أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، السبت، عن مقتل ما مجموعه 548 مدنيا عراقيا وإصابة 567 آخرين، جراء أعمال العنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر آذار 2017.
وقالت البعثة في بيان ورد لـ"العرب اليوم" إنه "بلغ عدد القتلى المدنيين في شهر آذار 543 شخصا (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)، بينما بلغ عدد الجرحى المدنيين 561 شخصا (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)".
وأضاف أنه "وفقا للأرقام الواردة، كانت محافظة نينوى هي الأكثر تضررا، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 541 شخصا (367 قتيلا 174 جريحا)، تلتها محافظة بغداد التي سقط فيها 84 قتيلا و246 جريحا، ثم محافظة صلاح الدين التي لقي فيها 38 شخصا مصرعهم وأصيب 69 آخرون".
وحسب المعلومات التي حصلت عليها البعثة من مديرية صحة الأنبار، بلغت جملة الضحايا المدنيين 90 شخصا (32 قتيلا و58 جريحا). وقد تم تحديث إحصائية الأنبار لتشمل الضحايا الذين سقطوا حتى تاريخ 29 آذار داخل.
ونقل البيان عن المُمثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، إدناته "استمرار استهداف داعش المُتعمد للمدنيين وأشاد بجهود حكومة العراق لحماية المدنيين أثناء القتال في الموصل".
وقال كوبيش: "استخدم المتطرفون كل الطرق الشريرة الممكنة لإلحاق الخسائر بين صفوف المدنيين. وأودى انفجار سيارتين مفخختين في بغداد الشهر الماضي بحياة العديد وجرح عدد آخر".
وتابع: "وفي غرب الموصل، قام متطرفو داعش بنقل المدنيين قسرا واحتجازهم كدروع بشرية أثناء انسحابهم أو وضعهم في مواقع استراتيجية في مناطق مكتظة بالسكان. وفي حالات أخرى، قام المتطرفون بوضع المدنيين في مبانٍ مفخخة كان المتطرفون يستخدمونها لشن هجمات على القوات الحكومية وإطلاق النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار إلى خطوط قوات الأمن العراقية أو قاموا بقصف المناطق المدنية عمدا".
وقال المبعوث الأممي: "لم تدخر القوات العراقية أي جهدٍ لحماية المدنيين"، وأضاف "إنني أرحب بالتزام حكومة العراق بحماية المدنيين في تسيير العمليات العسكرية وتأكيدهم على أن حماية مواطنيهم أولوية مطلقة".
وأوضح بيان "يونامي" أن "بعثة الأمم المتحدة واجهت عراقيل في التحقق، على نحوٍ فعال، من أعداد الضحايا في مناطق الصراع. وتم الحصول على أرقام الضحايا في محافظة الأنبار من مديرية صحة الأنبار، وقد جرت الإشارة إليها في تقرير حصيلة الضحايا لشهر آذار".
وأشارت إلى أنه لا تعكس التقارير المستحصل عليها من مديرية صحة الأنبار، بشكل كامل الأعداد الحقيقية للضحايا في تلك المناطق، بسبب تزايد هشاشة الأوضاع الأمنية على أرض الواقع وانقطاع الخدمات، وهناك بعض الحالات التي لم تتمكن فيها البعثة من التحقق إلا بشكل جزئي فقط من حوادث معينة.
وتلقت البعثة أيضا، من دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك، تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا إلى جانب أعداد غير معروفة من الأشخاص الذين قضوا جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف بعد أن فرّوا من ديارهم، فلقوا حتفهم بسبب تعرضهم لظروف شتى كانعدام الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية.
كما تلقت البعثة، منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الموصل ومناطق أخرى في نينوى، تقارير عديدة تتعلق بحوادث تتضمن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، والتي لم يتسن للبعثة التحقق من صحتها في بعض الأوقات، ولهذه الأسباب المذكورة، ينبغي اعتبار الأرقام الواردة هنا بمثابة الحد الأدنى المطلق.
أرسل تعليقك