تشارك السلطنة ممثلة بهيئة الطيران المدني اليوم دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، والذي يوافق الخامس من نوفمبر من كل عام ويهدف الاحتفال هذا العام 2020 إلى الحث على تطوير خطط محلية ووطنية للحد من مخاطر الكوارث وإنقاذ الأنفس.
وقالت الأمم المتحدة إنه بحلول عام 2030، سيعيش ما يقدر بنحو 50 في المائة من سكان العالم في المناطق الساحلية المهددة بالفيضانات والعواصف وأمواج تسونامي، ووجود خطط وسياسات للحد من آثار تسونامي ستساعد في بناء المرونة وحماية السكان المهددين بتلك المخاطر.
من جانبه قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة له بمناسبة الاحتفال هذا العام : إن المنظمة الأممية تعمل حاليا على مكافحة ما يصفه البعض بأنه أمواج من الموت والمرض تخلفها جائحة كوفيد-19 أشبه ما تكون بأمواج تسونامي، وتخطر هذه الاستعارة بسهولة على البال، حيث لا يزال مشهد أسوأ كارثة وقعت دون سابق إنذار خلال هذا القرن عالقا بشدة في الذاكرة، ألا وهي أمواج تسونامي التي اجتاحت المحيط الهندي في عام 2004 وأودت بحياة أكثر من 227 الف شخص، ويمكن الاستفادة كثيرا في التأهب للجوائح من التقدم الذي أحرزناه في الحد من وقوع الخسائر في الأرواح على نطاق واسع من جراء أمواج تسونامي، حيث توجد الآن نظم للإنذار المبكر تدق ناقوس الخطر كلما كانت السواحل معرضة للخطر".
وأضاف : أن منظومة الأمم المتحدة تعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لتوعية الجمهور وتنظيم التمارين وفتح طرق للإجلاء والقيام بكل ما في الوسع لتجنب وقوع خسائر فادحة في الأرواح عندما تضرب أمواج تسونامي القادمة، وهي قادمة بكل تأكيد، شأنها في ذلك تماما شأن الجائحة أو العاصفة أو الفيضانات أو موجة الجفاف أو موجة الحر القادمة.
وتعمل السلطنة على تعزيز التوعية بمخاطر أمواج التسونامي
وكيفية التعامل معها، والتقليل من مخاطرها، ورفع مستوى التأهب
والاستجابة كما تواصل اهتمامها بالمشاركة في المؤتمرات
والتمارين العالمية والإقليمية المتعلقة بهذا الشأن، وكذلك تعاونها في تنفيذ برنامج التوعية من مخاطر أمواج التسونامي مع الجهات المعنية في السلطنة كاللجنة الوطنية للدفاع المدني ووزارة التربية والتعليم واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم.
ويعد تدشين مشروع الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة الذي أطلقته السلطنة عقب أحداث كارثة تسونامي التي أثرت على دول جنوب غرب آسيا في عام 2004 من أبرز جهود السلطنة في الاهتمام بهذا الجانب، وتمّ من خلاله إنشاء المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالهيئة الذي زود بأحدث التجهيزات، وتم افتتاحه في 23 مارس 2015، ويضم رإدارات بحرية لقياس مستوى البحر ورصد ومراقبة الأمواج البحرية ومنها أمواج التسونامي، ويعمل على تدريب الكوادر الوطنية على العمل بحرفية مع الأجهزة والأنظمة المسخرة لذلك. كما يعمل المركز على معرفة وقت حدوث الكوارث الطبيعية وإيصال المعلومات إلى المؤسسات والمعنيين في وقتها المحدد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الكوارث، ومن بين تلك الكوارث الأنواء المناخية من أعاصير وغيرها وظاهرة التسونامي وظاهرة الفيضانات في السلطنة.
وفي اطار حرصها على المشاركة في المؤتمرات والتمارين العالمية والإقليمية، شاركت السلطنة في أكتوبر الماضي ممثلة بهيئة الطيران المدني في التمرين الإقليمي الذي نظمته اللجنة
الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، وهي لجنة تابعة لمنظمة
التربية والعلوم والثقافة اليونسكو تعنى بنظام الإنذار المبكر من
مخاطر التسونامي في المحيط الهندي.
ونفذ التمرين عبر الاتصال المرئي وكان عبارة عن زلزال
افتراضي بقوة 9 ريختر علی صدع مكران يؤدي إلى أمواج
تسونامي تصل سواحل السلطنة خلال ربع ساعة ويقدر ارتفاع
الأمواج بحوالي 13 مترًا في تمام الساعة العاشرة صباحا، حيث
شارك في التمرين المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر
المتعددة ووزارة الإعلام واللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة،
والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، حيث شاركت جميع
الجهات في مراجعة وتقييم اجراءاتها التشغيلية وخططها
وسياساتها الوطنية والاستجابة لتسونامي.
وإضافة إلى العديد من التمارين التي أجرتها السلطنة على
أراضيها والمحاضرات والنشرات التوعوية التي نفذتها، أو
المؤتمرات الإقليمية التي شاركت فيها، فقد شاركت السلطنة في
أغسطس من عام 2018 في التمرين الإقليمي لسرعة الإخلاء
الذاتي من أمواج تسونامي والذي أقيم على ساحل السوادي بولاية
بركاء، والذي حقق نجاحا بعد تجاوب المواطنين والمقيمين في
المنطقة للتعليمات الصادرة من السلطات وسرعة الاستجابة
للإنذارات ومكبرات الصوت بإخلاء المنازل والتوجه إلى نقاط
التجمعات التي أعدت مسبقا، وعد هذا التمرين الأكبر والأوسع
على مستوى السلطنة للتوعية بمخاطر أمواج تسونامي والذي نفذه
المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالهيئة العامة
للطيران المدني بمشاركة 23 دولة على مستوى المحيط الهندي،
واستهدف ما يقارب 5000 شخص بالمنطقة مع تواجد مختلف
القطاعات العسكرية والمدنية.
وتقع السلطنة في منطقة تأثر بأمواج تسونامي محلية من أخدود
مكران وأمواج تسونامي بعيدة المدى من أخدود سوندا قبالة
سواحل إندونيسيا، وقد تتعرض لأخطار أخرى من الحالات
المدارية والفيضانات المفاجئة، حيث أنه في غضون 5 دقائق بعد
حدوث الزلزال يتم استخدام دليل إجراء تشغيلي للمركز الوطني
للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة يتم اتباع خطواته للتعرف
على إمكانية حدوث تسونامي بحيث تكون قوة الزلزال أكبر من
6.5 في منطقة صدع مكران ثم يعالج في نظام محاكاة أمواج
تسونامي في الدقيقة التالية كجزء من نظام مزود بما يقارب من
3000 سيناريو محتمل لتسونامي في قاعدة البيانات بالإضافة إلى
برنامج آني يستخدم في محاكاة أمواج تسونامي. وكل من بيانات
الزلزال وأمواج تسونامي المتوقعة تنشر في بيان التحذير من
أمواج تسونامي وتوزع من خلال قنوات الاتصال المختلفة لكل
الجهات والمؤسسات بالسلطنة وأيضا للعامة لاتخاذ الإجراءات
اللازمة.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك