مسقط - عمان اليوم
مرت أول جمعة يوم أمس دون أن يذهب الناس للصلاة في المساجد، كما هو الحال في بقية صلوات الجماعة بمختلف ولايات السلطنة، وأبدى المواطنون والمقيمون على السواء التزاما فائقا بتنفيذ التعليمات الصحية والقرارات التي اتخذت من قبل اللجنة العليا للتعامل مع تطورات فيروس كورونا وكذا آليات مواجهة الفيروس والتي قضت أيضا بغلق المتنزهات والحدائق وعدم ارتياد الأماكن العامة والشواطئ مع الحرص على تنفيذ أولوية البقاء في المنازل وتجنب التجمعات ومناسبات العزاء والأفراح وغيرها من الأنشطة والفعاليات.
وتتطلع السلطنة من خلال هذه القرارات إلى تحقيق احتواء وتفعيل الآليات الحاسمة لمنع انتشار فيروس كوفيد 19 سريع الانتشار، والذي بات يشكل هاجسا لكافة الحكومات في مختلف دول العالم حيث لم تخل دولة من اتخاذ هذه التدابير والعمل على متابعتها بصورة دورية ومراقبة المستجدات بما يمنع تفشي المرض في أوساط العامة.
إعلان الحالات بصورة دورية وبشفافية يساعد في اتخاذ تدابير المواجهة –
وشملت التدابير الاحترازية إغلاق المحلات التجارية في المجمعات والمولات الشهيرة في مختلف أرجاء البلاد، كما أخضعت عملية عدم تنفيذ هذه القرارات لإجراءات عقابية صارمة تتعلق بفرض رسوم وغرامات لكل من يتساهل في مسألة عدم تطبيق القرار حرصا على المصلحة العامة بالدرجة الرئيسية على أن يتم مضاعفة هذه الغرامات في حال تكرارها.
وفي المطاعم والمقاهي اقتصر القرار على تقديم الوجبات الخارجية فقط مع منع تقديم الوجبات في الداخل مضافا إليه إجراء دورات رقابية على طبيعة عمل هذه المطاعم والمحافظة على أقصى درجات الحيطة والاهتمام بالنظافة العامة، في مقابل إغلاق كافة محلات الحلاقة والكوافير وصالونات التجميل وكذا مقاهي تقديم «الشيشة» باعتبارها من أكثر الأماكن قدرة على تسهيل انتقال الفيروس وتفشيه بصورة واسعة في أوساط المجتمع، كما تم إغلاق كافة الحدائق العامة، وعلقت لوحات على أبواب المساجد حملت عبارة «مغلق» بما يحقق الحماية الكافية للمجتمع ويمنع انتشار الفيروس الذي أثبت قدرته على الانتقال بصورة اكبر بين الأفراد في زمن قياسي إذا لم يتم التعامل معه بحزم وصرامة والتفاعل مع برامج العزل المجتمعي واتخاذ كافة التدابير في الوقت المناسب، وقد رصدت عدسة «$» خلو العديد من الأسواق الشعبية الشهيرة من المارة وتحديدا في السيب وسوق مطرح مع التزام كافة المحلات التجارية في هذه الأسواق بقرار الإغلاق وعدم فتح الأبواب للارتياد من قبل المستهلكين حتى إشعار آخر.
حالات جديدة
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في أحدث بيان لها عن تسجيل 9 حالات إصابة جديدة بمرض فيروس كورونا منها 8 حالات لمواطنين وحالة واحدة لوافد و3 حالات مرتبطة بالمخالطة لحالات سابقة و6 حالات مرتبطة بالسفر لكل من بريطانيا والولايات المتحدة والهند ومصر، وبذلك يصبح العدد الكلي للحالات المسجلة في السلطنة 48 حالة وأشارت الوزارة في بيانها إلى التأكيد على أن 13 حالة تماثلت للشفاء وأهابت بضرورة التقيد بإجراءات الحجر الصحي حسب الإرشادات وعدم ارتياد الأماكن العامة أو دور العبادة والمداومة على تنظيف اليدين بالماء والصابون وتجنب لمس الوجه والانف والفم والعينين واتباع العادات الصحية عند العطس والسعال.
ومنذ بداية تسجيل الحالات في السلطنة ووزارة الصحة تلتزم بإصدار البيانات المنتظمة بخصوص رصد الحالات واطلاع الرأي العام بصورة شفافة على عدد الحالات ومصدر التقاط الفيروس وتحديد الدول التي قدمت منها الحالات بالإضافة إلى الكشف عن الحالات التي لم يسبق لها السفر وجار التقصي عن أسباب إصابتها بفيروس كوفيد 19.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن إعلان الحالات بصورة دورية وبوضوح تام يساعد في اتخاذ خطوات المواجهة وتفعيل إجراءات مكافحة الفيروس.
ويقول الدكتور احمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: إن البلدان التي تشرك جميع الوزارات والقطاعات بفاعلية في عملية ترصد الجائحة بما ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني، فإنها تحرز تقدما كبيرا كما أنها توفر المعلومات للشعوب في الوقت المناسب على نحو يتسم بالدقة والشفافية، بما يحقق إجراءات التأهب بشكل فاعل ويساعد الأفراد على اتخاذ التدابير لحماية انفسهم وأسرهم بالإضافة إلى تحقيق فاعلية في مسألة المباعدة الاجتماعية.
ويضيف المنظري في هذا السياق: إن الالتزام من كافة الدول والحكومات بخطوات التتبع والمكافحة للفيروس من خلال الإجراءات المشددة من شأنها أن تقدم خدمات إضافية ليس فقط لشعوبها في الداخل ولكن أيضا تساهم في حماية الشعوب الأخرى على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كما أن ما يخدم هذه الجهود يتمثل في الإجراءات الصارمة في الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية.
الوقاية من الوباء
ويشكل الالتزام المجتمعي بالتعليمات الصحية جزءا أصيلا في برنامج مكافحة انتشار كوفيد 19 ومن المتوقع أن تشكل هذه الإجراءات الاحترازية التي اتخذت على أعلى المستويات خطاً متقدما في السيطرة على احتواء الموقف، كما يشكل تفهم الأفراد والأسر لهذه التعليمات والالتزام بها الطريق الأمثل لتحقيق الفاعلية في السيطرة المطلوبة على الحالات المسجلة وتجنب مضاعفة الحالات خلال الأيام القادمة، وهي المضاعفة التي تسعى كافة القنوات الصحية إلى تجنبها والعمل مع كافة الجهات ومختلف القطاعات على احتواء الوضع من خلال الوعي المجتمعي.
وأطلق مركز التواصل الحكومي وسم عمان ـ تواجه ـ كورونا على منصات التواصل الاجتماعي ويشكل هذا الوسم حلقة وصل مع المجتمع العماني في اطلاع المجتمع بكافة التفاصيل المتعلقة بالتطورات إزاء تداعيات فيروس كورونا المستجد، من خلال التحديث المتواصل لأبرز التطورات وتقديم المعلومات السليمة والنصائح والإرشادات المناسبة وقال مركز التواصل الحكومي: إنه «يحيي الحس الوطني العالي للمجتمع، واهتمامه الكبير بمتابعة التطورات والإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ويهيب بكافة أفراد المجتمع بأهمية استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وتجنب تداول الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة».
قد يهمك أيضا:
قرارات اللجنة العليا للتعامل مع فيروس كورونا تدخل حيز التطبيق
أرسل تعليقك