مسقط - عمان اليوم
أظهرت دراسة بحثية بتمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إمكانية "الكشف عن المصابين بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد19 باستخدام اختبار الأجسام المضادة (ELISA) دون ظهور أعراض لديهم" أجرتها الباحثة الرئيسة الدكتورة أسماء بنت إبراهيم البلوشية.
وقالت الباحثة إن بعض المرضى يصابون بمراحل متطورة من الفيروس تصل للخطيرة في حين أن البعض الآخر تظهر عليهم أعراض خفيفة وقد لا تظهر بتاتًا، مُشيرةً إلى أنّ الفريق البحثي قام بزيارات ميدانية لمنازل المصابين بموافقة من وزارة الصحة بالسلطنة للتعرف على المُخالطين لمرضى كوفيد49 وتشخيصهم مبكرًا باستخدام اختبار الأجسام المضادة (ELISA). وأضافت أنّه جرى تشخيصهم عن طريق فحص البلمرة (PCR) بواسطة المسحة الطبية للأنف والحلق، ودراسة العلاقة بين الجينات البشرية وخاصة (جينACE-2) المرتبط بمرض كوفيد19 ومستوى الخطورة لدى المصابين. وأفادت بأنّ هذا البحث ساعد فحص الأجسام المضادة إلى جانب فحص البلمرة (PCR) في الكشف عن المصابين بمرض كوفيد-19 دون أن تظهر عليهم أي أعراض، ومن هؤلاء من ظهرت عليهم الأعراض بعد أيام قليلة من الفحص (تصل إلى يومين أو ثلاثة أيام) ومنهم من أصيب بالمرض دون ظهور أي أعراض عليهم. وأشارت إلى أنّ نتائج الدراسة خلصت إلى أنّ معرفة وضع المُخالط مبكرًا تسهم في زيادة الإدراك والوعي، وبالتالي تُعزز ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وتقلل من انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
وذكرت أنّ بعض المرضى لم يظهروا استجابة مناعية ملحوظة فكان فحص الأجسام المضادة سلبيًا لديهم، وأسهمت الدراسة أيضًا في التعرف على المرضى الأكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية من خلال دراسة مؤشرات الالتهاب الدقيقة مما ساعد على توفير الرعاية الصحية المناسبة لهم وسهل تدارك هذه الحالات مبكرًا قبل تطورها لمراحل متأخرة من المرض تستدعي التنويم في أقسام العناية المركزة وقد يؤدي بعضها إلى الوفاة.
ولفتت إلى أنّ معرفة هذه المؤشرات تُساعد المختصين في وضع التوجيهات الطبية الواجب اتباعها لمعالجة مرضى كوفيد-19، وبالتالي يوجه الإنفاق على الوجه الأمثل، فهذه الدراسات الدقيقة من الدراسات التي لها وزنها العلمي محليًا وعالميًا. وأكّدت أنّ تطبيق نتائج هذه الدراسة يُسهم في الارتقاء بالبحث العلمي في السلطنة ليواكب التطورات العلمية العالمية، كما يجعل السلطنة في مصاف الدول التي تنافس الدول الأخرى لتقديم مادة علمية من شأنها الإسهام في فهم الأمراض وعلاجها وجذب الخبرات من الدول الأخرى للقيام بمشروعات بحثية بالتعاون مع السلطنة، وأنّ التعاون بين الجهات المختصة يُثري البحث العلمي بمختصين ذوي خبرة وكفاءة عالية كل في مجاله لتحسين جودة الأبحاث.
يشار إلى أنّ الدراسة ضمت مجموعة من المؤسسات منها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الصحة، والمستشفى السلطاني، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى جامعة ليفربول الملكي في المملكة المتحدة، ومختبرات الصحة العامة المركزية بوزارة الصحة والمركز الوطني للجينات.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك