها سكان مدينة غزني للخروج منها، محذرين من هجوم قوي وشيك تقوم به الحركة على المدينة، كما قام مقاتلو طالبان بقطع التيار الكهربائي عن المدينة بعد انسحابهم منها، وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وعيّنت الإدارة الأميركية قائدا جديدا للقيادة المركزية الوسطى المعنية بالوضع في الشرق الأوسط والخليج العربي وأفغانستان، وقال بيان لوزارة الدفاع الأميركية، إنه تم تعيين الجنرال كينيث ماكينزي ليكون القائد الجديد للقيادة المركزية الوسطى التي مقرها قاعدة تامبا في ولاية فلوريدا، كما لها مقر إقليمي في قاعدة الكثير في قطر، ويشغل حاليا الجنرال ماكينزي منصب مدير في قيادة الأركان الأميركية المشتركة الذي يعد من أرفع المناصب في العسكرية الأميركية.
ويتطلب تعيين الجنرال ماكينزي قائدا للقيادة المركزية الوسطى موافقة الكونغرس الأميركي بعد جلسة استماع يقدم فيها الجنرال ماكينزي تصوره وخطته للعمل في المرحلة المقبلة، حيث تشمل أعمال القيادة المركزية الوسطى الأعمال كافة التي تقوم بها القوات الأميركية في كل من سورية، والعراق، واليمن، وأفغانستان، ويتولاها حاليا الجنرال جوزيف فوتيل، ومن المتوقع تقاعد الجنرال فوتيل في الربيع المقبل.
وخدم الجنرال ماكينزي مرات عدة في كل من العراق وأفغانستان، كما عمل في عام 2010 مديرا للتخطيط والاستراتيجية في القيادة المركزية الوسطى، وفي عام 2014 أصبح قائد فيلق من قوات المارينز في القيادة المركزية الوسطى للقوات الأميركية.
وشدّد الجنرال جون نيكلسون، قائد قوات الناتو في أفغانستان، على أن استراتيجية ترامب الجديدة في أفغانستان تعمل بتقدم من أجل المصالحة مع طالبان في أفغانستان، وكان الجنرال نيكلسون يتحدث إلى المراسلين في البنتاغون عبر اتصال تلفزيوني من أفغانستان بشأن فاعلية الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان قائلا إن الاستراتيجية الجديدة للقوات الأميركية تقودها نحو مصالحة وحوار مع حركة طالبان. ووصف الجنرال الأميركي هجمات طالبان الأخيرة على ولايتي فراه وغزني بأنها مُنيت بالفشل، لكنه لم يتطرق إلى أسباب قيام هذه الهجمات، وهي قدرة طالبان على مهاجمة مواقع محصنة، والسيطرة على مناطق شاسعة خارج المدن الكبيرة، وأضاف الجنرال نيكلسون أن تقدما حصل في جعل باكستان توقف دعمها لحركة طالبان الأفغانية.
وتنص الاستراتيجية الأميركية التي أعلنها الرئيس ترامب العام الماضي على محاولة دحر طالبان عسكرية وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكنها لم تحقق الهدف العسكري المطلوب منها حسب محللين أميركان، حيث لم تتمكن هذه الاستراتيجية من اقتلاع طالبان من المناطق التي تسيطر عليها، كما تمكنت حركة طالبان من توجيه ضربات قوية للقوات الأفغانية في الميدان، وحسب تحليل لمدير موقع الديمقراطية والدفاع الأميركي، بيل روجيو، فإن هذه الاستراتيجية أسفرت عن القول لطالبان، إن القوات الأميركية تستميت من أجل حل تفاوضي لإنهاء الحرب في أفغانستان.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية سياسيا أنها تعول على مشاركة ممثلي الحكومة الأفغانية في مؤتمر السلام الخاص بأفغانستان في مدينة سوتشي الروسية الرابع من الشهر المقبل. وقال بيان للوزارة، إن الخارجية الأفغانية اشترطت للمشاركة إجراء وفد طالبان مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي قبل عقد جلسات المؤتمر الذي دعت إليه موسكو، وتشارك فيه دول الجوار الأفغاني (إيران، وباكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان والصين) ،إضافة إلى الهند، وروسيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي. وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الجهود تبذل من أجل إقناع طالبان بالحوار مع الوفد الحكومي قبل عقد جلسات المؤتمر، لكن لا توجد أي ضمانات من أي جهة أو موافقة من طالبان بقبول الشرط الحكومي الأفغاني.
وأكد بيان وزارة الخارجية الروسية، أن توجيه الدعوة إلى ممثلي حركة طالبان لحضور المؤتمر جرى بهدف "نقل الدعوة الجماعية لإحلال السلام في أفغانستان إلى المعارضة الأفغانية المسلحة مباشرة"، مع اعتراف موسكو بصعوبة تحقيق السلام في أفغانستان في الظروف الحالية، لكنها تعتبر لقاء سوتشي "خطوة مهمة باتجاه تسوية أفغانية شاملة".
جاء رفض الحكومة الأفغانية المشاركة في مؤتمر سوتشي للسلام في أفغانستان بعد ساعات من اعتذار وزارة الخارجية الأميركية عن حضور المؤتمر، لكنها عللت الرفض بالقول، إن عملية السلام في أفغانستان يجب أن تقودها الحكومة الأفغانية بنفسها؛ وهو الأمر الذي ترفضه حركة طالبان، حيث ترفض الجلوس والحوار مع الحكومة الأفغانية الحالية، معتبرة إياها أنها مجرد أداة بيد القوات الأميركية في أفغانستان، وأن الحركة مستعدة للحوار مع الإدارة الأميركية حول السلام في أفغانستان شريطة أن يتركز الحوار بشأن انسحاب كل القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية وفق جدول زمني مقبول، وعدم تدخل أي دولة في شؤون أفغانستان الداخلية بعد ذلك.
أرسل تعليقك