الحكومة الفرنسية تواجه الثلاثاء امتحان الثقة بسبب فضيحة بنعالا
آخر تحديث GMT15:14:11
 عمان اليوم -

الحكومة الفرنسية تواجه الثلاثاء "امتحان الثقة" بسبب فضيحة بنعالا

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - الحكومة الفرنسية تواجه الثلاثاء "امتحان الثقة" بسبب فضيحة بنعالا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس ـ مارينا منصف

تواجه الحكومة الفرنسية اليوم الثلاثاء، "امتحان الثقة"، حيث ستمثل أمام مجلس النواب, وستطرح بها الثقة بناء على طلبين متزامنين، الأول, صادر عن النواب اليمينيين المنضوين تحت راية حزب "الجمهوريون"، والثاني مصدره اليسار بألوانه كافة مجتمعا للمرة الأولى, وهو يضم الاشتراكيين والشيوعيين ومجموعة "فرنسا المتمردة" التي يقودها المرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلونشون.

ويأتي هذا استمرارًا لفصول "فضيحة بنعالا غيت"، ولن تتحقق آمال الرئاسة والحكومة بأن تدفن مع اقتراب عطلتهما الصيفية, بعد أسبوعين كاملين من التجليات والاكتشافات التي هزت السلطة ووضعتها في موضع الدفاع فيما انقضت المعارضة يمينا ويسارا لاستغلال الفضيحة وتحويلها إلى "فضيحة دولة"، ولا يرى الرئيس إيمانويل ماكرون فيها سوى "زوبعة في فنجان" و"سوء تصرف" من "موظف في القصر الرئاسي "ألكسندر بنعالا", كان يشغل قبل إقالته منصب مساعد لمدير مكتب الرئيس, ومكلف بأمن تنقلاته داخل فرنسا"؛ لكن ما كشف عنه في الأيام الماضية, بين أن بنعالا البالغ من العمر 26 عاما, كان "أكثر من ذلك", إذ كان يرافق ماكرون وزوجته كظلهما في زياراتهما الرسمية والخاصة, وسبق له أن تكفل الحماية الشخصية للمرشح ماكرون خلال الحملة الرئاسية وانتقل معه إلى الإليزيه بعد فوزه.

وسيمكن طرح الثقة المعارضة بألوانها المختلفة من مهاجمة الحكومة، على الرغم من أن نتيجة التصويت الذي سيجرى على دفعتين محسومة سلفا, وأن حكومة إدوار فيليب لن تسقط بفضل الأكثرية المريحة التي تتمتع بها في المجلس النيابي.

ويُذكر أن بنعالا هاجم بمناسبة مظاهرات عيد العمل في الأول من مايو / أيار شخصين وهما "رجل وامرأة", ولم يتردد في استخدام العنف معهما لتمكين رجال الأمن من اعتقالهما، والحال, أن موظف الإليزيه لم يكن مؤهلا للتدخل في المظاهرة, وكان موجودا مع الشرطة بصفة "مراقب" فقط؛ لكن شيئا فشيئا, تكاثرت الأسئلة حول الأسباب التي جعلته يرتدي خوذة الشرطة وشارتها الرسمية ويتدخل في عملها. كذلك تبين أن بنعالا يحظى براتب مرتفع, وبشقة وسيارة وظيفية, وبطاقة تمكنه من الدخول الحر إلى البرلمان, فضلا عن حضوره لاجتماعات أمنية في الإليزيه وخارجه.

بيد أن "الأساس" الذي بنت عليه المعارضة المتنوعة هجومها على السلطة يتمثل في أمرين: التأخير في الكشف عن الفضيحة ونقلها إلى القضاء كما تنص على ذلك القوانين. والثاني, في اعتبار أن "العقوبة" التي أنزلها القصر بألكسندر بنعالا "كف يده لمدة أسبوعين وتحويله إلى مهمات أخرى" لم تكن متناسبة مع الجرم الذي اقترفه, لا بل إن البعض شكك بذلك أساسا.

وكانت النتيجة أن الرئاسة اضطرت لاحقا إلى صرف بنعالا بعد الضجة التي أثارتها فضيحته. وبعد فترة من الإرباك الواضح والتراشق في تحمل المسؤوليات, انتقل الرئيس ماكرون من الدفاع إلى الهجوم, واتهم المعارضين بـ "الاستغلال السياسي" للقضية, نافيا وجود "فضيحة دولة" ووجه سهامه إلى الإعلام على طريقة دونالد ترمب, مختصرا كامل المسألة في تصرف "غير مناسب ومرفوض" لموظف في الإليزيه تخطى صلاحياته وبالتالي تمت معاقبته.

ولم يكن متوقعا أبدًا أن تتخلى المعارضة "اليمين الكلاسيكي واليسار الاشتراكي والأطراف المتشددة يمينا ويسارا" التي خرجت منهكة من الانتخابات الرئاسية والتشريعية عن هذه الفرصة, لمحاولة تطويق ماكرون سياسيا وإضعافه؛ ولذا, فإن طرح الثقة بالحكومة اليوم يصب في هذا الإطار باعتبار أن الرئيس له حصانة دستورية, واستهداف الحكومة يعني استهدافه بطريقة غير مباشرة.

ويعد من الطريف أن طرح الثقة يأتي قبل يوم واحد من انتهاء أعمال المجلس النيابي وبدء عطلته الصيفية، الطريف أيضا أنها المرة الأولى التي تطرح الثقة بحكومة إدوار فيليب منذ انتخاب ماكرون رئيسا للجمهورية في شهر آيار /مايو من العام الماضي، ويضاف إلى ذلك كله أن وجود طلبين لطرح الثقة في يوم واحد, ومن مجموعتين مختلفتين, أمر نادر في الجمهورية الفرنسية الخامسة التي تأسست في العام 1958 على يدي الجنرال ديغول.

كما أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة نجحت كلها في تلافي السقوط في المجلس النيابي بسبب طرح الثقة إلا حكومة جورج بومبيدو في العام 1960.

وبشأن التكهنات بأن الذي سيحصل اليوم في البرلمان، فإن ثمة أمران يتعين توقعهما وفق المراقبين: الأول, أن اليمين واليسار سيصوتان معًا ضد منح الثقة للحكومة, وذلك بمناسبة طرح مشروعي حجب الثقة من اليمين واليسار; لا بل إن نواب اليمني المتطرف "التجمع الوطني" سيصوتون مع مشروع اليمين ولم يعرف حتى بعد ظهر الأمس ما سيفعلونه لدى طرح مشروع اليسار، والثاني, أن كل مكونات اليسار اتفقت على طرح نص مشترك الأمر الذي لم يحصل منذ بداية العهد الحالي.

وفي أي حال, فإن تتمات هذه الفضيحة ستتواصل بعد عودة النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من عطلهم الصيفية. وبالتوازي, واصلت لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ الاستماع إلى شهادات مسؤولين كبار من وزارة الداخلية, وسوف تستمر في ذلك في سبتمبر /أيلول المقبل، باعتبار أن عمر اللجنة سيمتد لستة أشهر.

وبموازاة ذلك, خرج ألكسندر بنعالا عن صمته وظهر على شاشة التلفزيون مرتين, وثلاث مرات في الصحف المكتوبة معترفا بـ "الغلطة" التي ارتكبها؛ لكنه في الوقت عينه سعى لتحسين صورته الشخصية ومظهره الخارجي, واتهم جهات في وزارة الداخلية باستغلال غلطته للتخلص منه والإساءة إلى رئيس الجمهورية، ولم يتردد بنعالا بالتعبير عن رغبته بالمثول بدوره أمام لجنة مجلس الشيوخ, لأن لديه "عناصر" تضيء ما حصل وستكون مفيدة للجنة.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الفرنسية تواجه الثلاثاء امتحان الثقة بسبب فضيحة بنعالا الحكومة الفرنسية تواجه الثلاثاء امتحان الثقة بسبب فضيحة بنعالا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 14:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 عمان اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab