مسقط-عمان اليوم
لا تقتصر أهمية قاعة التاريخ البحري بالمتحف الوطني على سردها لجانب أساسي من جوانب التاريخ العماني فقط .. بل إن أهمية هذه القاعة تنبع من كون التاريخ البحري وبما يتضمنه من تجسيد لعلاقة الإنسان العماني مع البحر منذ القدم, يمثل أيضًا بوابة خرجت من خلالها أمجاد عمان حاملة إسهامًا حضاريًّا لأنحاء العالم.
وقاعة التاريخ البحري التي تم تدشينها بحلتها الجديدة تأتي ضمن برنامج تطوير قصة السرد المتحفية الثابتة ومكوناتها الأساسية، كما تسلط الضوء على أقسام جديدة لها أهميتها التاريخية والثقافية للأمجاد والامبراطورية البحرية العُمانية، منها قسم الأسطول العُماني إبان عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وقسم الملاحة وطرق الرياح الموسمية في المحيط الهندي، وقسم وصف مسقط في أدب الرحلات، وقسم عصر النهضة المباركة الذي يحتوي على المراكب العُمانية الحديثة، إضافة إلى قسم خاص لأحمد بن ماجد السعدي توفر قراءة ذات طابع خاص لصفحات مشرقة من التاريخ العماني.
كما أن المجموعة المنتقاة من القطع المتحفية الجديدة التي تتضمنها القاعة مثل مخطوط (النونية الكبرى)، للمؤلف أحمد بن ماجد، ومخطوط (معدن الأسرار في علوم البحار)، الذي يعد أول مخطوط عُماني يدرج في السجل الدولي لذاكرة العالم بمنظمة “اليونسكو”؛ للمؤلف ناصر بن علي الخضوري، وغيرها من المخطوطات تبين لنا كيف أسهم الإنسان العماني في الحضارة الإنسانية، حيث لم يكن تفاعل العماني مع البحر مقتصرًا على الكفاءة والقدرة على الملاحة، بل أيضًا تعمق العماني في العلوم البحرية وأضاف إليها بنفس القدر الذي كان هذا التفاعل ناقلًا للثقافة العمانية، ومعرفًا بالحضارات التي شيدها إنسان عمان على مر الزمان.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك