أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على الاهتمام السامي السلطان هيثم بن طارق بتفعيل دور الوقف وتطوير المنظومة الوقفية في سلطنة عمان، وتجسيدا لذلك الاهتمام خصصت الوزارة العام الحالي ليكون (عام الوقف)، وبدأت باستثمار أموال الأوقاف بإيرادات غير مسبوقة، بلغت 15 مليون ريال عماني، وتسعى خلال هذا العام لمضاعفتها، خاصة بعد اكتمال تطوير منظومة الوقف من النواحي التشريعية والحوكمة وأدوات الاستثمار.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الملتقى الوقفي الثاني الذي نظمته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية تحت شعار "استدامة ونماء" سعيا لبحث واقع المنظومة الوقفية وتطبيق أحدث الأدوات التحليلية للخروج بتشخيص دقيق يعين على وضع استراتيجية محكمة تتعلق بالمجال الوقفي.
رعى افتتاح الملتقى صباح اليوم بفندق شيراتون مسقط معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العماني، بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين والعاملين بالقطاع الوقفي.
وفي تصريح له أكد معالي رئيس جهاز الاستثمار العماني على أهمية القطاع الوقفي التاريخية مشيرا إلى التطور الذي شهده قطاع الاستثمار الوقفي على مدى عصور زمنية متفاوتة، وثمن معاليه أهمية الملتقى لتعزيز جوانب الاستثمار في قطاع الوقف من خلال بحث تجارب عالمية في هذا المجال تسهم في تطوير منظومة القطاع الوقفي في سلطنة عمان، وبلورة أفكار جديدة من شأنها أن تسهم في ضخ مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع.
وبدأت أعمال الملتقى بكلمة مسجلة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عمان، أكد فيها أن الوقف في الإسلام مؤسسة لها دور عظيم فيما يتعلق بالقضايا الدينية والقضايا الحضارية، وهي مؤسسة لا تزال قائمة منذ الرعيل الأول، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وأكد سماحته أن الوقف من الصدقات الجارية التي يجري ثوابها للإنسان بعد موته، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم نافع أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له". وإذا اجتمع الأمران بحيث كانت الصدقةُ صدقةً جارية وكانت بجانب ذلك أيضا تقوم بدورها في المجال العلمي فإن ذلك مما يضاعف الله سبحانه وتعالى به الأجر".
وبين سماحة المفتي العام أن مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية قامت بعقد الملتقى الوقفي الأول من أجل البحث في القضايا الوقفية وتداول الخبرات بين المؤسسات الوقفية في سلطنة عمان جميعا، وقد نجح ذلك الملتقى وآتى ثماره بمشيئة الله، وهنا يأتي الملتقى الثاني لتتضاعف الخبرات وتتلاقح الأفكار من داخل البلاد ومن خارجها، ووجه سماحته دعوة لجميع الحاضرين الذين يشاركون في الملتقى بأن يقوموا بدورهم بالإدلاء بخبراتهم ومشوراتهم من أجل دفع هذه التجربة إلى الأمام.
تطوير الاستثمار الوقفي
من جانبه أكد سعادة الدكتور وائل بن سيف الحراصي، وكيل الأوقاف والشؤون الدينية، على أن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يولي اهتماما كبيرا بتفعيل دور الوقف، وجاءت أوامره صريحة في تطوير المنظومة الوقفية في سلطنة عمان، حيث خصصت الوزارة هذا العام ليكون (عام الوقف)، مشيرا إلى البدء في عام الوقف باستثمار أموال الأوقاف بإيرادات غير مسبوقة بلغت 15 مليون ريال، مؤكدا السعي من خلال الملتقى لبحث واقع المنظومة الوقفية في السلطنة وتطبيق أحدث الأدوات التحليلية للخروج بتشخيص دقيق يعين على وضع استراتيجية محكمة وخارطة طريق واضحة لتحقيق رؤية عمان ٢٠٤٠.
وأشار سعادته إلى الدور الذي لعبته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية والتي تعد مؤسسة مجددة للوقف في سلطنة عمان وما قامت به من إحياء الوقف وإعطائه الصبغة العصرية بتبني أحدث الأساليب العلمية في إدارة الوقف".
وأوضح الشيخ خليل بن أحمد الخليلي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في كلمة له أن المؤسسة تعد لإطلاق "صندوق غراس" وهو أول صندوق مدرج لاستثمار الأوقاف في سلطنة عمان.
وأشار الخليلي إلى أن تجربة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في العمل الجماعي مع الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة، خير شاهد على خيرية أبناء هذا البلد الطيب، فقد جبلتهم الفطرة على المسارعة والبذل للصالح العام.
وأكد الخليلي على أن المؤسسة مستمرة في تقديم المبادرات التي ترتقي بالقطاع الخيري سواء ما تعلق منها بالدورات في فقه إدارة الأوقاف أو تطوير عملها المؤسسي أو غيرها من البرامج المختلفة.
"غراس"
وخلال الملتقى وقعت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية وشركة أوبار كابيتال للاستثمارات المالية؛ اتفاقية التدشين المبدئي للصندوق الاستثماري الوقفي (غراس) الذي سجل رسميا في الهيئة العامة لسوق المال وذلك تمهيدا لإدراجه في بورصة مسقط والإفصاح عن موعد الاكتتاب فيه.
وقع الاتفاقية من جانب المؤسسة المهندس أحمد بن صالح بن سفيان الراشدي ومن جانب شركة أوبار الشيخ عبدالعزيز بن خليفة السعدي الرئيس التنفيذي للشركة.
ويهدف الصندوق إلى تجسيد مبدأ الشراكة الوقفية وفتح المجال للأوقاف الأخرى للاستثمار والحصول على عوائد سنوية وتحقيق الاستدامة المالية للأصول الوقفية.
جلسات نقاشية
وتضمن الملتقى خمس جلسات نقاشية، حيث استعرضت شركة أوقاف للاستثمار السعودية تجربتها في الاستثمار الوقفي قدمها هيثم بن محمد الفايز، الرئيس التنفيدي لشركة أوقاف للاستثمار.
وشهد الملتقى استعراض تجارب وقفية محلية وإقليمية من جمهورية باكستان الإسلامية ودولة ماليزيا، كما تم استعراض تجارب على مستوى مؤسسات من داخل السلطنة.
كما شهد الملتقى خمس حلقات عمل تناولت تقويم الوضع الراهن لمنظومة الوقف في سلطنة عمان، وأساليب الاستثمار ( التخطيط والتنفيذ، ومبادئ المحاسبة للأوقاف، والمبادئ الشرعية الحاكمة للاستثمار الوقفي، والقيادة في المؤسسات الوقفية).
يأتي تنظيم هذا الحدث لتعزيز الجانب المعرفي والتوعوي للقطاع الوقفي في سلطنة عمان، ويركز الملتقى هذا العام على تعزيز الجانب الاستثماري في القطاع الوقفي من خلال إضافة مختصين وخبراء في المجال واستعراض بعض التجارب الناجحة محليا
قد يهمك أيضاً
أرسل تعليقك