شاركت سلطنة عُمان في انطلاق قمة "مجموعة الـ 77 والصين" خلال أعمال "كوب 28" بمشاركة قادة دول وحكومات المجموعة، لمناقشة كيفية توحيد المجتمع العالمي لدفع العمل المناخي من أجل مستقبل مستدام.
مثّل سلطنة عُمان معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن.وافتتح معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن جناح سلطنة عُمان المشارك في النسخة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" التي تستضيف أعمالها مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة من دول مجلس التعاون وسلطنة عُمان. وقال معالي المهندس وزير الطاقة والمعادن إنَّ سلطنة عُمان تشارك العالم في مناقشات واجتماعات متعددة، لأهمية إيجاد حلول عملية ومستدامة للتغير المناخي من خلال استراتيجيات وسياسات عمل واضحة.
وأضاف معاليه أنَّ سلطنة عُمان اتّخذت إجراءات مهمة للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني من خلال التوجيهات السامية بتحديد عام 2050 موعدًا لذلك، وإنشاء مركز عُمان للاستدامة، واستراتيجية التحول في الطاقة التي بدأ تنفيذها من خلال العديد من مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين.
وأشار معاليه إلى أنَّ سلطنة عُمان تشارك بجناح تفاعلي يحاكي ما تقدّمه من جهود ومبادرات عمل تسهم في تحقيق أهدافها الطموحة، كما يجسّد الجناح الرؤية التي توليها الحكومة في مجال الاستدامة، واستراتيجياتها على صعيد التحول في الطاقة وتقليل الانبعاثات واحتجاز الكربون وحماية البيئة والمدن المستدامة، موضحًا أن مشاركة سلطنة عُمان في هذا الجناح تعد فرصة مؤاتية، ليتعرف العالم على تجربتها في هذه المجالات.
بعدها افتتحت جلسة حوارية وزارية تحت عنوان "الطاقة والمناخ: مساران متوازيان لعُمان" شارك فيها كلٌّ من: سعادة السفير حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية بوزارة الخارجية، وسعادة خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، وناقشت 4 تحولات نموذجية وهي: تسريع عملية تحول الطاقة وخفض الانبعاثات قبل عام 2030، والوفاء بالوعود القديمة ووضع إطار لصفقة جديدة بشأن التمويل، ووضع الطبيعة والناس والحياة وسبل العيش في قلب العمل المناخي، والتعبئة من أجل مؤتمر أطراف أكثر شمولًا.يضم جناح سلطنة عُمان عدة مشاريع ومبادرات خضراء مستدامة تهدف جميعها لإيجاد حلول فاعلة لحفظ الكوكب، حيث شمل الجناح قسمًا يشرح جهود حفظ أشجار المانجروف والمؤشرات البيئية لسلطنة عُمان، وعرضًا حول مشروع الهيدروجين الأخضر وتطلعات سلطنة عمان في إنتاجه، وتقنية احتجاز الكربون، وعرض الاستراتيجية العمرانية لسلطنة عُمان ومدينة السلطان هيثم المستدامة، بالإضافة إلى قسم يعرض معادن من جيولوجية عُمان وأهم استخداماتها، مع عرض لمنظومة الإنذار المبكر.
وعلى هامش أعمال مؤتمر الأطراف COP28 التقى معالي المهندس وزير الطاقة والمعادن بعمدة روتردام، ناقش معه عددًا من الموضوعات المتعلقة بسبل التعاون بين كل من سلطنة عُمان ومملكة نيذرلاند في قطاعات تطوير المشاريع المشتركة المتعلقة بالهيدروجين والطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات الكربونية.
كما اجتمع سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة على هامش القمة بالمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث بحث معها مجالات التعاون الثنائي بين سلطنة عُمان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في المجالات المعنية بالبيئة والعمل المناخي وصون الطبيعة، كما استعرض سعادته جهود سلطنة عُمان والمشاريع التي تنفّذها في مجال العمل المناخي وتقليل مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ ومنها خطة الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050، والاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظم في الطاقة، ومشروع الكربون الأزرق الذي سيتم من خلاله زراعة ملايين أشجار المانجروف، ومشاريع الطاقات المتجددة والنظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتنفيذ حملات وطنية لاستزراع ملايين أشجار القرم (المنجروف)، وغيرها من المشاريع والمبادرات الأخرى. وقد أشادت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة بالجهود والمبادرات والمشاريع التي تقوم بها سلطنة عُمان في مجال العمل المناخي ومساهمتها مع جهود المجتمع الدولي من أجل مواجهة مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ وتحقيق أهداف اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.
من جانب آخر التقى سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل سعادة أحمد أبو طالب عمدة مدينة روتردام النيذرلاندية ، وذلك على هامش مشاركة سلطنة عُمان في أعمال النسخة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 المنعقد في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.وبحث الجانبان خلال اللقاء الجهود في النقل، واستعمال الهيدروجين كوقود للشاحنات؛ بالإضافة لمناقشة الجهود المشتركة من أجل تحقيق الحياد الصفري في النقل البري والموانئ. كما ناقشا بعض المشاريع التي تعتبر البدائل المناسبة في التحول التدريجي والمستدام إلى الطاقة النظيفة مثل تشغيل السفن بالطاقة الكهربائية واستخدام الأنظمة الذكية وغيرها من الحلول والتكنولوجيا الحديثة وحلول النقل العام وكيفية تعظيم الفائدة للمستخدمين.
وتطرق سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي في الجلسة الحوارية الأولى ضمن جناح سلطنة عمان، إلى الجهود والتحديات التي تواجه التنقل الأخضر والمستدام، مشيرًا إلى أنَّ وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تتعاون بشكل مباشر مع القطاعين الحكومي والخاص لتوسيع خيارات السيارات الكهربائية؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة تواجدها إلى ٤٠ بالمائة عما كان عليه الحال قبل عام من اليوم؛ بسبب وجود 5 موردين للمركبات الكهربائية.
وأشار سعادته إلى الدراسة التي قدمتها الوزارة، وتشمل عددًا من الحوافز لتعزيز سوق السيارات الكهربائية من قبل الجهات المعنية والتي تم الإعلان عنها مسبقا؛ بالإضافة إلى عدد من الحوافز التي ما زالت قيد الدراسة، موضحًا أن الوزارة عملت مع القطاع الخاص على تعظيم الفوائد والعروض الخاصة وتدشين برنامج باسم "القيادة بالقدوة"، وهناك خطط تعمل عليها الوزارة مع الجهات المساندة لشراء مركبات كهربائية لأسطول المركبات الحكومية.
وحول مبادرة الموانئ الخضراء؛ قال سعادته إنَّ سلطنة عُمان تولي اهتمامًا كبيرًا لتحويل موانئها إلى موانئ خضراء صديقة للبيئة؛ بالتعاون مع القطاع العام ومشغلي الموانئ، حيث تم وضع خطة زمنية، تتضمّن تنفيذ أنظمة ذكية وكهربة الأجهزة وتشغيلها بواسطة الهيدروجين أو التشغيل التلقائي؛ كما يجري حاليا تنفيذ توصيل الطاقة الكهربائية للسفن في ميناء صحار، بهدف بدء المرحلة الأولى بحلول الربع الأول من عام 2024.
وحول التنقل الثقيل؛ ذكر سعادته أنَّ سلطنة عُمان تخطط لإنشاء ممرات للهيدروجين؛ تهدف مرحلتها الأولى إلى تقليل نسبة الانبعاثات إلى 40 بالمائة من خلال محركات الاحتراق المزدوج التي تم تطويرها محليًّا؛ وفي ظل ارتفاع تكلفة تكنولوجيا خلايا الوقود بالهيدروجين حاليًا وعدم جاهزية البنية الأساسية لمحطات الهيدروجين وإنتاجها، تعمل وزارة النقل بالتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن والقطاع الخاص، على التغلب على هذه التحديات وتعزيز استخدام الهيدروجين في التنقل الثقيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أكثر من 20 دولة تدعو لزيادة مصادر الطاقة النووية عالمياً بـ3 أضعاف بحلول 2050
فرنسا تؤكد أن "COP28" لحظة حاسمة لإبقاء حرارة الكوكب تحت 1.5°
أرسل تعليقك